الحدث- محمد غفري
تكرر في الآونة الأخيرة إغلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي لباب العامود (بوابة دمشق) أشهر أبواب مدينة القدس المحتلة، لدرجة إغلاقه لفترات مختلفة ثلاث مرات خلال أقل من شهر.
بالأمس، أغلقت قوات الاحتلال باب العامود أمام حركة المقدسيين عدة ساعات بذريعة أمنية، وهي التحقق من وجود جسم مشبوه.
لا تقتصر إجراءات الاحتلال عند باب العامود على الإغلاقات المتكررة، وإنما يمارس جنود الاحتلال باستمرار عمليات التفتيش والضرب المهين وحتى الاعتقالات بحق الشبان المقدسيين بشكل يومي عند المرور من تلك المنطقة، عدا عن نصب ثلاث نقاط عسكرية دائمة في محيط الباب.
يؤكد الخبير في شؤون القدس فخري أبو ذياب أن إغلاقات سلطات الاحتلال لباب العامود باتت ترتفع وبحجج واهية في كل مرة.
الهدف الحقيقي من إغلاق باب العامود
وقال أبو ذياب في حواره مع مراسل "الحدث"، إن الاحتلال عادة ما يغلف أي هدف استراتيجي يسعى لتحقيقه، بمشاريع أو حتى ذرائع أمنية.
وحول الهدف الذي يسعى الاحتلال لتحقيقه عبر إجراءاته عند باب العامود، يرى أبو ذياب أن الاحتلال يهدف لإبعاد الناس من منطقة باب العامود، ومن ثم تغيير الوجه الحضاري لهذا الباب وتهويده.
وأيضاً يسعى الاحتلال وفق ما ذكر أبو ذياب، إلى خنق اقتصاد البلدة القديمة، وإغلاق العديد من المحال التجارية داخل البلدة القديمة.
أما الهدف الأخطر فهو سعي الاحتلال إلى إبعاد المقدسيين وتفريغهم من منطقة شارع الأنبياء مروراً بباب العامود وشارع الواد وحتى حائط البراق، لاستخدامه فقط من قبل اليهود حتى يصبح مسارا للمستوطنين فقط.
كما ويشير أبو ذياب إلى وجود مخطط يستهدف منطقة حي المصرارة وحتى باب العامود لإقامة بناية كبيرة ومجمع تجاري ومواقف سيارات.
كيف سيحقق الاحتلال مخططه؟
يقول أبو ذياب إن الاحتلال لا يستطيع السيطرة على الباب وإغلاقه بشكل مفاجئ ونهائي، خوفاً من ردة فعل السكان عندما يتم إغلاق باب شهير جداً، لذلك يعمل على أسلوب خطوة خطوة.
يعمل الاحتلال على السيطرة على الباب وتفريغ المواطنين من محيطه بعدة أساليب، من ضمنها التواجد العسكري باستمرار التضييق على حركة المواطنين.
ولذلك قام الاحتلال بنصب نقاط مراقبة دائمة في هذه المنطقة، بالرغم من أنها غيرت من الوجه التاريخي والحضاري.
كما تقوم قوات الاحتلال بتضييق الخناق وإرهاب المواطنين، والتضييق على الحركة التجارية، وهو ما يؤدي إلى تغيير الحركة إلى بوابات أخرى. وبطبيعة الحال المواطن إذا شاهد إغلاقات متكرر وتعرض لتفتيش مهين مستمر سوف يبحث عن أبواب أخرى.
وأفاد أبو ذياب أن "العديد من الشبان ابتعدوا عن باب العامود خوفاً من التفتيش والضرب وحتى النساء لا يدخلن الباب مع أطفالهن ويبتعدن عنه".
لماذا باب العامود؟
يعتبر باب العامود أو بوابة دمشق؛ الباب الرئيسي للبلدة القديمة، وأشهر بوابات القدس، وهو محرك اقتصاد البلدة القديمة حيث يمر منه يومياً أكثر من 70% من العجلة التجارية في البلدة القديمة من تجار ومتسوقين وبضائع تدخل وتخرج من خلال هذا الباب.
ومن باب العامود يدخل ما يقارب 40% من السياح الأجانب والمستوطنين للوصول إلى حائط البراق.
وعند هذا الباب وقعت عدة عمليات فدائية بعد العام 2015.
وهذا الباب بالذات يشكل خوفاً في التاريخ والذاكرة الإسرائيلية، حيث دخل منه عمر بن الخطاب إلى القدس، ودخل منه صلاح الدين الأيوبي.
وهنا يؤكد فخري أبو ذياب أن لهذا الباب اسما وتاريخا يسعى الاحتلال إلى تغييره.
يشار أيضاً أن باب العامود أو باب دمشق ويقال له أيضا باب نابلس هو من أهم وأجمل أبواب مدينة القدس. ويكتسب الأهمية كونه المدخل الرئيسي للـمسجد الأقصى وكنيسة القيامة وحائط البراق، ومنه نصل إلى سوق تجاري يسمى سوق باب خان الزيت ومنه نتفرع إلى أسواق عدة منها سوق العطارين وسوق اللحامين وسوق القطانين وسوق الصاغة وسوق الحصر.
ويمكن عبر باب العامود الوصول إلى الحي المسيحي والمسمى حارة النصارى من الجهة اليمنى والحي الإسلامي إلى اليسار والأمام.
ما هو المطلوب؟
المطلوب من المقدسيين يتلخص بتزايد التواجد عند هذا الباب وتنظيم الوقفات والنشاطات الثقافية حتى يحافظ باب العامود على عروبته قبل أن يسيطر عليه الاحتلال بشكل كامل.
وأيضاً المطلوب دعم اقتصاد التجار والمحال الواقعة في محيط باب العامود والأسواق في البلدة القديمة بما يضمن حركة نشطة تعزز الوجود المقدسي.