الحدث الصحي
بينّت الأبحاث الأخيرة أن البنية الرشيقة لا تعني بالضرورة صحة أفضل، فالعديد من الأدلة تشير إلى أن ما يسمى "بالدهون النحيلة" يمكن أن تكون ضارة مثل السمنة.
ونقلت مجلة "نيوزويك" الأميركية قناعات لخبراء بأن هناك اعتقادًا خاطئًا وهو أن من هم أصغر حجمًا أقل عرضة للمعاناة من أمراض قد تهدد حياتهم، ويعود ذلك جزئيًا إلى أن المجتمع غالبًا ما يربط النحافة بالصحة، ولجهل الناس بكيفية قياس نوع الجسم المثالي.
يمكن قياس البدانة بمؤشر كتلة الجسم، فإذا كان المقاس 30 أو أكثر فهذا يعني دهونًا زائدة، لكن هناك مصطلحًا آخر ضارًا بالصحة هو "الدهن النحيل"، ويعني أن هؤلاء الأشخاص يقعون ضمن الفئة الطبيعية من الوزن بالنسبة لطولهم، لكن نسبة العضلات لديهم منخفضة مقارنة بنسبة عالية من الدهون في الجسم، وفي ذلك مخاطر صحية حقيقية.
فقد حذرت إحدى الدراسات من أن انخفاض كتلة العضلات وارتفاع نسبة الدهون في الجسم يشكل تهديدًا مزدوجًا لصحة الدماغ، وارتبط "الدهن النحيل" بانخفاض في الذاكرة العاملة والمرونة العقلية والتحكم في النفس وهي أعراض تظهر لدى المصابين بمرض الزهايمر.
كما تشير أدلّة متزايدة إلى أن توزيع كتلة العضلات أكثر أهمية من مستويات الدهون، فوجود الدهون حول أعضاء حيوية مثل القلب والكبد والبنكرياس يسهم في تطوير مرض السكري من النوع الثاني والسرطان وأمراض القلب التاجية.
وفي الوقت نفسه، يرتبط انخفاض كتلة العضلات والعظام بالإدراك العقلي الضعيف، ومن لديهم الكثير من الدهون حول البطن عرضة أكثر لخطر الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية والسكري والوفاة مقارنة بذوي مؤشر كتلة الجسم المماثل ولكن بدهون أقل في محيط البطن.
يتفق الخبراء على أنه من الخطأ الاعتماد فقط على مؤشر كتلة الجسم للقياس وتناسي مؤشر صحة الجسم، فهذه الطريقة رغم فائدتها لا تقيس الدهون الزائدة في الجسم بشكل مباشر ولا تتكيف مع عوامل مثل العمر والجنس والعرق وكتلة العضلات، كما أنها لا تخبرنا بتوزيع الدهون في الجسم.
لذلك يمكن اعتماد مؤشر أرخص وأكثر فعالية وهو قياس محيط الخصر، فنسبة الدهون في محيط الخصر مؤشر على نسبة "الدهن النحيل" في الجسم، وكلما ازداد قياس محيط الخصر كانت نسبة دهون الجسم أعلى.
ولعل النصيحة الذهبية التي تقدمها "نيوزويك" هي ممارسة الرياضة بانتظام وتناول الطعام الصحي والتحرك أكثر.