الحدث- غزة
على مساحة خضراء واسعة، في نادٍ رياضي وسط مدينة غزة، يبدو الحماس، واضحا على وجوه لاعبين لم تمنعهم "الإعاقة الحركية"، من تسجيل الأهداف في مختلف رياضات "ألعاب القوى".
ويقول حسان العماوي، المدرب في نادي الجزيرة، إنّ معظم هؤلاء اللاعبين هم من "ضحايا الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة".
ويُضيف العماوي، إنّ اللاعبين يمارسون في النادي رياضات مختلفة من بين ألعاب القوى، (كرة الطائرة الأرضية، كرة الهدف، رمي الرمح)، وهدفهم أن يتعافوا من آثار ما خلّفه العدوان الإسرائيلي، وأن يمثلوا فلسطين في المحافل الدولية.
ويضم نادي الجزيرة، منتخبا خاصا بألعاب القوى، من ذوي الاحتياجات الخاصة شارك على مدار سنوات ماضية، في محافل عربية ودولية، وفاز كما يؤكد العماوي بجوائز فضية وبرونزية وذهبية.
واليوم يحتضن النادي، 50 لاعبا من معاقي الحرب الإسرائيلية الأخيرة، على قطاع غزة، بهدف تأهليهم، نفسيا وبدنيا، وضمهم إلى منتخب "ألعاب القوى" وفق العماوي.
وفي النادي، ينقسم اللاعبون إلى مجموعات، حسب كل رياضة يشرف عليها مدربون مختصون، فيما يحاول آخرون التدرب على المشي بأطرافهم الصناعية المركبّة حديثا.
وعلى كرسي متحرك، يبدو الشاب محمد أبو بيض، (24 عاما) متحمسا لرمي كرة تتجاوز مكانه عدة أمتار.
ورغم أن ساق أبو بيض اليمنى مبتورة، إلا أن همته، تبدو قوية، وهو يمارس كرة الطائرة الأرضية.
ويقول أبو بيض، إنّه كان لاعبا لكرة القدم، وبعد أن بُترت قدمه، جراء إصابته بشظايا القنابل الإسرائيلية في العدوان الأخير، انضم إلى نادي الجزيرة، بحثا عن التأهيل والإعداد الرياضي.
وتابع:" النادي يضم لاعبين، قاموا بتركيب أطراف صناعية، وبات باستطاعتهم لعب كرة القدم، أنا فقدت ساقي، ومع التدريب هنا على الرياضات الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة، سأتمكن إكمال مشواري الرياضي".
وبعد أن يقوم رائد جندية، بتمارين التهيئة الجسدية، يصوب كرة، نحو شباك صغيرة، وينجح في إصابة هدفة بدقة.
ولا تقف قدم الشاب (26 عاما) المبتورة حائلا، أمام مهاراته في مختلف رياضات ألعاب القوي.
ويقول جندية، إنّه يطمح لرفع علم بلاده عاليا في المحافل العربية، والدولية، والفوز بالبطولات.
ويؤكد أن فريق "نادي الجزيرة" المكون من أصحاب الاحتياجات الخاصة، احتل المراكز الأولى محليا, وقام مؤخرا بتنظيم مباراة ضد فريق من الأصحاء في إطار دمج المعاقين في المجتمع.