الحدث – خاص
تشهد مدينتي رام الله والبيرة ضمن استعدادات المواطنين لمواجهة تداعيات المنخفض الجوي العميق "هدى" المتوقع بدء تأثيره على البلاد الليلة، لليوم الثالث على التوالي حمى تسوق غير مسبوقة، أتت على كثير من السلع الأساسية، وأدت إلى ارتفاع الاسعار.
وتوقعت دائرة الأرصاد الجوية تأثر البلاد حتى مساء الجمعة المقبلة بمنخفض جوي مصحوب بكتلة هوائية باردة ورياح وأمطار، ويتسبب في انخفاض شديد على درجات الحرارة وتساقط الثلوج، الأمر الذي دعا جهات عديدة إلى دعوة المواطنين للالتزام المنازل وتوفير احتياجاتهم.
وعكست هالة الهلع وحمى التخزين حالة قلق من جدوى الاستعدادات التي أعلنت عنها الجهات المعنية لمواجهة تداعيات المنخفض، وخاصة اغلاق الطرق وانقطاع التيار الكهربائي فترات أطول.
واصطفت طوابير طويلة أمام المخابز، ومحطات المحروقات، وتوزيع غاز الطهو، واكتظ سوق الخضار المركزي بالبيرة، ومحلات الأدوات الكهربائية والبقالات ومحلات بيع اللحوم، فيما أقفلت محلات بيع الدواجن أبوابها باكرا بعد نفاذ المخزون. وسط دهشة التجار أنفسهم من كثافة التسوق وحجم المشتريات.
الاستغلال
وأشعل الإحساس ببرودة الأجواء نار أسعار الخضار في مدينتي رام الله والبيرة، وسط تبادل اتهامات مستهلكين لتجار المفرق بالاستغلال ورفع غير مبرر، والذين حملوا بدورهم تجار جملة المسؤولية القوا اللائمة على المزارع.
وقفزت أسعار الخضار عموما وبعض الأصناف التي يقبل عليها المستهلك في الشتاء ثلاثة أضعاف في غضون ثلاثة أيام.
وقالت ربة المنزل منى طه الأسعار تضاعفت دون سبب أو مبرر، كان كيلو البندورة والبطاطا البلدية والباذنجان والملفوف والخيار على سبيل المثل 2 شيقل، واليوم يباع بـ5 شواقل، لا شيء تغير سوى استغلال حاجة النساء لهذه الأصناف وإقبالهم عليها، وتابعت اشتريت أقل من نصف الكمية المعتادة بضعف المبلغ، متسائلا ألا يوجد من يراقب ويهتم بحال المواطن.
ووصل كيلو الكوسا بين 8 و10 شيقل، والقرنبيط 7 شيقل، وكذلك الفلفل الحلو، وتضاعف سعر السبانخ 3 مرات.
وقالت ريهام طه، اشتريت كيلو الكستناء من سوق الخضار الآن بـ25 شيقل وبعضهم يطلب ثمنه 35، علما أنني اشتريته الخميس الماضي بـ17 شيقلا، وعلبة الفراولة التوت الأرضي أقل من 500 غرام بـ20 شيقلا، فيما شهدت أسعار الفواكه التي شهدت إقبال أقل ارتفاعا طفيفا.
وقال مشتكون إن التجار استغلوا زيادة الطلب دون مبرر والدليل ان الاسعار عاودت الانخفاض مع تراجع عدد المتسوقين في السوق وبدأ الباعة يخفضون اسعار بضاعتهم الى النصف وينادون على الاصناف الاربعة كيلو بـ 10 ويقولون دون استغلال 4 بعشرة؟!.
عادات التسوق السبب
ورأت أم إسلام البرغوثي وهي موظفة بمدرسة كفرعين غرب رام الله ان المستهلك هو الممسؤول وهو من يوقع نفسه في براثن الاستغلال وجشع بعض التجار الذين استفادوا من حمى التسوق والإقبال الشديد على الشراء والتخزين غير المبرر لرفع الأسعار.
