الحدث- الأغوار
معظم الذين يمرون عبر طريق (٩٠) او ما يعرف بشارع غاندي، يشاهدون اللافتات التي تشير إلى حديقة التماسيح التي أقامتها إسرائيل في احدى المستوطنات المقامة في منطقة الغور.
وفي فترات متفاوتة، يسمع حديث في المنطقة، حول هذه التماسيح: كيف وصلت الى المنطقة، وماذا تأكل، ومن يرعاها. طالما شكلت هذه التماسيح حديثا عابرا بين الفلسطينيين والاسرائيليين.
فقبل نحو عقدين، انشأت اسرائيل حديقة للتماسيح، وصل عددها اليوم، الى نحو الف تمساح، اصبحت السيطرة عليها، صعبة، وباتت تشكل خطرا محدقا على من يسكن في الجوار.
بدأت مزرعة التماسيح في مستوطنة بتسيئيل القريبة من قرية فصايل الزراعية، كمعلم سياحي. في سنوات التسعينيات مُنحت بعض التماسيح الصغيرة لتلك المستوطنة كهدية، وأصبحت المزرعة مركز زوار للإسرائيليين.
لكن فقدت السيطرة على تلك التماسيح أكثر من مرة. قبل عامين ونصف هرب 70 تمساحا من المزرعة لكن بعد يومين من البحث تم العثور عليها وإعادتها الى الحديقة.
وفيما بعد زعمت اسرائيل انه تم العثور على تمساح في قرية العوجة على بعد 10 كيلومترات من مستوطنة بتسيئيل مشيرة الى ان أحد العمال الفلسطيني، قام بتربيته حتى أصبح بالغا وخطيرا وحينها قام بالقضاء عليه.
ومن جديد تعود قصة تماسيح الغور الى الواجهة، فتقارير اخبارية اسرائيلية اشارت مؤخرا عالي انه تم العثور على ثلاثة تماسيح في حمّام، في منزل خاص بمدينة بني براك وسط إسرائيل. وجاء في التحقيق مع مالكي المنزل أنّهم قفزوا من فوق السياج وسرقوا التماسيح في الليل من مزرعة التماسيح.
في كل اسرائيل ليس هناك اي جهة قبلت التحدي وابدت استعدادها لقبول تماسيح الغور.
فمنذ أشهر يحاول مسؤولون في المستوطنة نقل التماسيح من مستوطنتهم ولكن دون نجاح، لأنّه ليست هناك أي جهة مستعدّة لتحمّل مسؤوليّتها. وكملاذ أخير وبعد الاتفاق مع الإدارة المدنية أُصدِر قبل نحو عام أمر بإغلاق المزرعة ولكنه لم يحظ بأيّة استجابة من السلطات المسؤولة.
فقد التزمت الإدارة المدنية بإغلاق المزرعة وإخلاء التماسيح، ولكنها لا تقوم بذلك. فاصبحت المستوطنة عالقة بين أكثر من ألف تمساح والتي تضع كلّ عام أكثر من 600 بيضة". يمكن لأنثى التمساح أن تنجب 35 مولودا وبخلاف الطبيعة -في ظروف المزرعة المريحة -يبقى معظمها على قيد الحياة، وبالتالي فإن معدل نمو التماسيح يتزايد بسرعة.
قالت "وحدة تنسيق أعمال الحكومة في الأراضي المحتلة" كردّ على ذلك، إنّ الإدارة المدنية تعمل بالتعاون مع سلطة الطبيعة والحدائق الوطنية، وتجري في هذه الأيام جهود لتحديد مكان بديل ليتم نقل التماسيح البالغة إليه، والموجودة اليوم في المزرعة في المستوطنة. وفي إطار معالجة هذه القضية، تمّ نقل جميع التماسيح الصغيرة التي فقّست في الأشهر الأخيرة من مزرعة المستوطنة إلى مزرعة في العربة. بالإضافة إلى ذلك، اتُّخذت خطوات لمنع هروب التماسيح، بما في ذلك المزيد من الحماية، بناء الأسوار وتقليص البرك.