الإثنين  25 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

القدس في 2014 .. عام الصعوبات والسوابق

2014-12-31 10:59:24 AM
 القدس في 2014 .. عام الصعوبات والسوابق
صورة ارشيفية
الحدث-القدس
 
يتفق مسؤولون فلسطينيون على أن جميع السنوات منذ الاحتلال الإسرائيلي لمدينة القدس عام 1967 كانت صعبة، غير أن العام 2014 كان أصعبها على الإطلاق فضلا عن كونه عام "السوابق".
 
ففي هذا العام أغلقت سلطات الاحتلال الإسرائيلية المسجد الأقصى ليوم كامل في خطوة غير مسبوقة أتبعتها بسابقة اقتحام عناصر من الشرطة للمسجد بأحذيتهم حتى محراب المسجد في ظل تصريحات علنية غير مسبوقة عن تقسيم المسجد بين المسلمين واليهود.
 
وفيه أيضا أقدم مستوطنون إسرائيليون على سابقة اختطاف فتى فلسطيني وإحراقه حيا؛ ما فجر هبة القدس التي ما زالت آثارها مستمرة حتى اليوم.
 
وسجلت الاعتقالات الإسرائيلية للشبان الفلسطينيين رقماً غير مسبوق خلال العام 2014، إذ بلغ عدد المعتقلين 2000، بينهم 25% من القاصرين.
 
كما أنهى المستوطنون الإسرائيليون، وللمرة الأولى، منذ العام 1967 إقامة مستوطنة جديدة داخل حي الصوانة شرق البلدة القديمة من مدينة القدس، ومستوطنة أخرى في حي الشيخ جراح في المدينة.
سوابق في المسجد الأقصى
 
قال الشيخ عزام الخطيب، مدير عام إدارة الأوقاف الإسلامية في القدس التابعة لوزارة الأوقاف الأردنية، في تصريح لـ"الأناضول": إن "كل الأعوام منذ 1967 كانت صعبة إلا أن 2014 كان أصعبها على الإطلاق، وكان من أقسى السنوات على المسجد الأقصى".
 
وتابع بالقول "لقد شهدنا خلال هذا العام استفزازات واستهدافا غير مسبوق للمسجد الأقصى، سواء على المستوى الرسمي الإسرائيلي أو على مستوى المتطرفين الإسرائيليين الذين استهدفوا المسجد الأقصى بشكل مباشر".
 
ولفت في هذا الصدد إلى أن "أكثر من 11 ألف مستوطن إسرائيلي اقتحموا المسجد الأقصى خلال العام 2014، وكان هناك تصعيد في الدعوات الرسمية والاستيطانية الإسرائيلية لتقسيم المسجد بين المسلمين واليهود، بصراحة فإن ما جرى كانت محاولة لتهويد المسجد ولكنها فشلت".
 
وقال الشيخ الخطيب "في هذا العام شهدنا سابقتين لم تحدثا في جميع السنوات الماضية، وهي إغلاق المسجد الأقصى ليوم كامل أمام المصلين، والثانية كانت اقتحام عناصر من الشرطة الإسرائيلية المسجد بأحذيتهم وعتادهم وصولا إلى محراب المسجد".
 
وأضاف "كما زادت سلطات الاحتلال الإسرائيلي من سياسة تقييد دخول المصلين إلى المسجد عبر تحديد الأعمار وذلك بمنع الرجال الذين تقل أعمارهم عن 40 عاما وأحيانا جميع النساء من دخول المسجد وهذا أيضا إجراء غير مسبوق في تاريخ المسجد منذ احتلال القدس الشرقية عام 1967"
 
سوابق مستوطنات داخل أحياء القدس
 
ولم يكن الوضع بأفضل حال فيما يتعلق بالنشاطات الاستيطانية الإسرائيلية في مدينة القدس خلال العام 2014.
 
خليل التفكجي، مدير دائرة الخرائط في جمعية الدراسات العربية (غير حكومية)، قال إن "العام 2014 شهد سابقتين الأولى استكمال بناء مستوطنة إسرائيلية في داخل حي الشيخ جراح تضم 32 وحدة استيطانية، والثانية إقامة مستوطنة تضم 28 وحدة استيطانية في داخل حي الصوانة في المدينة".
 
وحتى الآن، فإن ثمة مستوطنة واحدة داخل أحياء القدس الشرقية وتقع في حي رأس العمود، المطل على المسجد الأقصى، رغم أن مستوطنين إسرائيليين تمكنوا خلال السنوات الماضية من وضع أيديهم على عدد من المنازل المتفرقة داخل الأحياء الفلسطينية.
 
 
وذكر التفكجي أن "الدوائر الإسرائيلية المختلفة دفعت خلال العام 2014 مخططات لبناء أكثر من 4061 وحدة استيطانية إسرائيلية جديدة في مستوطنات إسرائيلية مقامة على أراضي مدينة القدس الشرقية".
 
وقال "تم إقرار مخططات لإقامة 1500 وحدة استيطانية في مستوطنة "رامات شلومو" المقامة على أراضي شعفاط، شمالي المدينة، و400 وحدة في مستوطنة "راموت"، شمالي المدينة، و200 وحدة في مستوطنة "جفعات زئيف"، شمالي المدينة، و400 وحدة في مستوطنة "هار حوماه" المقامة على أراضي جبل أبو غنيم، جنوبي المدينة، و2561 وحدة في مستوطنة "جفعات همتوس"، جنوبي المدينة".
 
