الحدث - إسراء أبو عيشة
نظمت مؤسسة عبد المحسن القطان، ورشة حوارية حول الفن والنشاط السياسي، قدمها الفيلسوف البلجيكي ليفين دي كوتير، بحضور مجموعة من الفنانين والناشطين في مجالات فنية متنوعة.
وبدأ الفيلسوف البلجيكي ليفين دي كوتير في حواره عن تعريف النشاط السياسي والإجتماعي بحصره في النشاطات ذات الأثر المادي المباشر، نافياً هذا التعريف عن الأفعال التي تصب في البناء المعرفي أو الفن فقط، وبذلك تخرج الأعمال الفكرية والأكاديمية من كونها نشاطاً سياسياً اجتماعياً.
وأضاف كوتير، لتعريف الفعل على أنه نشاط، يجب أن يكون قابل للقياس بحسب معايير النجاح والفشل، أي حسب ما يحققه من أثر مادي ملموس، كتغيير في سياسات المؤسسة الحكومية في النظام الديمقراطي.
وأشار كوتير إلى أنه يتبنى هذا الفهم للمصطلح من جذوره الأوروبية بالأساس، حيث يتطلب نجاح أو فشل النشاط السياسي وجود دولة ديمقراطية تحمل مفاهيم المواطنة، يتم داخلها هذا التفاعل الجدلي بين كيان الدولة والمجتمع، ليصب في نهايته إما بتحقيق المطالب، وإما رفضها.
وأضاف كوتير، أنه ضمن هذا التقسيم إلى مفهوم الفضاءات الأخرى، التي تشكل المساحات التي تنتج معرفة وفكراً خارج السياسة والاقتصاد، مثل الجامعات والمؤسسات غير الحكومية.
فهذه الفضاءات لا تحدث تغييراً مباشراً في شكل عمل المنظومة السياسية، بل تعمل كإحدى الوسائل لبناء عمليات تراكمية من التنمية المعرفية والتواصل مع المجتمع على المدى الطويل، وليس كأهداف ذات نهايات محددة.
يذكر أن ليفين دي كوتير هو فيلسوف ومؤرخ فنّي وكاتب وناشط بلجيكي، يدرِّس فلسفة الثقافة في دائرة الهندسة المعمارية بجامعة لوفان الكاثوليكية، والمعهد الملكي للمسرح والسينما والصوت، وله ما يقارب اثنا عشر كتاباً منشوراً، تناول فيها مواضيع الفن المعاصر، والتجربة والحداثة.