الحدث - رام الله
قال الرئيس محمود عباس، إن "القيادة الفلسطينية تدرس مع الأردن، إعادة تقديم مشروع قرار إنهاء الاحتلال، لمجلس الأمن مرة أخرى"، مشيرا إلى أن فلسطين من حقها الانضمام إلى 500 مؤسسة ومعاهدة واتفاقية.
جاء ذلك خلال كلمة له في حفل افتتاح معرض "القدس في الذاكرة" بقاعة الهلال الأحمر الفلسطيني برام الله، والذي حضره أمين عام منظمة التعاون الإسلامي إياد مدني، والقنصل التركي مصطفى سانج، وعددا من الوزراء والشخصيات السياسية والدينية.
وأضاف عباس: "القيادة الفلسطينية متمسكة بالاستمرار في النضال السياسي والدبلوماسي، حتى تحقيق الدولة الفلسطينية على الحدود المحتلة عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية".
ومضى قائلا "ندرس مع الأشقاء بالأردن، إعادة تقديم مشروع إنهاء الاحتلال.. قد يكون ذلك بعد أسبوع أو بعد شهر، وإن فشل مجلس الأمن، سنعيد تقديمه مرة ثالثة ورابعة، ولن نكل ولن نمل حتى نحصل على حقنا".
وتابع عباس "وقعنا بعد فشل مجلس الأمن بتمرير المشروع، على 20 معاهدة ووثيقة، وقد ننضم فيما بعد لـ150 اتفاقية أخرى أو 300، ومن حقنا أن ننضم إلى 500 معاهدة واتفاقية ومؤسسة، ولن نحرم شعبنا من عضويتها".
وكان نبيل أبو ردينة، الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، قد صرح مساء الجمعة الماضية، أن القيادة الفلسطينية تدرس العودة إلى مجلس الأمن الدولي مرة أخرى.
ولم يتحدث عباس، عن سبب العودة مرة أخرى لمجلس الأمن، غير أن طرح هذا الأمر يتزامن مع تغيير الأوضاع داخل مجلس الأمن إلى الأفضل بالنسة لفلسطين؛ حيث انضمت مطلع الشهر الجاري 5 دول جديدة إلى المجلس بينها 4 دول معروفة بمواقفها المؤيدة للقضية الفلسطينية، وهي فنزويلا وإسبانيا وأنغولا وماليزيا، ومعهم نيوزيلندا (لم يتضح موقفها من مشروع القرار الفلسطيني بعد)، بينما ستخرج من المجلس 5 دول، هي أستراليا (صوتت ضد المشروع) وكوريا الجنوبية ورواندا (امتنعا عن التصويت) ولكسمبورغ والأرجنتين (صوتا لصالح المشروع).
ومع انضمام الدول الجديدة، يمكن للمشروع أن يحصل على موافقة 10 أعضاء على الأقل، وهو ما يعني تجاوزه النصاب المطلوب للموافقة (9 أعضاء)، وتمريره في حال لم تستخدم أي من الدول الدائمة حق النقض "فيتو".
وقدّمت الأردن، العضو العربي في مجلس الأمن، مشروع قرار عربي إلى المجلس، لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة دولة فلسطينية وفق إطار زمني يمتد لعامين، إلا أن المجلس رفض مشروع القرار، مساء الثلاثاء الماضي بتوقيت نيويورك؛ حيث صوتت 8 دول (من أصل 15) لصالح القرار، بينها 3 دول تمتلك حق النقض هي: فرنسا، والصين، وروسيا، ومن الأعضاء غير الدائمين الأرجنتين، وتشاد، وتشيلي، والأردن، ولوكسمبورغ.
في المقابل، صوّت ضد مشروع القرار الولايات المتحدة (فيتو)، وأستراليا، بينما امتنعت 5 دول عن التصويت بينها بريطانيا التي تمتلك حق النقض، بالإضافة إلى رواندا، ونيجيريا، وليتوانيا، وكوريا الجنوبية.
وفي السياق ذاته لفت عباس إلى أنه: "لا سلام واستقرار وأمن في المنطقة بدون القدس، التي يسعى المحتلون ليل نهار لتهويدها ولطرد العرب منها، لكن نقول لهم باقون هنا على أرض آبائنا وأجدادنا.. ولا بديل عن فلسطين إلا فلسطين ولا بديل عن القدس إلا القدس".
وأضاف: "لن نقبل إلا القدس عاصمة وبدون القدس لا توجد دولة مستقلة".
وأكد عباس، على دعوة إياد مدني إلى ضرورة التنسيق بين الدول العربية لزيارة مدينة القدس المحتلة.
وكان مدني دعا في وقت سابق العالم الاسلامي لزيارة مدينة القدس، قائلا، "أدعو إلى التنسيق بين وزراء السياحة في السعودية والأردن وفلسطين لايجاد آلية لزيارة عشرات آلاف السياح للقدس".
وعن ملف قطاع غزة والمصالحة، قال عباس: "لن نمل، وسنواصل مساعينا لتحقيق الوحدة للشعب والأرض، وإعادة أعمار ما دمره الاحتلال".
وأضاف "عدم تسليم حكومة الوفاق الوطني المعابر في قطاع غزة، هو المعيق الوحيد لإعادة الأعمار".
من جانبه، قال مدني، خلال كلمته التي ألقاها في الحفل "من يخشى المجيء إلى القدس، أقول لهم المجيء للقدس تأكيد على أحقيتنا للمسجد الأقصى والقدس الشريف، ومهما كانت الصعوبات والعثرات، فان المجيء هنا وزيارة القدس، مرورا بفلسطين تعبير عن تمسكنا بهذا المكان الذي لا نقبل أن ينازعنا عليه أحد".
وأشار إلى تكوين فريق وزاري من منظمة التعاون الإسلامي، لزيارة عواصم متعددة "لنقل رسالة المنظمة بشأن فلطسين والقدس، والتي باتت أكثر إلحاحا بعد التصويت الذي جرى في مجلس الأمن".
فيما قال خالد آرن، مدير عام مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية (إرسيكا) إن "القدس الشريف، حظي باهتمام العديد من المصورين في السنوات الأولى لظهور فن التصوير الشمسي، وكان السراي العثماني في عهد السلطان عبد الحميد الثاني هو أكثر الجهات التي اهتمت بصور القدس في تلك السنوات".
وأوضح أن "معرض القدس في الذاكرة/ يحتوي على 470 صورة تاريخية للقدس، مختارة من ألبومات السلطان عبد الحميد الثاني (1876م – 1909م) وأرشيف إرسيكا".
وكان مدني وصل إلى رام الله اليوم الأحد قادما من عمان، ومن المفترض أن يغادر رام الله غدا الاثنين/ بعد زيارة قام بها للمسجد الأقصى المبارك.
يشار إلى أن المعرض من تنظيم مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية (إرسيكا) التركي، بالتعاون مع وزارة الثقافة الفلسطينية.