رولا سرحان
إذن فشل مشروع إنهاء الاحتلال، فقد حصل على تأييد 8 دول مقابل اثنتين صوتتا ضده و5 امتنعت عن التصويت، بينما كان إقراره بحاجة إلى 9 أصوات. الفلسطينيون لم ينجحوا سوى في تأمين 8 أصوات بينما كانوا قبل التصويت قد خرجوا بتصريحات تؤكد تأمين فلسطين 9 أصوات لكن نيجيريا تراجعت قبل التصويت بقليل.
نيجيريا، البلد الأفريقي، الذي يعاني انقسامات داخلية حادة، تجمعها بإسرائيل علاقات دبلوماسية أقل ما يقال عنها بأنها جيدة الآن، خاصة بعد توقيع الاثنتين اتفاقية أمنية شكلت نقلة في طبيعة تلك العلاقة بعد أن كانت علاقة اقتصادية بحتة، وفي أكثر من سياق عرضت إسرائيل تقديم مساعدتها لنيجيريا في محاربة تنظيم "بوكو حرام"، وهنالك تعاون بين نيجيريا وإسرائيل في مجالي السياحة والزراعة.
اللافت للأمر أن حركة تطبيع العلاقة بين نيجيريا وإسرائيل جاءت بعد قطيعة دامت لأكثر من 19 عاماً فقد كانت نيجيريا من بين 29 دولة تقطع علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل في أعقاب حرب عام 1973. إلا أن الدبلوماسية الإسرائيلية الحثيثة لم تتوقف بتاتاً في إعادة العلاقات ليس مع نيجيريا وحدها، وإنما في اتجاه تعزيز روابط إسرائيل السرية مع دول أفريقية أخرى من بينها زائير وأثيوبيا.
إن العمل الدبلوماسي هو عمل حثيث، وعمل مستمر، وعمل ممنهج، ومخطط، وينطلق من قاعدة تحقيق الأهداف الوطنية الاستراتيجية، ولا يأتي كردات فعل، وكعمل في لحظات القرار الأخيرة. إن تراجع نيجيريا عن التصويت لصالح قرارنا يعني نجاح الدبلوماسية الإسرائيلية في الحالة النيجيرية، وفشلاً للدبلوماسية الفلسطينية بكليتها، ما يعني ضرورة إقالة وزير الخارجية الفلسطيني، وتغيير كل طاقم السفراء والبعثات الدبلوماسية وطاقم الممثليات في الخارج، فحصاد عملهم لم يعني شيئاً بعد فشل التصويت على القرار في مجلس الأمن سوى أن فلسطين بلا وزير خارجية وبلا سفراء.