السبت  02 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

خبراء: إسرائيل تعلن "الحرب الثامنة" خوفا من الملاحقة الدولية

2015-01-05 08:28:53 AM
خبراء: إسرائيل تعلن
صورة ارشيفية

الحدث- الأناضول

قررت إسرائيل، رسميا اعتبار، العملية العسكرية التي شنتّها على قطاع غزة، في أغسطس/آب عام 2014 "الحرب الثامنة"، منذ قيامها، والأولى مع الفلسطينيين، وهو ما رآه مراقبون "خطوة استباقية"، لأي ملاحقـة "قانونية" و"سياسية"، وإعفاء الجيش الإسرائيلي من أي تعويضات "مالية".
 
واعتبرت إسرائيل الخميس الماضي رسميا، العملية العسكرية التي شنتها ضد قطاع غزة في صيف عام 2014، وأطلقت عليها اسم "الجرف الصامد"، الحرب الثامنة منذ قيامها، والأولى مع الفلسطينيين، بحسب وزارة الدفاع الإسرائيلية.
 
وقال وزيرجيش الاحتلال الإسرائيلي، موشيه يعالون إنّ قرار تسمية العملية العسكرية، بـ"الحرب"،  جاء بسبب طول المدة الزمنية للعملية، وبسبب "فقدان الكثير من الجنود، الذين دفعوا الثمن الأكثر ارتفاعا في قتال حماس، كما قال.
 
وشنّت إسرائيل عملية عسكرية على قطاع غزة، في السابع من يوليو/تموز الماضي، واستمرت لـ"51" يوما أسفرت وفق وزارة الصحة الفلسطينية عن مقتل أكثر من (2170)، وإصابة ما يزيد عن 11 ألفا آخرين.
 
فيما أفادت بيانات رسمية إسرائيلية بمقتل 68 عسكريا، و4 مدنيين إسرائيليين، إضافة إلى عامل أجنبي واحد، وإصابة 2522 إسرائيلياً، بينهم 740 عسكريا.
 
ويقول عدنان أبو عامر، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأمة (خاصة) بغزة، والخبير في الشأن الإسرائيلي، إنّ  إسرائيل دأبت، خلال معاركها ضد الفلسطينيين في القطاع والضفة على تسمية المعركة بـ"العملية العسكرية".
 
ويُضيف أبو عامر لوكالة الأناضول، أن إسرائيل تستخدم مصطلح (العملية العسكرية)، وهي أقل من حرب وأكثر من غارة واجتياح، في تسميتها للعمليات التي تشنها ضد الفلسطينيين، غير أنّها "أطلقت مصطلح الحرب على العدوان الأخير على قطاع غزة، لأكثر من سبب واستحقاق".
 
ويتابع أبو عامر: "أولا، العدوان الأخير على قطاع غزة، كان الأطول في تاريخ مواجهات إسرائيل سواء ضد الفلسطينيين، أو العرب، فطول المدة (51 يوما)، دفعها لإطلاق هذه التسمية، إضافة لعدد القتلى، فهو مقارنة بالمواجهات السابقة يعد رقما كبيرا".
 
وأطلقت إسرائيل على العملية العسكرية الأخيرة على قطاع غزة اسم "الجرف الصامد" فيما أطلقت عليه حركة حماس وفصائل فلسطينية "العصف المأكول".
 
وفي 27 ديسمبر/كانون الأول 2008، شنّت إسرائيل عملية عسكرية أولى على قطاع غزة، انتهت في 18 يناير /كانون ثاني 2009، وأطلقت عليها عملية "الرصاص المصبوب"، فيما أطلقت حركة حماس، عليها "حرب الفرقان".
 
وفي الـ14 من نوفمبر/تشرين الثاني 2012، شنت إسرائيل عملية ثانية على  قطاع غزة، أسمتها "عامود السحاب"، فيما أسمتها حركة حماس "حجارة السجيل"، واستمرت مدة 8 أيام.
 
ويرى أبو عامر، أن إسرائيل تهدف من وراء إطلاق مصطلح "الحرب" على "عدوانها الأخير" ضد قطاع غزة، إلى "أهداف غير معلنة، في مقدمتها، تشمل البعد القانوني والسياسي، واستباق أي ملاحقة لإسرائيل، وإجبارها على دفع تعويضات مالية، أو قانونية جراء حجم ما ارتكبته من جرائم".
 
