السبت  23 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

بعد القدس والجولان لنقلق على المنطقة C / بقلم: نبيل عمرو

2019-03-31 09:12:30 AM
بعد القدس والجولان لنقلق على المنطقة C / بقلم:  نبيل عمرو
د. نبيل عمرو

 

ما يؤلم حقا هو ردود الفعل الضعيفة أمام القرارات الأمريكية الخطرة بشأن القدس والجولان.

صحيح أن هبة ترامب لإسرائيل قلنا فيها "من لا يملك لمن لا يستحق"، وصحيح كذلك أن كل العالم رفض الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ورفض كذلك المنحة الأمريكية باعتبار الجولان جزءا من دولة إسرائيل، غير أن الأمر نُسي في اليوم التالي، وإمعانا في التحدي؛ قصفت إسرائيل حلب وهددت بمواصلة القصف في مناطق سورية أخرى.

السيد ترامب وباندماجه المطلق مع نتنياهو، قسّم العالم إلى قسمين وقسّم كذلك الشرعية الدولية إلى شرعيتين، وقسمة العالم تبلورت بصيغة أمريكا ومن يتبعها ظالمة أو ظالمة وباقي العالم الذي ليس له من الاعتراض إلا الكلام، أما الشرعية الدولية التي يعتنقها الضعفاء أمثالنا فقد حولها السيد ترامب إلى عملة ملغاة لا تقدم ولا تؤخر في أي قضية دولية، أما الشرعية التي كرسها ويعمل على فرضها فهي شرعية الكنيست والكونجرس وقرارات البيت الأبيض، وهذا هو الواقع الجديد الذي فرضه ترامب على العالم وليس للعالم فيه سوى العجز والإذعان، ولأن إسرائيل هي الشريك الأول لترامب في عالمه وشرعيته فلن تكتفي بمجرد ما حصلت عليه حتى الآن، بل ستتطلع لما هو أكبر حتى لو كان فيما مضى من المستحيلات، فماذا بقي حتى تأخذ؟.

عندنا لا يزال كل شيء ينتظر صفقة القرن التي ستعلن بعد أسابيع قليلة، وفيها يتحدد مصير الضفة الغربية من المنظور الأمريكي، والنقطة الأضعف هي المنطقة c التي تشكل أكثر من نصف مساحة الضفة.

في زمن الإدارات السابقة كانوا يتحدثون عن حل الدولتين وعن اقتطاع ما لا يزيد عن أربعة بالمائة من إجمالي مساحة الضفة، أما الآن فالحديث يتركز على مزايا اقتصادية وتسهيلات في مجال التنمية ولا حديث عن إعادة هذا الجزء الكبير من الضفة إلى أهله.

سيناريو الجولان سيشكل إغراءً لنتنياهو أو لأي حكومة إسرائيلية قادمة لضم المنطقة C  بكاملها أو لأجزاء مهمة منها ما دام الرئيس ترامب الذي لا تعترف إسرائيل بغير شرعيته يمكن أن يمنحها مثلما منح القدس والجولان.

حقا إنني ممن يشعرون بقلق من استسهال ترامب منح ما لا يملك لمن لا يستحق، وإذا كنا نقلق من وعود ترامب وعطاياه لإسرائيل فلا بد وأن نقلق بصورة مضاعفة من حالنا نحن أهل القضية وأهل الأرض والحقوق.

في غزة يجري الحديث عن تسويات لا مكان للحقوق السياسية فيها أمام التسهيلات المعيشية، وفي الوطن كله عجز متكرس ويبدو مزمنا عن استعادة أبسط مقومات الوطنية الفلسطينية وهي الوحدة.

لقد استخدمت كلمة القلق كتعبير مخفف عن ما هو أخطر من ذلك.