الحدث ــ محمد بدر
زكريا الزبيدي الوجه الأبرز للمقاتل الذي لا تثق به "إسرائيل" ولا يثق بها، ويذكرني دائما بقول أحد ضباط المخابرات الإسرائيلية خلال التحقيق بأن "رابطة الدم قد توّلد الدم، ولا يمكننا الوثوق بسلوك من فقد عزيزا". الزبيدي ابن الشهيدة وأخ الشهداء والأسرى لا يمكن أن يغيب عن العين الأمنية الإسرائيلية ولو للحظات.
في عام 2007 سلّم الزبيدي سلاحه وحصل على عفو ومجموعة من المطاردين بناء على اتفاق بين السلطة الفلسطينية و"إسرائيل"، واغتالت "إسرائيل" بعضهم ناكثة بذلك الاتفاق ومطلقة بذلك النار على توقيعها والذي عادة ما تطلق عليه النار. لكنها أبقت زكريا بلا أذى حتى يظل زكريا احتمالا وأملا للمطاردين بإنجاز "إسرائيل" لاتفاقها حتى النهاية.
في الأشهر الأخيرة، أجرى زكريا الزبيدي مقابلة مع الصحفي الإسرائيلي "تسفي يحزكيلي" المقرب من دوائر الأمن الإسرائيلية، وظهر جليا خلال التقديم للمقابلة وخلالها، أن الصحفي الإسرائيلي قدّم الزبيدي على صورته التي كان عليها قبل عام 2007، أي كمطارد.
ومن العبارات اللافتة والخطيرة التي استخدمها يحزكيلي في التعريف بالزبيدي، "إن زكريا الزبيدي لا يتغير.. التنسيق معه يتم من خلال مساعديه، فالمطارد يبقى مطاردا". كما أنه وجه أسئلة خطيرة خلال المقابلة، مثل: هل تمتلك سلاحا؟ ومن تفضل أكثر السلاح أم جهاز اللابتوب؟ وهل تعتقد بإمكانية تحقيق السلام؟ هل تشتاق للسلاح؟.
وكانت ردود الزبيدي بالنسبة للصحفي الإسرائيلي قنبلة بحسب تعبيره، من حيث عدم اعتقاده بإمكانية تحقيق السلام ومساواته بين السلاح واللابتوب (اللابتوب كإشارة إلى الحياة العادية البعيدة عن المواجهة). يبدو أن الإسرائيليين فهموا الزبيدي من ردوده كما لم يفهمه أحد آخر، فلا هو يعتقد بالسلام ولا هو مستعد للتنازل عن المواجهة أو الحياة، وهو المشتاق جدا للانتفاضة، وهذه ليست أقل من بنود لائحة اتهام جديدة بحق مطارد اتهمته "إسرائيل" سابقا بقيادة عمليات فدائية.