وأضاف "تم استكمال البنى التحتية لإقامة هذه الوحدات الاستيطانية التي قد يتم بناؤها في أي وقت"، مشيرا إلى أنه "حسب المخططات الإسرائيلية فإنه ستتم إقامة 58 ألف وحدة استيطانية في القدس  حتى العام 2020".
 
وذكر التفكجي أن "السلطات الإسرائيلية صادقت خلال العام 2014 على إقامة حديقة قومية يهودية على 740 دونما (الدونم يساوي ألف متر مربع) من أراضي بلدتي العيساوية والطور في القدس ".
 
كما لفت إلى أنه "في سابقة خطيرة استولت جماعات استيطانية إسرائيلية على 25 شقة سكنية في سلوان، جنوبي المسجد الأقصى، في نهاية شهر سبتمبر/ أيلول، ولاحقا استولت ذات الجماعات على 10 شقق سكنية في ذات المنطقة مطلع شهر أكتوبر (تشرين أول)".
 
سابقة اعتقال 2000 فلسطيني في القدس 
 
ناصر قوس، مدير نادي "الأسير" الفلسطيني في مدينة القدس، قال إن العام 2014 كان من أصعب الأعوام فيما يتعلق بعمليات الاعتقال.
 
وقال قوس لـ"الأناضول": "العام 2014 غير مسبوق من حيث عدد الفلسطينيين الذين تم اعتقالهم في مدينة القدس وهو الأسوأ منذ العام 1967".
 
وأضاف "تم اعتقال نحو 2000 فلسطيني في المدينة من بينهم 110 في يوم واحد، في حين أن 500 ما زالوا رهن الاعتقال علما بأنه في السنوات الماضية كان عدد المعتقلين يتراوح ما بين 650 -700 سنويا".
 
وتابع قوس"25% من الذين تم اعتقالهم هم من القاصرين الذين تقل أعمارهم عن 18 عاما، أما المتبقون فغالبيتهم من الشبان ولكن هناك أيضا كبار سن ونساء".
 
ولفت قوس إلى أن "ذروة الاعتقالات في المدينة كانت في الفترة ما بعد اختطاف مستوطنين وقتلهم الفتى محمد أبو خضير (في الثاني من يوليو/ تموز الماضي) حيث شهدت أحياء المدينة مواجهات بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلية".
 
هدم 87 منزلا
 
من جهة ثانية، يقول مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة "اوتشا" في تقرير وصل نسخة منه لـ"الأناضول" إن "السلطات الإسرائيلية هدمت 85 منزلا في القدس الشرقية خلال العام 2014، وهو ما أدى إلى تشريد 196 فلسطينيا دون أن يشمل ذلك منزلين في حي جبل المكبر هدما يوم الثلاثاء".
 
وأشار "اوتشا" إلى أنه "تم هدم 98 منزلا في المدينة خلال العام 2013 ما أدى إلى تشريد 298 فلسطينيا".
 
خطة خماسية غير مسبوقة
 
من جهة أخرى، تقول جمعية "حقوق المواطن في إسرائيل"، إنه في أواخر يونيو/ حزيران 2102 صادقت حكومة الاحتلال الاسرائيلية للمرة الأولى في تاريخها، على الخطة الخماسية للقدس الشرقية بميزانية شاملة بلغت نحو 133 مليون شاقل (حوالي 34 مليون دولار)".
 
وأضافت في تقرير مكتوب أرسلت نسخة منه لـ"الأناضول" "هدفت الخطة إلى مواجهة الوضع الأمني في القدس، ودفع التطوير الاقتصادي – الاجتماعي في الأحياء الفلسطينية قدمًا، 
انطلاقا من الإدراك أنّ هناك "علاقة وثيقة بين حجم ومستوى العنف لدى السكان من شرق القدس وبين مستوى الحرية  في الأحياء في القدس الشرقية".
 
إلا أنها تابعت أن "الهدف الأعلى للخطة ليس تحقيق حقوق سكان القدس، بل إحكام السيطرة الإسرائيلية على القدس الشرقية، وتقوية العلاقة بين سكانها وبين دولة إسرائيل".
 
استشهاد 15 مقدسياً خلال العام
 
قتل 15 فلسطينيا من سكان القدس الشرقية خلال العام 2014 ، وهم محمد أبو خضير (شعفاط) يوم 2 يوليو/ تموز، محمد سنقرط (وادي الجوز) 7 سبتمبر/ أيلول، عبد الرحمن الشلودي (سلوان) 23 أكتوبر/ تشرين أول، عدي وغسان أبو جمل (جبل المكبر) يوم 20 نوفمبر/ تشرين الثاني، محمد جعابيص (جبل المكبر) 4 أغسطس/ آب، إبراهيم عكاري (مخيم شعفاط) 5 نوفمبر/ تشرين الثاني، معتز حجازي (الثوري) 30 أكتوبر/ تشرين أول، يوسف الرموني (أبو ديس) 17 نوفمبر/ تشرين الثاني، محمود شوامرة (الرام) 21 يوليو/ تموز، محمد عدوان (مخيم قلنديا) 16 ديسمبر/ كانون أول، محمد الأعرج (مخيم قلنديا) 24 يوليو/ تموز، مصطفى أصلان (مخيم قلنديا) 25 يونيو/ حزيران، الرضيعة هنادي أبو سبيتان (الطور) 20أغسطس/ آب، محمد حشيمة (وادي الجوز) 30 ديسمبر