قدم شعبنا الفلسطيني متواضع العدد والعتاد على امتداد قرن ونيف آلاف الشهداء والجرحى والأسرى دفاعا عن وجوده على أرض وطنه فلسطين في مواجهة الكيان الصهيوني وعصاباته التي مكنتها معظم دول العالم الاستعماري في الغرب والشرق وبالتعاون مع حكام بعض الدول العربية والإسلامية من احتلال فلسطين وترسيخ كيان عنصري فوق أرضها للمستعمرين اليهود الصهاينة، الذين جُلبوا إلى أرضنا من مختلف دول العالم.
الصمود الأسطوري لشعب فلسطين على أرضه لأكثر من قرن؛ فخر لشعب فلسطين وللشعوب العربية ولمحبي الحرية والعدالة في العالم. ولا يمكن أن ينتقص من بطولات شعب فلسطين وصموده وتمسكه بحقوقه غير القابلة للتصرف صوت يصدر من هذا الحاكم أو ذاك أو من هذه القوة العظمى أو تلك الصغرى.
واشتداد الأزمة والضغوط على شعب فلسطين وقيادته المناضلة في هذه المرحلة من مراحل النضال الفلسطيني الممتد عبر الأجيال؛ دليل على صمود شعب فلسطين وقيادته وإفشال المخططات الصهيونية والاستعمارية التي تستهدف الشعب الفلسطيني وحقوقه الثابتة المشروعة.
وثبات وصمود الرئيس محمود عباس قائد شعب فلسطين وقائد حركة فتح مفجرة الثورة الفلسطينية الحديثة وقائدها في مختلف مراحل النضال الوطني الفلسطيني ورئيس منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعب فلسطين ورئيس دولة فلسطين ورئيس مجموعة 77+ الصين، يتركز على صمود وتضحيات شعب عظيم يصر على نيل حقوقه غير القابلة للتصرف في العودة وتقرير المصير وقيام دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
إن الموقف الصلب والواضح للرئيس أبو مازن في مواجهة مخططات الإدارة الأمريكية المتمثلة بالرئيس دونالد ترامب ومستشاريه الصهاينة التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية من خلال ما يسمى صفقة القرن؛ يستحق كل دعم وتقدير من جميع أبناء شعبنا وقواه الوطنية والإسلامية وشد أزر الرئيس في مسعاه الدولي لمحاصرة مؤامرة صفقة القرن، لكن للأسف الشديد السيد الرئيس يوضع بين "شقي رحى" أمريكية صهيونية من جهة وفصائلية فلسطينية وعربية وإسلامية من جهة أخرى تحاول ثنيه عن موقفه الشجاع في مواجهة صفقة القرن وتهويد القدس وتصفية حق العودة واللاجئين وفصل القطاع عن الضفة وإضعاف تمثيل منظمة التحرير الفلسطينية للشعب الفلسطيني، حتى وصل الأمر ببعض هؤلاء إلى المطالبة بنزع الشرعية عن الرئيس بل ووصف الحصار الإسرائيلي لشعبنا في القطاع بالحصار الرحيم الحضاري المدروس.
إن شهوة الحكم في أغلب الأحيان تعمي الأبصار وتدمر الأوطان، وإن ما يجري في الصومال واليمن والعراق وسوريا ومصر ولبنان وتونس وليبيا والسودان والجزائر والبحرين دليل كاف على أن شهوة الحكم تقف وراء خراب وفشل هذه الدول.
فاعتبروا يا أولي الأبصار ولا تضعوا قضيتكم وقيادتكم بين حجري رحى فتتبدد طاقاتكم ويذهب ريحكم وأنتم تعلمون.