الإثنين  25 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

الحراك الشعبي في غزة من وجهة نظر الأمن والصحافة والمقموعين ! (فيديو)

2019-03-17 07:10:01 AM
الحراك الشعبي في غزة من وجهة نظر الأمن والصحافة والمقموعين ! (فيديو)
الحراك الشعبي في غزة من وجهة نظر الأمن والصحافة والمقموعين ! (فيديو)

الحدث – محمد بدر

ظلت طيف البحيصي (20 عاما) من دير البلح، مطاردة لساعات من قبل أجهزة أمن غزة، قبل أن تلمحها عناصر أمنية في الشارع، وكانت النتيجة؛ كسور في يدها. هذه واحدة من روايات القمع الذي تعرض له المواطنون والصحفيون والحقوقيون في الأيام الأخيرة في قطاع غزة، في أعقاب خروج مظاهرات بدعوة من "الحراك الشعبي" الذي انطلق مطالبا بتحسين الأمور المعيشية، خاصة ما يتعلق بالضرائب وغلاء الأسعار.

وفي اتصال مع الحدث، قالت طيف إن منطقتها شهدت اعتصامات وتجمعات في إطار الدعوات التي وجهها "الحراك الشعبي"، وأشارت أن عناصر ومؤيدي حركة حماس في منطقتها، هاجموا التجمعات الشبابية واعتدوا عليها وأطلقوا النار باتجاهها، ورغم اتصال الأهالي المتكرر على الشرطة، إلا أنها وصلت متأخرا، وانضمت لعناصر حماس في قمع التجمع وساهمت في تأجيج الحالة أكثر.

وأضافت، أن العناصر الأمنية التابعة لحماس اقتحمت المنازل في المنطقة، وقامت بتحطيم كافة الأجهزة الإلكترونية، واعتدت على الأهالي. وحول ما دار في منزلها، قالت إن العناصر الأمنية اعتدت على ممتلكات منزلهم، وقامت بالبحث عن الأجهزة الإلكترونية خشية أن يكون قد تم تصوير قمعها للشبان.

وأوضحت أنها تمكنت من الهروب من منزل عائلتها خلال اقتحام العناصر الأمنية له، وخلال وجودها في الشارع، لمحها عناصر من الأمن وتعرفوا على شخصيتها بوصفها صحفية مؤيدة للحراك، وتم الاعتداء عليها على مرأى من المارة، ما أدى لكسور في يدها.

مواطنة أخرى تعرضت للاعتداء، فضلت عدم الكشف عن اسمها، قالت لـ"الحدث" إن عناصر أمنية اقتحمت منزل عائلتها واعتدت على شقيقها ما تسبب بكسر يده. وأوضحت أن العناصر الأمنية التابعة لحماس قامت بتجميع شبان عائلة البحيصي في إحدى الأماكن العامة واعتدت عليهم بالضرب واعتقلت عددا منهم.

وقالت إن انخراط الشبان في منطقتها في الحراك ليس له تفسير سياسي في إطار الانقسام السياسي، وإنما لضيق الحال وتردي المستوى المعيشي في قطاع غزة، إلى درجة أن بعض العائلات لا تجد لأسابيع ما تطعم به أولادها، معتبرة أن اتهام حماس للحراك بأنه مسيس يأتي في سياق تبرير قمعه.

في المقابل، قال أمجد الرقب أحد المشاركين في الحراك، في اتصال مع الحدث، إن محاولات تسييس الحراك ستضرّ به بشكل كبير. وأوضح أنه بدأ يلمس وجود محاولات لتسييس الحراك، وهو ما سيعطي مبررا قويا لحماس لقمعه بذرائع أمنية وسياسية، على حد قوله.

وأضاف: "أنا مع الحراك الذي يقوده الناس وتتلخص أهدافه بمطالبهم المشروعة بالحياة الكريمة، ولكن دون الاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة، كما أنني ضد أي محاولة لزج المقاومة في الحراك والإساءة لها من خلاله". وعن سر توقيت الحراك، قال إن أهل عزة لم يعد بمقدورهم تحمّل الحصار والضرائب والاستغلال وغلاء الأسعار.

وحول الاعتداء على الصحفيين خلال تغطية الحراك، أكد رئيس التجمع الإعلامي الفلسطيني صالح المصري في مقابلة مع "الحدث"، أن الهيئات والمؤسسات الإعلامية في قطاع غزة اجتمعت لتدارس قمع الصحفيين من قبل الأجهزة الأمنية في قطاع غزة. مشيرا، إلى أن اجتماعا سيعقد بين ممثلي هذه الهيئات والمؤسسات الإعلامية وحركة حماس للوقوف على التعديات التي وقعت بحق الصحفيين.

وطالب المصري، الصحفيين الفلسطينيين، بعدم الانجرار إلى مربع الانقسام السياسي في تغطية الأحداث. مشددا على دور وأهمية العمل الصحفي الموضوعي والمهني الذي ينقل الحدث كما هو دون مبالغة، وكذلك على أهمية الحفاظ على حرية الصحافة والتغطية الإعلامية.

وقال المصري، إن نقابة الصحفيين الفلسطينيين والهيئات الصحفية تتابع عن كثب كل القضايا المتعلقة بالاعتداء على الصحفيين، وأن الكثير من هذه القضايا تم حلها. مشيرا إلى أهمية إبقاء الجسم الصحفي بعيدا عن التجاذبات السياسية في الساحة الفلسطينية وضرورة الوقوف إلى جانب مطالب وهموم الناس ونقل قضاياهم بما لا يؤجج حالة الانقسام والتشظي التي يعيشها الشعب الفلسطيني بفعل الانقسام.

وكان "الحراك الشعبي" قد أصدر بيانا في وقت سابق، استنكر فيه قيام الأجهزة الأمنية في قطاع غزة بالاعتداء على المتظاهرين العزل بقوة السلاح. مشيرا إلى إصابة العشرات من المتظاهرين بجراح. وشدد على أن الحراك لا يستهدف فئة بعينها وإنما يسعى لتحقيق أهداف تتعلق بالمستوى المعيشي للأفراد في القطاع، مؤكدا على أن المقاومة خط أحمر ومحل إجماع ولا يجب إقحامها في الحديث عن الحراك.

وأكد مصدر أمني في قطاع غزة لـ"الحدث"، أن الأجهزة الأمنية التابعة لحماس في القطاع، تتخوف من أن يكون الحراك جزءا من مخطط كبير للضغط على حماس خاصة وأنها تقود مفاوضات مع الوسطاء من أجل تخفيف الحصار عن قطاع غزة، مشيرا، إلى أن هذه المفاوضات وصلت إلى مراحل متقدمة. وأوضح المصدر الأمني، أن التعامل مع الحراك بعنف نابع من الاعتقاد بأنه موجه ومسيس من أطراف خارجية. مشددا على أن التقديرات الأمنية تؤكد بأن الأمور تحت السيطرة.