الحدث- وكالات
تنظم موريتانيا الدورة الخامسة لمهرجان المدن القديمة في مدينة شنقيط التاريخية المعروفة بمكانتها العلمية وإشعاعها الحضاري والتي بنيت عام 776.
ويهدف المهرجان الذي يحظى برعاية الرئيس الموريتاني إلى رد الاعتبار للتراث المعماري وللثقافة الموريتانية في مدن تاريخية أصبحت مهددة بالانقراض، وتثمين دورها الفكري والثقافي والعلمي والتجاري.
ويشكل المهرجان فرصة لتحريك سواكن السياحة الداخلية في الجهة الشرقية من البلاد، والتي سادها الكساد منذ سنوات، حيث سيساعد تنظيم المهرجان على جذب السياح الأجانب والزوار المحليين لحضور فعاليات المهرجان والاستمتاع بقضاء عطلة الشتاء في رحاب الصحراء والواحات، وزيارة بعض المكتبات الشهيرة والأماكن التاريخية في المدن العتيقة للتعرف إلى تاريخها وما تزخر به من كتب ومجلدات قديمة.
وأعد المنظمون برنامجاً حافلاً بالتظاهرات الثقافية المتنوعة من محاضرات وأفلام وثائقية حول تاريخ ودور المدن القديمة ومعارض للمخطوطات وأسواق موسمية لمنتجات الصناعة التقليدية ومباريات فنية ثقافية ورياضات تقليدية كان المجتمع الموريتاني يوليها اهتماماً كبيراً وبدأت تختفي مع مرور الزمن.
كما ستنظم مسابقات تمنح على إثرها جوائز للشعراء المتميزين وملاك الدور الذين بذلوا جهوداً للحفاظ على طابعها المعماري الأصيل، وسيقام بحملات لتنظيف المدن وتثبيت الرمال ومشاريع إعادة تأهيل التراث المعماري وتبليط الشوارع وإعادة تشييد المراكز الصحية والآثار التذكارية والمدارس والأسواق.
ويراهن المنظمون على الآثار الإيجابية لهذا المهرجان السنوي على حياة السكان المحليين، حيث أحيى الحرف التقليدية المهددة بالزوال، وتمكن من إحداث انتعاشة جعلت هذه المدن القديمة تستعيد مكانتها بوصفها مركز إشعاع علمي وثقافي، ارتبط اسمها بجملة من المعاني، حيث شهدت منذ القرن 10 الهجري نهضة ثقافية شاملة، رغم أن أهلها لم يهتموا بتدوين حركتهم العلمية وتوثيق أحداثها والتاريخ لها.
ويقول الباحث في التراث العالي ولد هنون، إن هذه التظاهرة التي تنظمها وزارة الثقافة ما بين 4 و10 يناير تسعى للتذكير بمكانة المدن الأربع التاريخية في موريتانيا، وهي شنقيط ووادان وتيشيت وولاته، ونفض الغبار عن التراث الموريتاني في هذه المدن، وإبراز جوانب حياة مجتمع الشناقطة قديماً.
ويشير هنون إلى أن الدورات السابقة للمهرجان قد نجحت في إنقاذ هذه المدن المهددة بالانقراض بفعل تنظيم المهرجان دورياً بين هذه المدن المصنفة ضمن التراث العالمي، مضيفاً أن الموريتانيين يأملون أن يساعد هذا المهرجان على وضع برنامج لحثّ المعنيين على إنقاذ تراث المدن التاريخية لاستعادة دورها في البلاد.
المصدر: العربية نت