الجمعة  22 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

لما قلبي دقّ.. صار تحالف

2019-02-27 05:02:23 PM
لما قلبي دقّ.. صار تحالف
أيمن عودة وأحمد الطيبي

الحدث ــ محمد بدر

في ذروة الاستهجان الذي أصاب المتابعين لشأن الأحزاب العربية المشاركة في انتخابات الكنيست الإسرائيلي، خاصة بعد تحالف أحمد الطيبي وأيمن عودة، مرّ بي منشور كان كافيا لنوبة ضحك هستيرية. كتب أحد أنصار عودة: "يعني أنا إلي شهر بكتب وبسب وبشتم وبالآخر تعبي راح وتحالفتوا.. حسبي الله ونعم الوكيل عليكم". هذه الكلمات المضحكة في ظاهرها تكشف في باطنها عن عدم دراية عند أنصار الطرفين وعند الجمهور الفلسطيني في الداخل المحتل كيف لهذين النقيضين أن يلتقيا فجأة وبدون سابق تقديم.

اتصلت بأحد أنصار الطيبي، فبادرني بضحكة هستيرية كنت أحاول كتمها بما يتطلبه برتوكول مقدمات أي اتصال. بادرني التبرير دون سؤال وكأنه يعلم سر اتصالي: "اسمع صديقي.. بدك الصراحة، من سنين في مشكلة بين هدول الاثنين بتخليهم قراب وبعاد، عدد لا بأس به من مقربي الطيبي بحبو عدد لا بأس به من مقربي عودة، يعني بتلاقي صبية مقربة من تيار الطيبي بتحب شب من تيار عودة والعكس، لدرجة انه صار مشكلة على تسريبات كبيرة من وإلى مكتب الاثنين..... وهيك صارت أوراقهم مكشوفة، يعني مرات كان الطيبي وعودة يقعدوا يحلوا قصص حب بين مقربينهم".. ثم انفجر صديقي ضاحكا وأنا عدت لحيرة مناصر عودة الذي شكا المجهول لله.

يكمل صديقي: "الطيبي وعودة ماشيين على قاعدة، الله يبارك بمين وفق اتنين على مخدة، يعني هاي قاعدتهم بالحياة بحكم المشاكل اللي كانت تصير بينهم، قبل ما تكون قاعدتهم بالسياسة، وأخيرا ربنا وفقهم على قائمة واحدة وانت ليش زعلان؟؟..".

كنت قد تعلمت في النظريات السياسية المعاصرة الكثير من آليات تحليل العلاقات بين الجماعات، والكثير من الأطر النظرية التي يمكن من خلالها تحليل علاقات الجماعات، ولقد فات مخترعو النظريات في هذا المجال الشيء الكثير، فلقد أثبتت التجارب أن "حبيبة الأتباع" أقوى من كل كوابح الإتباع. حتى التعليقات على التحالف بين الطرفين تدور في فلك الزواج والحب، فكتب أحدهم: "الطيبي غازل علي سلام عدو الجبهة وبعدين عقد قرانه عليها!!". إذا إنها مدرسة جديدة في العلوم السياسية.