السبت  23 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

مَا مَاتَ مَوْتٌ إِذَا مُتَّ لـ ناصر القواسمى

2019-04-06 01:01:59 PM
مَا مَاتَ مَوْتٌ إِذَا مُتَّ
لـ ناصر القواسمى

هَذِي الأَرْضُ مَنْفى

نَحْمِلُهَا عَلَى الأَكُفِّ كَيْ نَتَمَشَّى

وَتَمْشِي بِنَا الرِيحُ إِلَى أَقْصَى السُّؤَالِ

مِنْ ذَا الَّذِي قَالَ

نُحِبُّ الحَيَاةَ وَإِنْ ضَنَّتْ

أَوْ تْشِي بِنَا لِحِصَانِ الوَقْتِ المَذْهُولِ فِي فَرَاغٍ

أو عَلى جَبهةٍ سوداء

نُشَاطِرُكِ الرِيحَ أَيَّتُهَا السَمَاء

نُشَاطِرُكِ الدِمَاء

فَاِسْتَرِيحِي

عَلّنَا نَكْتُبُ مراثينا الأَخِيرَةُ أَوْ نَهْدَأُ

لِيذوي البُكَاء

لَا صَيْدَ لِلشَجَرِ النّائِمِ عَلَى كَتْفِ الطَرِيقِ

لَا بَحْرَ لِلمَنْفَيَيْنِ

وَالغِيَابُ يقدَّ تَفَاصِيلَ ثَوْبِهِ مِنْ فِطْرَتِهِمْ

لَيْلٌ يُلْقِي بِعَبَاءَتِهِ عَلَى أَسِرَّتِهِمْ لَمْ يُبَالِ

حُزْنٌ يَضِجُّ

وَغَزَالَةٌ تَرْكُضُ فِي مَمْشَى الذِّئْبِ تَبْحَثُ عَنْ التتالِ

نَحَرُوكَ اليَوْمَ

أَيُّهَا المَزْعُومُ فِي ضِيقِ السَّاعَةِ

وَأَيُّهَا التعَالِي

لَا وَقْتَ لِتَحْسُبَ الوَقْتَ

لَا مَوْتَ لِتَذْهَبَ فِي المَوْتِ

ضِدَّانِ وَاِحْتَبَسَا فِي دَاخِلِكَ مَا أَلِفَاكَ

فَلِتُؤَلِّفَ مراثيك اليَوْمَ

لِفِضَّةٍ تَلْمَعُ فِي أصِيصِ ذَاكِرَتِكَ

وَأَحْتَسِي نَخْبَك

لَا تُصَلِّ عَلَى مَنْ رَحَّلُوا

أَوْ تَحْتَفِي بالقادمين مِنْ فَجِّ الحُقُولِ

وَلَوَّحَ بِيَدِكَ مِمْحَاة

لِيَرَاهَا الذَاهِبُ سَلَامًا

وَيَرَاهَا الَآتِي سَلَامًا

سَلَامٌ عَلَى نِصْفِ المَسَافَةِ بَيْنَ الغَرِيبِ وَالبِلَادِ

سَلَام عَلَى العَتَادِ

وَعَلَى سنبلاتِ قَمْحٍ مُنْذُ قَمَرَيْنِ وَعُشْبٍ تَنَادِي

بِلَادِي بِلَادِي

وَالأَصْدَاءُ تَعُودُ كَسْلَى مِنْ ذُرَةِ الحُقُولِ

مِنْ رِيقِ الذُهُولِ

غَيْرُ أَحْمَقٍ مِنْ ذَا الَّذِي يَنْفُخُ فِي الرَمَادِ

ثَكِلْتُكِ الطَرِيقُ

وَهَمَّتْ بِرُوحِكَ لَوْ أَرَدْتَ التفَاصِيلُ

فَأَذْهَب فِي غَمَامِكَ مَا اِسْتَطَعْت

مَا مَاتَ مَوْتٌ إِذَا مُتَّ

وَلَا هَبَطَ مِنْ عُلُوِّهِ إِذْ مَا سَقَطْتَ نَخِيلُ

كَفاكَ تَعْدُو

وَظِلُّكَ يَتْرُكُكَ شَيْئًا فَشَيْئًا وَعَنْكَ يَمِيلُ

هَذِي الأَرْضُ مَنْفى

أَسْمَعْتَ يَوْمًا عَنْ مَنْفًى جَمِيلًا

أَمْ رَأَيْتَ حُرًّا عَزِيزًا وَأَعْلَى شَأنَهُ الذَلِيلُ

هَذِي الْأرْضِ مَنْفًى

مَا اِتْسَعْكَ غِيَابٌ أَوْ ذُهُولُ