الحدث المحلي
اختتم وزير الثقافة د.إيهاب بسيسو، في مقر الوزارة بمدينة البيرة، فعاليات الاحتفاء بمئوية مولد الاقتصادي رفعت صدقي النمر "شيخ المصرفيين العرب"، معلناً عن انطلاق فعاليات الاحتفاء بمئويتي ميلاد كل من المؤرخ الدكتور إميل توما، والقائد الوطني الدكتور حيدر عبد الشافي للعام 2019.
وقال بسيسو في كلمته بحفل الاختتام:" عندما نحتفي بهؤلاء نحتفي بذاكرتنا ومستقبلنا ونمد أيدينا للأجيال القادمة لنقول بأن فلسطين قادرة على إنجاب المزيد من الرواد الذين يستطيعون أن يلعبوا دوراً مهماً على المستوى الوطني والعالمي .. رفعت النمر من الشخصيات المهمة في سياق المسيرة النضالية الفلسطينية، ومن الشخصيات التي يتسع مع الاحتفاء بمئوية ميلادها مفهوم الثقافة والمعرفة بالدمج ما بين الاقتصاد والمعرفة.
وأضاف بسيسو: هذه هي فلسطين الثقافة التي لا يمكن أن تصادرَ من الذاكرة ومن الفعل الثقافي، هذه فلسطين الثقافة التي تمتد على كامل الجغرافيا من أقصى شمال فلسطين إلى أقصى جنوبها.. تلك هي الروح الفلسطينية التي لا يمكن أن تتجزأ، و تقيد في مساحات مسيجة بالاستيطان والأسلاك الشائكة، وبرغبة الاحتلال في تحويل فلسطين إلى كانتونات ومعازل بشرية، فلسطين في الثقافة هي كامل الخارطة التي تحمل أسماء ونبض من قدموا لفلسطين مثل: محمود درويش، وسميح القاسم، وراشد حسين، وهشام شرابي وإدوارد سعيد، وفدوى طوقان، وغيرهم.
وشدد : الثقافة في فلسطين غير مقيدة بالحواجز، وغير مقيدة بأسيجة وأسلاك شائكة، لهذا.. العام 2019 يحمل نبضاً متجدداً ثقافياً وفعلياً، ما بين شخصية الدكتور حيدر عبد الشافي، لما قدمه من حالة فريدة في توظيف الفعل الثقافي في الخدمة المجتمعية والسياسية، وتأسيسه لجمعية الهلال الأحمر في قطاع غزة، والدور النضالي الذي لعبه طوال مسيرته النضالية، وفي المقابل الشخصية المحورية الدكتور إيميل توما، الذي أرّخ للوجود الفلسطيني، وكتب عن فلسطين، وسجل حضورها في الفعل التوثيقي بشكل نباهي به وطنياً وإقليمياً ودولياً.
وأُطلق في الحفل كتاب "صفحات من حياة رفعت النمر " للباحث والكاتب جهاد صالح الذي قال في كلمته:" في هذا الكتاب حاولت سرد مراحل حياة هذا المناضل، بدءاً بالعنوان صفحات من حياة رفعت النمر كما أرادها أن تكون، وكما حاولت أن أفهمها، سُردت في تجربة محاولاً نقل تفاصيل حياته من الطفولة الأولى وأهميتها في بيئتها الثقافية والمجتمعية التي عرفت مدينة نابلس وجبل النار مضيفاً أن الكتابة عن حياة إنسان مناضل لم يكتبها بقلمه هي في غاية الدقة والمسؤولية، لأن الباحث يميل في بحثه لملاحقة كل التفاصيل اليومية، التي تبدو عادية، ويلاحق المشاعر والخواطر في داخل من يكتب عنه، يتوقف ويتابع، ويتنسق ويصحح، آملاً أن يلمّ بالموضوع من كافة جوانبه، خاصة أن ما سجّله رفعت النمر من خواطر سيرة حياته، في طفولته الأولى، فحمل زيتونها وزعترها ونعنعها ورائحة أرضها في غربته القسرية، فظل يبحث عن أسلم الطرق لتحريرها من العبث الصهيوني .. يواجه الأحداث، ويحدد موقفه الشخصي العام، فسار في طريق اعتقد أنها الصحيحة، بتلقائية تعبّر عن داخله، وما اكتنزه من تجربة حياة، عاشها في علاقته مع الآخرين، يطرح آراءه بجرأة منسجماً مع نفسه، متواصلاً في عمله الوطني والقومي، متواصلاً مع مجاله المهني الذي جعله منسجماً مع طموحه".
بدوره قدم البروفيسور إحسان الديك أستاذ الأدب واللغة في جامعة النجاح الوطنية ورقة بحثية حول الاقتصاد والثقافة "الصناعات الثقافية " وأهمية العلاقة بينهما.
وحضر الحفل عدد من موظفي الوزارة ، وعدد من المثقفين والمهتمين في الشأن الثقافي.