الاتهامات الأمريكية والتي تٌحَمِل القيادة الفلسطينية المسؤولية عما يسمونه تضييع الفرص والنهوض الاقتصادي، يقع في إطار التشخيص الأمريكي بالغ السطحية بجانب الانحياز السافر للاحتلال وبل شعور شعبنا الفلسطيني بأن إدارة ترامب تمارس منهجية عدائية مستمرة ضد مستقبل شعبنا وحقوقه المشروعة، بالتالي كانت المقاطعة الفلسطينية لهذه الإدارة ومنذ قرارها نقل السفارة الأمريكية للقدس المحتلة هو أحد اهم معالم مواجهة هذه العنجهية الامريكية التي تعتقد أن "سحق الاخر" سوف يجعله يخضع ويوافق على الاشتراطات والاملاءات.
صفقة القرن هي مقامرة، والأسوأ في هذه المقامرة الأمريكية أن "ادارة ترامب" تتحكم في من سيفوز ويحصل على المزايا ومن سيبقى مهزوما ويدفع الثمن، وهي في نفس الوقت لا تريد ان تقتنع أن فشل الصفقة وارد في كل الاحتمالات، وان تقديم تنازلات على طريقة "إقبل ولا ترفض" هو المطلوب من القيادة الفلسطينية، والأخيرة عليها أن تتحمل مسؤولية ذلك أمام شعبها، وأن قطع المعونات الأمريكية وحرمان المستشفيات منها وكذلك بعض البرامج الانمائية هي أدوات لتنفيذ اللعبة، وكما أن إعطاء الضوء الأخضر للاحتلال لقرصنة اموال الشعب الفلسطيني وفق قوانين عنصرية مرفوضة جذورها في الكونغرس الأمريكي والذي على إثرها أغلق المكتب التمثيلي لمنظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، هو ضوء أخضر يهدف لنشر الفوضى الإقتصادية والتي قد تصل سريعا لردود فعل فلسطينية أصبحت الأوساط الأمنية الاسرائيلية تتحدث عنها بقولها " أن تدهور الوضع الإقتصادي سيقود الى تدهور أمني ".
الخلاصة أن القيادة الفلسطينية أعلنت أنها لن تقدم أي تنازلات ولن تقبل أي أموال منقوصة، وأنها لن تتخلى عن عائلات أسر الشهداء والأسرى، كونهم أولوية قصوى، ومسؤولية وطنية وأخلاقية، وكما أن الانتهاكات الاسرائيلية والتهديدات الأمريكية لن تثني شعبنا عن مواصلة نضاله، وإنما ستزيده صلابة وصموداً.