الحدث ــ محمد بدر
على عكس ما كان متوقعا إسرائيليا وفلسطينيا، كانت تكلفة التصعيد الذي بدأ يوم أمس بقصف "تل أبيب"؛ ليلة من القصف لأماكن كانت المقاومة قد أخلتها مسبقا. وترسخت بذلك نظرية أن "تل أبيب" لم تعد "بقرة إسرائيل المقدسة"، لأن ذلك تغيّر بدءا من عام 2012 عندما قُصفت المدينة على يد سرايا القدس، ومنذ ذلك الحين أصبحت في عين كل مواجهة إما بالقصف الفعلي وإما بالتهديد بالقصف.
بعد انتهاء جولة التصعيد الأخيرة تصاعدت الانتقادات الإسرائيلية الداخلية لسلوك الحكومة الإسرائيلية، ووصف وزير التعليم في حكومة الاحتلال نفتالي بينيت رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو بأنه اليد الناعمة على حماس. واعتبر أن الرد الإسرائيلي كان مثيرا للشفقة، مطالبا بتسليمه وزارة الجيش. وقال: "لا أستطيع أن أتخيل أن يكون رد بوتين على هذا النحو في حال تعرضت موسكو للقصف".
وقال الوزير بينيت: "نتنياهو رئيس وزراء ورجل دولة جيد، لكنه كوزير للجيش يدير سياسة أمنية فاشلة تجاه حماس والمنظمات الأخرى، ولقد حان الوقت لتغيير السياسة تجاه غزة.. أدعو رئيس الوزراء إلى البدء بحملة عسكرية قوية ضد حماس وإذا لم يكن يعرف كيف يمكن فعل ذلك، فليمنح شخصا آخر هذه المهمة حتى تنتهي".
كما وانتقد رئيس الأركان الإسرائيلي السابق الجنرال غابي اشكنازي سياسة نتنياهو تجاه غزة خلال زيارة له لمستوطنات الغلاف، وقال: "في الحقيقة، هنا الحياة لا تطاق، نتيجة انهيار الردع ... ومن غير المقبول أن يقضي المستوطنون أيامهم في الملاجئ، وفي المقابل يتحرك سكان غزة ويحيى السنوار بحرية.. هذا هو الواقع ويجب استعادة الردع ".
من جانبه، أكد اللواء (احتياط) نعوم تيبون، القائد السابق لجيش الاحتلال على الجبهة الشمالية، أن حماس هي من تتحكم بزمام الأمور وبوتيرة الأحداث على حدود قطاع غزة. وأشار إلى أنه يتعين على الحكومة الاعتراف بفشل علاقات الردع مع قطاع غزة. وقال: "أعتقد أنه يجب علينا أن ننظر ونقول بصدق أن هناك خللا كبيرا في ميزان الردع".
وأضاف تيبون: "إن حكومة إسرائيل، هي المسؤولة عن الأمن في الجنوب، وهي المسؤولة عن العمل ضد حماس. ولا يجب الاستمرار في إلقاء اللوم على أرائيل شارون لأنه انسحب من قطاع غزة.. يجب أن ندرك جميعا أنه في مقابل حقائب المال القطري، فإن حماس هي من تحدد جدول الأعمال والأجندة في الجنوب".
وقال المراسل العسكري للقناة 20 العبرية، نوعم أمير، تعليقا على جولة التصعيد الأخيرة: "إنه وكما في كل مرة، تبدأ الفصائل الفلسطينية بالقصف وهي من تنهيه.. بالأمس بدأوا بتل أبيب وانتهوا بسديروت، وفي مقابل ذلك رد الجيش الإسرائيلي بقصف عدد كبير من الأهداف دون إلحاق أذى حقيقي بهذه الفصائل".
بدروه، اعتبر مدير القسم العربي والفلسطيني في القناة العاشرة تسيبي حزكيلي، أن حركة حماس تستغل بشكل كبير فترة الانتخابات الإسرائيلية، وأضاف: "لو كنت مكان محمد الضيف لفعلت ذلك، لقد أصبح ممكنا قصف تل أبيب بأقل ثمن ممكن، وبذلك كسر الحاجز النفسي الذي كان يلف تل أبيب، وهذا يعني أن الردع تضرر بشكل كبير".