الإثنين  25 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

قمة تونس/ بقلم: سامي سرحان

2019-03-31 09:12:20 AM
قمة تونس/ بقلم: سامي سرحان
علم تونس (ارشيفية)

 

قد تعقد القمة العربية في تونس و قد لا تعقد، والأمر سيان سواء عقدت أم لم تعقد. كنا في السابق نقول إن عقد القمة العربية يمثل الحد الأدنى للتضامن العربي الصوتي وليس الفعلي الذي لم يكن فاعلاً حتى عندما صدرت عن القمم العربية قرارات حازمة وواضحة بالشجب والاستنكار، وتنفيذ بعض هذه المواقف والقرارات كالمقاطعة لإسرائيل ووقف تصدير النفط للدول التي تساند إسرائيل ودعم القضية الفلسطينية المقدسة وعودة الجولان والأراضي العربية المحتلة للسيادة العربية.

واليوم وفي ظل أنظمة عربية عاجزة وعميلة ومتواطئة مع عدو شعوبها إسرائيل، وتابعة لإدارة أمريكية رعناء يسيطر عليها بنيامين نتنياهو وكوشنير وزوجته المتهودة والمتصهينة؛ ماذا يرجى من قمة لن يحضرها أغلب رؤساء الدويلات العربية لعجزهم الجسدي والذهني أولاً، ولترفع بعضهم عن حضور هكذا محفل لم تعد تساوي قراراته شيئا في نظر شعوب هذه الدول التي تكتوي بنار التهجير وخراب البيوت والمرض والمجاعة والقتل والمخدرات وفساد القائمين على مؤسسات ما تبقى من دولهم الفاشلة من أعلى هرم السلطة إلى أدناه.

القدس يا عرب وقضية فلسطين المقدسة والجولان السوري المحتل بحاجة إلى قرارات فلسطينية وسورية، أولاً بتأكيد فلسطينية القدس وعروبتها وإسلاميتها ومسيحيتها وسورية الجولان وعروبته والتصميم على تحريرهما قولا وعملاً فوراً وبشكل غير آجل بكل الوسائل والسبل التي كفلتها الشرعية الدولية للشعوب التي تقع أراضيها تحت الاحتلال.

لا يجب أن تلغي الأنظمة الحاكمة لعجزها، دور شعوبها في مقاومة المحتل تحت ذرائع اللجوء إلى الأمم المتحدة وقراراتها التي تملأ الرفوف والأدراج ويدوس عليها دونالد ترامب وبنيامين نتنياهو دونما أي اعتبار لحق أو شرعية؛ لأن الطرف المقابل إما عاجز أو متخاذل أو متواطئ أو واقع في سوء التقدير.

ترامب ونتنياهو يجب أن يكونا عنوان قمة تونس؛ فالأول يرى أن العرب لا يساوون حتى الدولارات المسجلة في حساباتهم في البنوك الأمريكية، وهم بقرة حلوب يحين ذبحها عندما يجف حليبها، والآخر نتنياهو يقول علنا هؤلاء العرب هم اليوم حلفاء لي في إعلان فلسطين التاريخية دولة للشعب اليهودي والجولان تحت السيادة الإسرائيلية وإخضاع مصر، وسائرون في طريق ناتو عربي إسرائيلي بقيادة أمريكية إسرائيلية لمواجهة إيران وغيرها من الدول التي تفكر بالتمرد على قيادة إسرائيل لمنطقة الشرق الأوسط.

هل يستطيع حكام العرب الذين قد يجتمعون في تونس أن ينفوا تعاونهم مع إسرائيل وسعيهم لتطبيع العلاقات معها علنا وعلى رؤوس الأشهاد واعتبارها كياناً محتلاً لفلسطين والقدس والجولان وجنوب لبنان، ويؤكدون عمليا لترامب أنه ليس حاكم العالم وأنه يتجاوز حدوده ويخرق القانون الدولي في فلسطين وسوريا ولا يقيم وزنا للعرب، وأن العرب لهم وزنهم ولديهم إرادة التحدي والتصدي لقراراته قولاً وفعلاً.

وليتذكر قادة العرب أن ما حل بدولهم من خراب ودمار وقتل وتهجير منذ ما يسمى الربيع العربي؛ كان مقدمة لاتخاذ قرارات فرض السيادة الإسرائيلية على القدس واعتراف أمريكا بها عاصمة لإسرائيل وفرض السيادة على الجولان المحتل وتقسيم سوريا.

 وليتذكر حكام العرب أيضاً أن احتضان سوريا في يوم من الأيام للمقاومة في لبنان؛ ساهم في طرد إسرائيل من بيروت وتحرير الجنوب اللبناني وفرض معادلة ردع متبادل يجب أن تتكرر في الجولان وفلسطين، لأن ترامب ونتنياهو "الفالتين من عقالهم" لا يعرفون غير لغة القوة والصمود والتصدي العملي وليس الكلام الفارغ الذي يطلق في الهواء لا صدى ولا رجع له.