الجمعة  22 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

الانتخابات في الجامعات الفلسطينية.. مجالس طلبة وهمية وديمقراطية غائبة

انتخابات الجامعات مقدمة لانتخابات رئاسية وتشريعية

2019-04-23 06:46:07 PM
الانتخابات في الجامعات الفلسطينية.. مجالس طلبة وهمية وديمقراطية غائبة
المناظرة الانتخابية في جامعة بيرزيت (تصوير: الحدث)

 

الحدث - سجود عاصي

تشكل انتخابات مجالس طلبة الجامعات الفلسطينية محور اهتمام الكثيرين، كونها تمثل شريحة واسعة من الشعب الفلسطيني تتمثل بالشباب طلبة الجامعات، ويعتقد الكثير من المحللين والسياسيين والمراقبين الفلسطينيين، أن انتخابات جامعة بيرزيت هي الأهم بين انتخابات الجامعات الفلسطينية، وتحظى بقدر كبير من الاهتمام من قبل المستوى السياسي والشعبي الفلسطيني، وذلك بسبب الإجراءات الصارمة التي تتخذها الجامعة لضمان نزاهة الانتخابات وشفافيتها.

وفي الانتخابات الأخيرة التي جرت في السابع عشر من نيسان الجاري، فازت كتلة الشبيبة الطلابية التابعة لحركة فتح في انتخابات مجلس طلبة جامعة بيرزيت للعام الدراسي 2019/2020 بفارق 68 صوتا عن كتلة الوفاء الإسلامية التابعة لحركة حماس بعد أربع سنوات من غيابها عن رئاسة مجلس الطلبة.

انتخابات ديمقراطية "بشروط"

جرت انتخابات جامعة بيرزيت في ظل غياب هذه الممارسة في الجامعات الفلسطينية الأخرى، سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة، خاصة بعد رفض ترشح الكتلة الإسلامية لانتخابات مجلس الطلبة في جامعة القدس (أبو ديس) بحجة عدم استيفاء الشروط، ومقاطعة ثلاث كتل طلابية انتخابات جامعة فلسطين التقنية "خضوري"، وكذلك انسحاب الكتلة الطلابية من انتخابات مجلس طلبة جامعة البوليتكنك للعام الثاني على التوالي بسبب "تنصل إدارة الجامعة من مسؤولياتها في توفير أجواء مناسبة لإجراء الانتخابات"، إضافة إلى استمرار مجلس طلبة جامعة النجاح في أعماله وتشكيل حراك طلابي للمطالبة بإنهاء عمل المجلس الحالي الذي تجاوز مدته القانونية والدعوة لإجراء انتخابات مجلس طلبة بكادر جديد، بالإضافة لعدم وجود انتخابات مجلس طلبة في معظم جامعات قطاع غزة.

ويرى المحلل السياسي إياد القرا، أن انتخابات مجالس الطلبة في الجامعات الفلسطينية تعبير عن الحالة العامة في الضفة الغربية وقطاع غزة، التي كانت نتيجة الانقسام الفلسطيني خلال السنوات الماضية. قائلا، إن بعض الجامعات تمكنت من تجاوز هذه الحالة مثل جامعة بيرزيت وجامعة الخليل، ولكن الحالة العامة لا تعكس أي تعبير عن تطلعات الشباب الفلسطيني بما يتعلق بالديمقراطية والحريات والمشاركة السياسية. كونها تعكس فشل الفصائل الفلسطينية في تجاوز حالة الانقسام.

وأضاف القرا لـ "الحدث"، أن الفصائل الفلسطينية لا تستغل طاقات الشباب من أجل تطويرها وتعزيز حضورها ومشاركتها، وذلك يتمثل بتغول بعض الفصائل والتنظيمات أو الاجهزة الأمنية (في القطاع والضفة) في مجالس الطلبة كجامعة النجاح مثلا، وهو ما ينتج مجلس طلبة يمكن وصفه بالوهمي وجد لغرض معين آخر غير التعبير عن مشاكل الطلبة وتمثيلهم وخدمتهم.

ويمكن تجاوز الحالة السائدة في الجامعات الفلسطينية ومجالس طلبتها بحسب القرا، من خلال الإصرار على خلق أجواء أكثر إيجابية فيما يتعلق بانتخابات مجالس الطلبة، والذهاب نحو توقيع  ميثاق تشارك فيه كافة الأطر الطلابية في كافة الجامعات يلزم بعقد انتخابات مجلس طلبة والمشاركة فيها والاحتكام بنتائجها وهو ما يحتاج إلى جهد كبير حتى يتحقق.

وأكد المحلل السياسي إياد القرا لـ"الحدث"، أن إدارة الجامعات تستفيد من هذه الحالة التي تتمثل بعدم وجود مجالس طلبة ممثلة حقيقية للطالب وضاغطة هدفها الأساس خدمة الطلبة، الأمر الذي يؤدي بغدارة الجامعة لأن تمرر ما تريد دون الوقوف في وجهها.

انتخابات الجامعات مقدمة لانتخابات رئاسية وتشريعية

وبدوره، أشار المحلل السياسي عبد المجيد سويلم، إلى أن انتخابات جامعة بيرزيت الأخيرة تمثل نموذجا يحتذى به بخصوص الديمقراطية والحرية والتعبير، لكل المرشحين كل حسب موقعه وأيدولوجيته، وهو الأمر الذي يعكس التنوع الفلسطيني سياسيا واجتماعيا، مستبعدا أن تكون حالة انتخابية منفردة وإنما نموذجا للشعب الفلسطيني.

وبدوره، أكد عضو الهيئة التدريسية في جامعة بيرزيت د. غسان الخطيب، أن الانتخابات في الجامعات الفلسطينية لا تعقد بشكل منتظم ولا تشمل جميع الكتل والتوجهات باستثناء جامعة بيرزيت، التي تعطى الثقة بنزاهة انتخاباتها التي تشير إلى إمكانية إجراء انتخابات مثيلة لها في أي جامعة وربما في الوطن الفلسطيني.

وأشار الخطيب في لقاء مع "الحدث"، أن تأسيس أي مجتمع ديمقراطي يبدأ بالحرص على وجود مساحة للتعددية والتجربة الانتخابية في الجامعات، لأنها المكان الذي تتم فيه التنشئة والتهيئة ليصبح المجتمع نفسه مجتمعا ديمقراطيا.

وأكد الخطيب، أن الانقسام لعب دورا سلبيا فيما يتعلق بالعملية الديمقراطية في قطاع غزة والضفة الغربية بما يشمل المجتمع والجامعات، وهو السبب الرئيسي الذي أدى إلى تأخر انعقاد الانتخابات الرئاسية والتشريعية للسلطة الفلسطينية، إلى جانب الأجواء المسممة التي تلعب دورها في إعاقة العملية الديمقراطية في الجامعات، الأمر الذي اعتبره الخطيب بغير المبرر، وأن الأصل بأن تجري انتخابات في الجامعات الفلسطينية كافة حتى يتم تربية الجيل الجديد بمبادئ الديمقراطية.

وأوضح، أن جدية الديمقراطية في المؤسسات الفلسطينية من بينها الجامعات متفاوتة، وأن المعيار الأساسي لذلك هو وجود حرية عمل تشمل كافة الاتجاهات والكتل وأن يكون هناك ممارسة دورية للانتخابات كل عام، وهو الأمر الغائب عن معظم الجامعات الفلسطينية.