الحدث العربي والدولي
في أجواء من البرد القارس، بدأ محتجو "السترات الصفراء" بالتدفق إلى جادة الشانزليزيه صباح السبت، وذلك للأسبوع الخامس على التوالي، وسط إجراءات أمنية مشددة. وتشكل تلك المظاهرات اختبارا للرئيس إيمانويل ماكرون الذي يواجه صعوبات في احتواء الغضب الشعبي رغم سلسلة من الإجراءات التي أعلن عنها.
بدأ محتجو "السترات الصفراء" بالتوافد إلى جادة الشانزليزيه الباريسية السبت، في إطار خامس أسبوع من المظاهرات الشعبية التي تشكل اختبارا للرئيس إيمانويل ماكرون.
وأعلن وزير الداخلية الفرنسي كريستوف كاستنير أن 33500 شخص شاركوا في مظاهرات "السترات الصفراء" في كامل البلاد. وفي باريس خرج نحو 2200 متظاهر في مسيرات متفرقة في عدة أحياء.
وقد ذكرت الشرطة أن سائقا لقي مصرعه الجمعة في مدينة إيركيلينس البلجيكية الحدودية مع فرنسا، إثر اصطدامه بشاحنة أوقفها محتجون من حركة "السترات الصفراء".
وأحصت السلطات الفرنسية نحو ألف متظاهر عند الحادية عشرة صباحا بتوقيت باريس، في حين أوقفت 93 شخصا، وهي أعداد أقل بكثير مما كانت عليه في الأسبوع الماضي التي شهدت توقيف 500 شخص في نفس هذا الوقت من النهار.
وكانت الحكومة الفرنسية قد دعت الخميس محتجي "السترات الصفراء" إلى التعقل وعدم التظاهر مجددا السبت. وقال الناطق باسم الحكومة "ليس من الحكمة التظاهر" نظرا للتعبئة الكبيرة لقوات الشرطة في عمليات التحقيق والبحث الجارية بعد اعتداء ستراسبورغ الثلاثاء. بينما دعا مسؤولون آخرون بينهم رئيس الجمعية الوطنية ووزير الانتقال البيئي إلى وقف حركة الاحتجاج بالكامل.
وأطلقت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع على مجموعات صغيرة من المحتجين خلال اشتباكات لم تستمر لفترة طويلة قرب شارع الشانزليزيه.
وكان مصدر في الشرطة قد قال إنه تم إحصاء نحو 16 ألف محتج في فرنسا، باستثناء باريس، بحلول الساعة 11:00 بتوقيت غرينتش، مقارنة مع 22 ألفا كانوا في الشوارع في نفس الوقت يوم الثامن من ديسمبر/كانون الأول.
وبدت باريس من جديد مدينة في حالة حصار من آليات مدرعة في الشوارع إلى انتشار أمني كثيف ومصارف ومحلات تجارية سدت واجهاتها بألواح خشبية.
وقال جيريمي (28 عاما) الذي قدم من مدينة رين (غرب) "المرة الأخيرة تجمعنا من أجل الرسوم، هذه المرة جئنا من أجل المؤسسات: نريد مزيدا من الديمقراطية المباشرة". وأضاف "يجب أن نصرخ ليسمع صوتنا".
وقبيل الساعة 09,30 كان قد تم توقيف نحو ثلاثين شخصا في المنطقة الباريسية، وهو عدد أقل بكثير من 300 شخص أوقفوا في هذا الوقت من السبت الماضي في إطار عمليات وقائية.
وحول قوس النصر الذي تعرض للتخريب في الأول من كانون الأول/ديسمبر، تمركزت شاحنات الدرك منذ الفجر بينما شوهدت شاحنات مزودة بخراطيم مياه في الجادة التي تحولت خلال أسابيع إلى مركز للتظاهرات.
وفي محيط الشانزليزيه أكدت ماريا التي تملك حانة إنها تخشى فلتانا أمنيا جديدا. وقالت "لدينا أوامر بإغلاق الحانة عندما يبدأ إطلاق الغاز المسيل للدموع". وأضافت "ليتظاهروا، هذا ليس مشكلة لكن هذا التخريب يسبب أضرارا".
ودعا أحد محتجي "السترات الصفراء" من فوكلوز (جنوب) كريستوف شالانسون الذي يعد من الممثلين "البنائين" في الحركة، إلى "مزيد من الحزم" وقرر التظاهر السبت "حتى استقالة" الرئيس.
وتخشى السلطات وقوع حوادث جديدة بعدما انتهى السبت الماضي بعدد قياسي من الموقوفين (حوالي ألفين) وأكثر من 320 جريحا وأضرار في العديد من المدن بينها باريس وبوردو وتولوز (جنوب غرب). وكان نحو 136 ألف شخص قد نزلوا إلى الشوارع في ذلك اليوم.
فرانس 24/ أ ف ب / رويترز