الطيب لسلوس – شاعر جزائري
الشَمْسُ تَعْرِفُ المَجَانِينْ
حين تَسْتَغْرِبُ الأَنْهَارُ الضَحِكَ الغَامِضَ
وَحِينَ يُفَكِّرُ الحُلُمُ كَيْفَ يُضِيءُ النَّوْمَ
جَاؤُوهُمْ مِنَ المَرْأَةِ بِقَهْرِ الأَجْنَاسِ وَجَاؤُوا
يَا إلَهي كَخَرَابٍ وَاضِحٍ نَكْبُرُ في دَعَوَاتِ الأُمَّهَاتِ بِصَلاَحِ مَلاَئِكَةٍ لاَ يَسْتَطِيعُونَ الوُجُودْ.
لِلْتَوِّ أُفَكِّرُ فِي نَزْعِ حِذَائِي وَالحَرْبُ تَتَعَطَّرُ فِي مِذْيَاعٍ يُلَوِّنُ الأَعْدَاءَ بِالرَمَادِيّ
كَيْفَ صَارَ كُلُّ هؤُلاَءِ أَعْدَاءً يَا أَبِي.
الخَريطَةُ كُلُّهَا عَلَى الحَافَّةِ تُرَاعِي فَاعِلِّيَّةَ التَعْبِيرِ في نِقَاشِ حَوْلَ الوُجُودِ لِذَاتِكْ.
قالتْ مُتَسَوِّلَةٌ
حَرَكَةٌ أُخْرَى وَيُغْلَق سُنْبُورُ السَّمَاءِ عَلَى دَعَوَاتِنَا بِهَلاَكِ الظُلْمِ،
وَلَوْلاَ أَنَّ المَاءَ يُفَكِّرُ بِصَمْتٍ خَارِجَ التَّارِيخِ لَرَتَّبُوا سُلاَلَةً تُبْصِرُ بِعَم خَاص.
أَنَا قَلِقٌ عَلَى غَرَائِزِ النَّمْلِ بَعْدَ الآَنْ.
لأَنَّ لِلأَلَمِ نَوَايَا تُرَافِقُ ابتِسَامَةَ الأَطْفَالِ،
وَهُمْ يَشُدُّونَ حَبْلَ الغَسِيلِ مِنْ طَرَفَيه،
معَ أَنَّ للظِّلِّ نِيةُ العُكّازْ.
والنَّهْرِ لاَ يَتَوَقَّفُ حَتَّى يُضِيء.
لَكِنَّ يَا إِلَهِي الطَبِيعَةُ فَوق.
الغَابَةُ تَحْتَرِقُ رَغْمَ وُعُودِ الظِّلِّ أَنَّ مَا يَحْدُثُ فِي المِرْآَةِ غِنَاءٌ عَكْسِيّ.
يَا إِلَهِي أَنَا أَزْرَعُ فِي رَأْسِ الإِبَرِ رُمُوزَ الأَرْضِ
لِتخِيطَنِي عَلَى ثَوبِهَا أَيْقُونَةً مُعَلَّقَةً عَلَى الآمَالِ.
مَلاَكُ مَاذَا الذِّي يَسْقُطْ لِيَزْرَعَ لَنَا أَزْهَارًا فِي الجَحِيمِ
المَاءُ عَاطِلٌ أَصْلاً.
كَخَطِيئَةٍ فَارِغَةِ مِنَ الجِنْسْ.
وَالآن أَدْعُوكَ.
بِمَا خَسِرَ الانْسَانُ وَمَا جَاءَ لأَجْلِكَ مِنْ كَوْنْ.
يَكْفِي مِنَ الضَحِكِ المُسْتَطِيلْ.
وَهَا أَنَا.
لِلْوَقْتِ أَلْبَسُ،
وَللْوقْتِ أُجَرِّبُ غَرَائِزَ أُخْرَى.
وَلِي بَهْجَتِي الخَضْرَاءَ، وَنَمِرَةَ الحُقًولْ.