ثمة وجع شهي
وشهيد مبلل بالمسك
يندلقُ دمهُ كياسمينٍ حِسانٍ على براري الشبابيك
وفي غزة أيضا
يقول الشهيد للرصاصة :
حين ضممتكِ ابتسمت
واستعدتُني
واستعذتُ من هذي الحياة فبُعثت
وسلمتُ قلبي لمنادٍ في السماء
مسح على جرحي بمنديل الأنبياء
فزع من تعبي ال لايتعب
ومن هذا الخراب في وطني
من نزوة في الظل
من صهيل في دمائي وعويل يمارس العتمة
يتخبط بي كفراشة منهكة ...
فزع مما يشتهي الموت منك ومن لحم القصائد ومن وطني
فزع من ضجر المدن ورائحة الموت
فزع من فراشة برية كسرت دم الضوء
وخمامة طعنتها الريح
فزع من وصايا الملح ومن وجع الكلمات
من القصائد المتخثرة في دمي
فزع من كفي
ومن دمعي المنافق
من قبري المفعول غصبا في هذي الحياة
فزع من أولي
وأوسطي
وآخري
وأعلاي
وأدناي
ومما بين بيني وبيني
من طريق الغيم العقيم
ومن النوم فيك
صدقي .. فزع من النوم فيك .. !
كي لا أحلمك ثم أصحو الوحيد في زقاق الوقت
فزع من انشقاقي مني إليك أو عليك
من ذهولي
وانعزالي
من هشاشة الفرح في جسدي النحيل
من قزح يفكر في أن يصير ظلا للرحيل
من زحمة في الظل تلعن ظلها
ومن ظلي ال يخلعني ليمارس الطين .....
من الحرب
فزع من هذا الخراب في وطني
فزع من معناي حين لا أدركني فلا يدركني معناي
من ضلوعي في اللاشيء
من كل شيء فزع وكل شيء فزع من وجودي ... ؟!