الثلاثاء  26 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

ممالك (التوراة) كذبة بحق تاريخ فلسطين والحضارة الإنسانية..! بقلم: مهندس حسني الحايك

2019-03-06 09:33:30 AM
ممالك (التوراة) كذبة بحق تاريخ فلسطين والحضارة الإنسانية..!
بقلم: مهندس حسني الحايك
مهندس حسني الحايك

من الواضح لكل من بحث في تاريخ فلسطين أن قصص (التوراة) شيء، والتاريخ الحقيقي أو الديني شيء آخر.. وهذا هو حال (مملكة اسرائيل) التي لم يأتي ذكرها إلا في كتاب (التوراة)... والحقيقة البادية للعيان من خلال ما كتبه كهنة (التوراة) عن خط سير العشيرة المفترضة إلى فلسطين، تبيّن بشكل واضح بأن الكهنة لم يراعوا الواقع الجيوسياسي المؤرخ لفلسطين وما حولها آنذاك.. إذ تأكد الإكتشافات الأثرية أن فلسطين في أواسط القرن الثالث عشر وهيّ الفترة المفترضة لدخول عشائر (التوراة)، كانت خاضعه بشكل مباشر للحكم المصري. ولم تثبت تلك الوثائق مجرد إقتحام واحد قامت به الجيوش الإفتراضية ليوشع بن نون التائه في صحراء سيناء، لتبنى بعده مملكة للعشيرة في فلسطين!.. وهذا ما أكد عليه المؤرخ الدكتور فراس السواح في كتابه (آرام دمشق وإسرائيل- ص-103)، حيث كتب الآتي:" من ناحية النقد التاريخي والأركيولوجي، فإن علم الآثار لم يتوفر لديه سبب واحد يدفعه إلى القول بأن القرن الثالث عشر قبل الميلاد، قد شهد تشكل شعب جديد في فلسطين، لا سيما وأن العناصر الإثنية الجديدة المفترضة لم تترك مخلفات مادية ذات طابع ثقافي متميز عن طابع الجماعة السابقة التي حلت بين ظهرانيها أو حلت محلها"... وهذا ما أكدت عليه عالمة الآثار البريطانية كاثلين كينون، التي بينت عجز علم الآثار عن الحصول على أي موقع يثبت وجود مملكة إسرائيل، أو إكتشاف أي أثر لموقع جلجال، الذي إدعى الكهنة أن فيه أقيم تابوت العهد بإحتفالية افتراضية كبيرة لتخليد ذكرى عبور النهر (كاثلين م.كينون- الكتاب المقدس والإكتشافات الأثرية- ص-47)!.. وهذا ما أثبته الدكتور سهيل زكار في أبحاثه العديدة التي بين فيها بأن الممالك المزعومة لم يكن لها وجود في فلسطين او في اي مكان آخر من العالم، كما بين بأن الحفــــريات الأثرية في القـدس لم تثبت أدنى إشارة إلى بناء هيكل سليمان... وهذا ما أكد عليه الدكتور توماس طومسون في كتابه ( التاريخ القديم للشعب الإسرائيلي- ص-188)، حيث كتب الآتي:" إن المدوّنات المصرية التي تناولت حملة الفرعون شيشنق على المدن الرئيسية وطرق التجارة في فلسطين أواخر القرن التاسع قبل الميلاد، وهي نفس الفترة الزمنية التي إدعى الكهنة فيها إقامة المملكتين. لم تذكر أي شيء على الإطلاق عن أي حكم للأسباط في فلسطين، فلا مملكتي يهوذا وإسرائيل ولا حتى القدس أو أي عاصمة أخرى محتملة تستدعي إهتمام شيشنق في محاولاته لإخضاع فلسطين"... فمن كل ذلك نستنتج أن مئات الآلاف من الوثائق المكتشفة في فلسطين وحولها لم تثبت لو بمجرد وثيقة واحدة تواجداً واحداً لعشائر (أسباط التوراة) ولا لليهود، ولا لمملكة إسرائيل المفترضة في أية بقعة من بقاع فلسطين... الأمر الذي يطرح إستغرابا جدياً على خلفية العلماء والباحثين والمؤرخين وحكام العرب والسياسيين ووسائل الإعلام العربية والإسلامية من الذين مازالوا يرددون كالببغاوات تلك المرويات (التوراتية) في هذا الشأن!..