واستدرك بالقول: "هذه التسمية ردا على انضمام فلسطين، إلى المحكمة الجنائية الدولية، فتسمية العدوان حربا، تعطي لإسرائيل هامش المناورة، والتنصل من أي تعويضات.
 
وطلب الفلسطينيون رسميا من الأمم المتحدة الانضمام إلى المحكمة الجنائية الدولية حيث يمكن لهم أن يلاحقوا قادة إسرائيليين بتهمة ارتكاب "جرائم حرب".
 
وبعد يومين على توقيع الرئيس الفلسطيني محمود عباس طلب الانضمام إلى المحكمة الجنائية الدولية، قدم السفير الفلسطيني في الأمم المتحدة رياض منصور رسالة رسمية في هذا الصدد في مقر المنظمة الدولية في نيويورك.
 
وهذا الطلب يفترض أن يدرسه الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون على أن يبلغ الدول الأعضاء في المحكمة خلال مهلة 60 يوما.
 
والمحكمة التي يوجد مقرها في لاهاي مهمتها ملاحقة منفذي إبادة وجرائم ضد الإنسانية، أو جرائم حرب.
 
والانضمام إلى المحكمة، يمكن أن يتيح للفلسطينيين ملاحقة مسؤولين إسرائيليين، أمام القضاء الدولي بسبب دورهم في حروب مختلفة مثل حرب غزة صيف 2014، أو السلوك كطرف محتل.
 
ويرى "أنطوان شلّحت" الخبير في الشأن الإسرائيلي أن "تسمية العدوان، بالحرب الثامنة منذ قيام إسرائيل، والأولى مع الفلسطينيين، هدفه قانوني وسياسي".
 
ويُضيف شلّحت لوكالة الأناضول، إنّ "إسرائيل اعتبرت عدوانها الأخير، حربا، كي تعتبر قطاع غزة كيانا معاديا، وأنّها قاتلت جيشا، وهو ما يعني إعفاء الجيش الإسرائيلي من أي تعويضات مالية وقانونية".
 
وتابع: "إسرائيل لم يرق لها انضمام السلطة إلى محكمة الجنايات الدولية، الأمر الذي يسمح لمنظمات حقوقية محلية، ودولية، وحتى أفراد بمقاضاتها، واستباقا لذلك، هي تريد الالتفاف على أي خطوة من شأنها أن تدينها".
 
وهو ما اعتبره طلال عوكل، الكاتب السياسي في صحيفة "الأيام" الفلسطينية الصادرة من مدينة رام الله بالضفة الغربية، إشارة واضحة من إسرائيل لتكريس نظرتها إلى قطاع غزة ككيان منفصل.
 
وأضاف عوكل لوكالة الأناضول، أن إسرائيل، تحاول تكريس وضع قانوني من خلال هذه التسمية.
 
وتابع: "إسرائيل باتت تنظر إلى غزة ككيان منفصل، آخر، وكأنها دولة مجاورة لها جيشها، وبالتالي هي لا تنظر إليها كجزء محتل، بل كمنطقة مستقلة، وأن من حقها استخدام كل الأسلحة الفتاكة، ضدها، وضد سكانها".
 
كما أن إسرائيل تريد، إلى جانب الهدف السياسي المتمثل في إظهارها بأنها دولة غير معتدية، أن تحقق هدفا قانونيا، يتيح لها وفق عوكل، محاكمة قادة قوى المقاومة الفلسطينية.
 
وتابع: "تسميتها العدوان، حربا، للتهرب من أي استحقاق مالي، أو قانوني، بل على العكس هي تريد محاكمة من تعتبرهم معتدين".
 
واعترفت إسرائيل منذ قيامها في 1948 بشن ثماني حروب:  الحرب العربية الإسرائيلية عام 1948، حرب العدوان الثلاثي (1956)، وحرب حزيران عام 1967، وحرب الاستنزاف مع مصر (1969-1970) بالإضافة إلى حرب "يوم الغفران" في تشرين الأول عام 1973 مع سورية ومصر، وحرب لبنان الأولى عام 1982 وحرب لبنان الثانية عام 2006.

فيما أطلقت على عدوان قطاع غزة، عام 2014 الحرب الثامنة، كأول مواجهة مع الفلسطينيين يعترف بها الجيش الإسرائيلي كحرب على عكس عمليتي الرصاص المصبوب في نهاية 2008 ومطلع 2009 وعملية "عمود السحاب" في نوفمبر/ تشرين الثاني 2012.