الحدث الثقافي- إسراء أبو عيشة
في فلسطين المسرحُ كبير، ليس لأن دوره مهمش في بلاد تتآكل بفعل الاحتلال والمستعمر، بل لأن الحياة التي يعيشها المتفرجون والمشاهدون أغرب من الخيال قد لا يحتملها القلبُ والعقلُ أحياناً فتعيش كأنك المنتحرُ على خشبة حياتك، تماماً كالمسرحي فرونسوا أبو سالم، الذي آثر أن ينهي حياته منتحراً بأن ألقى نفسه من أعلى إحدى البنايات في "الطيرة" في مدينة رام الله، والذي تم الاحتفال يوم أمس بإطلاق مشروع الأعمال المسرحية الكاملة له من قبل وزارة الثقافة الفلسطينية ومسرح عشتار بالتزامن مع يوم المسرح العالمي.
وقالت مديرة الفعاليات في مسرح عشتار، لينا غانم، إن المسرح هو أداة مهمة في إرسال الرسائل الثقافية، وإبراز القضايا المجتمعية الموجودة في فلسطين. موضحة أن من بين أهم المشاكل التي تواجه المسرح وتقف أمام تطوره هي عدم الاستمرارية في التمويل، والفواصل الجغرافية بسبب الاحتلال الذي يعرقل تواصل المسرحيين، فيتم العيش بمشاكل تؤثر بشكل كامل في وجود المسرح والمسرحيين وبقائه وبقائهم.
وقال الفنان المقدسي، أحمد أبو سلعوم، في يوم المسرح العالمي نقول إن المسرح هو صرخة ضمير، والصوت الصادق الذي يبث آلام وآمال أي انسان. وقال سلعوم، يأتي دور المسرح في القضية الفلسطينية، بنقل صورة الوضع الفلسطيني، بتفاصيله لكل العالم، ونحن عرضنا في معظم مسارح العالم ونقلنا صورة الوضع الفلسطيني بصورة إبداعية، أثارت جدلا كبيرا.
وتضمنت الاحتفالية قراءة للرسالة العالمية للمسرح، وعرضت مسرحية "جبرا" لمسرح عناد في بيت جالا.
واحتفل باليوم العالمي للمسرح لأول مرة في27 مارس/آذار 1962، وهو تاريخ افتتاح موسم "مسرح الأمم" في باريس. ومنذ ذلك الحين، يتم الاحتفال باليوم العالمي للمسرح كل عام في هذا التاريخ على نطاق عالمي.
ويعتبر أبو سالم أحد أعمدة التأسيس للمسرح الفلسطيني الحديث، وينحدر من أب فلسطيني مجري شاعر وطبيب وأم فرنسية وهو مؤسس فرقة «الحكواتي» التي شكلت علامة فارقة في مسيرة المسرح في فلسطين، وكان قد عام إلى فلسطين بعد إقامة طويلة في باريس، ليعمل على تنشيط «مسرح الحكواتي الجديد». وقضى انتحاراَ ليلة 1-2/ 10-2010.