وأضافت التوقعات تشير الى استمرار المنخفض نحو اربعة ايام، ولو اخذ كل مستهلك حاجة اسرته لحافظت الاسعار على مستواها اذ لا يستطيع التاجر الاحتفاظ بما لدية فترة طويلة لانها ستتلف وسيفقدها وبالتالي سيبعنها بربح معقول.
خشية من الكهرباء
وشهدت محال الادوات الكهربائية حركة بيع كبيرة تركزت على المصابيح والفوانيس التي تعمل على البطارية، مدفوعة بعدم ثقة المواطن باستمرار تدفق التيار، وانتشر باعة جوالة لعرض فوانيس تعمل بالبطاريات، وبطاريات، وشموع، وقبعات وكفوف جلدية وصوفية، ومظلات.
وأقام قال البائع الجوال محمد عبيد بسطة له على الرصيف النقابل لميدان المنارة وعرض فوانيس صغيرة الحجم بسعر 25 شيكل للقطعة بعد ان كانت تباع ب 20 شيقل، وعن سبب رفع الاسعار يقول المخزون منها نفذ لدى تجار الجملة وهم رفعوا سعر القطعة علينا من 15 شيقل إلى 17، وأجبرنا على رفع السعر الاقبال جيد وانا بعت نحو 70 فانوسا منذ الصباح، لان الناس يحتاجون الى مصدر ضوء في ظل الخشية من انقطاع التيار.
وارتفع سعر علبة شمع تحتوي على 4 قناديل صغيرة من شيقل الى 2 شيقل على البسطات.
الإعلام بالغ
ويرى التاجر صبحي الشلبي صاحب "شركة سوبر لايت" للأدوات الكهربائية برام الله إان الاعلام بالغ في التحذير من تداعيات المنخفض وتسبب في حالة من الهلع نجمع عنها هذا التدافع على تخزين السلع التموينية والأساسية الاخرى، علما ان التوقعات تشير الى حالة جوية ليست بالقسوة التي يراها الناس، والجهات المسؤولة ايضا ساهمت في زيادة الهلع الذي ترجم بحمى تسوق زائد عن الحاجة وغير مقبول.
الغاز المنزلي مفقود
وأغلقت كثير من وكالات تعبئة الغاز برام الله باكرا بعد نفاذ المخزون في ظل اقبال شديد، وقال مواطنون ان موزعي غاز طلبوا 78 سعر الاسطوانة الغاز12 كلغم، واصلة لمنزل المستهلك علما ان سعرها المحدد هو 63 شيقل في محل الموزع. اضافة الى 2 شيقل خدمة توصيل.
وقال صاحب مخزن الامين ان الاقبال على شراء الخبز تضاعف وبكميات مضاعفة، وقال ان زبائن اعتادوا على شراء كيلو غرام واحد من الخبز طلبو 7 و8 كليوغرامات، وابتعاوا معجنات جافة وبسكويت لتخزينها خشية امتداد فترات تراكم الثلوج وإغلاق الطرق وانقطاع الكهرباء.
حمى تحزين
وقال الموظف في الارتباط فراس نجار، ذهب لشراء حمص وسلطات من سوبر ماركت قريب للغداء فلم اجد شي، المستهلكون اخذوا كل شي وجدوه وكانهم يخزنون لشهور عديد وليس 3 او 4 الايام، ما يحدث من تسوق امر مريع وغير مبرر على الاطلاق.
وطمأن المحامي محمود درس من شركة درس للاستيراد المواد التموينية الأساسية على سلامة المخزون وقال انه يكفي لمدة شهر ولا داع ابدا للقلق والتخزين غير المبرر.
واضاف الليلة الماضية فتحتنا ابواب الشركة حتى الساعة 11 ليلا لتلبية طلبات الزبائن هناك اقبال فاق افضل التوقعات على الزيت النباتية والارز والسكر والمعلبات والبطاريات والشموع والقوانين وبعض السلع القليلة الأخرى، الأسعار على حالها.