الحدث:
يا الهي العظيم كم عانيت خلال السنوات الثلاث الماضية وأنا احاول اقناع الصف الثاني من ابناء حركة حماس بأن العودة للتحالف مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية أمر حتمي ولا خيار أمام الحركة سوى أن تعود للاحضان الدافئة التي طالما احتمت بها الحركة سياسيا عندما كان الاشقاء يديرون ظهورهم أو يسنون الرماح لها لضربها من الخلف ومن الأمام ...خوش امديد بجمهوري إسلامي إيران ...هذه الجملة بالعربية تعني (اهلا وسهلا بكم في الجمهورية الاسلامية الايرانية) واليوم يحق لإيران أن تضع هذه اللافته على أبوابها ترحيبا برئيس المكتب السياسي لحركة حماس والذي سيصلها قريبا، حيث سيلتقي قائد الثورة السيد علي خمينائي وسيقول له كما قال في السابق إن حركة حماس هي جزء من محور الممانعه والمقاومة ولا يمكن أن تغرد يوما خارج السرب ...ساعترف للمرة الأولى وأنا بكامل قواي العقلية لقد التقيت بقادة حماس في الضفة الغربية وحاورت بعضهم على الهواء، وبعضهم كنت التقيهم في الصالونات المغلقة واشهد الله أنهم كانوا متيقنين بأن العودة إلى احضان الجمهورية الدافئة لن تكون بعيدة، وكان ذلك حتى في ظل القطيعه والخلاف حول الملف السوري وفي ظل تدليل قطر للحركة وللإخوان المسلمين .
إن غالبية قادة حماس كانوا في ريب من التقارب مع قطر ودول الخليج، وكانوا على يقين لا يقبل الشك بأن العلاقة التي دامت مع محور الممانعه والمقاومة لأكثر من ثلاثة وعشرين عاماً متواصلة، لن تدوم مع المحور الآخر لاكثر من سنوات معدودة، وهو ما حدث بالفعل، وعليه فان هؤلاء كانوا في كل اللقاءات يرفضون مهاجمة الجمهورية الإسلامية والإيرانية، ولا حتى المحور بشكل عام بل على العكس كانوا يعترفون بفضل إيران على الحركة منذ التاسيس وحتى اليوم .. لكن هذا لا يعني بأن بعض قادة الحركة من الصف الأول أيضا كانوا قصيري النظر إلى حد بعيد وكانوا يظنون أن مرحلة إيران انتهت وأنهم على اعتاب نصر رباني لمحور الإخوان قطر تركيا ...وهنا سأذكر حادثة تؤكد ذلك عندما اتصلت بأحد قادة حماس بصفته عضوا منتخبا في البرلمان الفلسطيني كي يلقي كلمة مسجله أمام مؤتمر اتحاد البرلمانات الإسلامية في طهران، فرفض بشدة وأغلق هاتفه النقال وأنكر نفسه في اليوم الآخر، وقبل ذلك بأيام من الحادث، أعلن أن الجهاد في سوريا أولى من الجهاد في فلسطين .. لكن هذا الرجل للأمانة والتاريخ أقولها إن علاقته بحماس التنظيمية انقطعت لسنوات طويله ولم يكن مؤثرا حتى في موقعه البرلماني .. أما قادة الصف الأول وأصحاب القرار في حماس فكما ذكرت انفا كانوا يدركون الأمر ومتيقنين، لكن الخطأ كان بعدم استطاعتهم مخاطبة قاعدتهم بصراحة، وأن يقولوا إنهم كانوا على اتصال دائم ليس على أعلى المستويات، ولكن بالحد الأدنى مع إيران، مما جعل القاعدة تتحول إلى مهاجمة الجمهورية الإسلامية وحتى حزب الله الذي كان ملهما للحركة منذ انطلاقتها وحتى العام 2011 .. ومرة أخرى اشهد الله والتاريخ أن الجمهورية الإسلامية حتى في إعلامها وأنا أعمل في هذا الإعلام منذ 14 عاما، لم تهاجم حركة حماس أو حتى تسمح بانتقادها، وظلت تحافظ على الخط المتصل لأنها كانت تعلم أن الحركة تمثل جزءاً من مشهد المقاومة الذي تدعمه في المنطقة.
عادت حركة حماس إلى الأحضان الإيرانية وأنا اصر على هذا المصطلح، لأن هذا الحضن شكل داعما ورافعا للحركة في وقت اغلقت الأبواب في وجهها، وكان قادتها في العالم العربي يمنعون من الحركة والعمل ويلاحقون كانهم مجرمين وليسوا مقاومين.. ولذا أقول: خوش امديد بجمهوري إسلامي إيران كلمة تمثل الحقيقية التي يجب على قادة حماس أن يضعوها أمام قاعدتهم في الشارع الفلسطيني.