الحدث الثقافي
يرى البعض أن التراث هو كل ما هو قديم؛ ويرى فريق آخر أن اسم "التراث" يطلق على المعاني الجملية والقيم السامية الموروثة عن الأجداد؛ في حين يرى فريق ثالث أنه مزيج من التقاليد والمعارف الشعبية والآداب المتشابهة.
إن التراث الشعبي هو الثروة التي تتكون من: نتاج تجارب الإنسان ورغباته وأحاسيسه في ميادين: العلم، والفكر، واللغة، والأدب، والقيم، والعادات، والتقاليد، والمعارف الشعبية، والثقافة المادية، والفنون التشكيلية والموسيقية؛ وليس ذلك فقط؛ بل يمتد ليشمل جميع النواحي المادية والوجدانية للمجتمع من فلسفة ودين وفن وعمران، وتراث فلكلوري واقتصادي أيضا، بصرف النظر عن ما تحمله هذه المكونات من انطباعات جميلة نفخر بها، أو ذميمة نخجل بها؛ فأجدادنا لم يعيشوا في مجتمع مثالي، ولم يكونوا مثاليين تماماً، فهم شعب يحمل وجوه الخير والشر، والطيبة والقسوة؛ فإن لكل شعب خصوصية تمليها عليه الظروف التي عاشها والآلام التي كابدها، والآمال التي حلم بها.
ويمثل التراث الشعبي الفلسطيني أحد أهم ركائز الهوية الشعبية الفلسطينية؛ لما يحمله من خصائص؛ فهو يتميز بالخصوصية والمحلية؛ لذا نجد أن إسرائيل تحاول سرقة تراثنا الشعبي وإلصاقه بنفسها في سعيها الحثيث نحو طمس الهوية الفلسطينية وإنكار تاريخ هذا الشعب.
والتراث الشعبي هو علم يدرس الآن في الكثير من الجامعات والمعاهد الأجنبية والعربية؛ لذا فإن الاهتمام به يجب أن يكون من الأولويات الملحة على أجندة جامعاتنا ومعاهدنا الفلسطينية لإنقاذه من الاندثار والسرقة، والافتراءات والدسائس التي تحاك ضده.
وفي هذا السياق نستعرض أبرز الأدوات التراثية الفلسطينية على النحو التالي:
1- السراج: وهو عبارة عن وعاء صنع في البداية من الحجر، من خلال حفره في قطعة من حجر البازلت بشكل دائري أو مستطيل، وبحجم كف اليد. ينحت في إحدى حوافه العليا قناة ضيقة، تكون بمثابة مكان وضع الفتيلة، ويكون طرف منها في الزيت والطرف الثاني على حافة السراج، وتكون فيه الشعلة. ثم تطورت صناعته، واستعيض عن الحجر بالمعادن والزجاج.
2- المصباح - لمبة الكاز – اللامظة: وهذه الأدوات كانت تستعمل قديما للإضاءة، وهي عبارة عن قاعدة دائرية لتخزين الوقود (الكاز) يعلوها تاج معدني رقيق يتكون من قطعتين منفصلتين، يسمح بمرور الهواء اللازم للاشتعال، ويحتوي على مجرى دائري توضع فيه زجاجة رقيقة شفافة يمكن فكها لتنظيفها. ويتوسط القاعدة فتحة مسننه لتركيب التاج عليها. وتتوسط التاج فتيلة ينغمس طرفها السفلي في الكاز ويبقى منها جزءًا صغيرًا يتم إشعاله، وتوضع الزجاجة فوق التاج فتمنع الهواء من إطفاء الشعلة وتزيد شدة الإضاءة.
3- الفانوس أو القنديل: كان يستعمل قديمًا للإضاءة، وهو عبارة عن قاعدة دائرية لتخزين الوقود (الكاز)، يحيط بها مقبضان طوليان لتثبيت الزجاجة، ويحتوي على فتيلة وزجاجة تتوسط المقبضان. وكان البدو يستعملونها حين الخروج ليلاً.
4- لقس أو لوكس: يلفظ اسمه "لوكس" وهو مرحلة متطورة للفانوس، يعطي إضاءة أشد بكثير من الفانوس، ويستخدم كبديل للإضاءة عند انقطاع التيار الكهربائي.