الحدث ــ محمد بدر
تعرضت مؤسسة الدراسات الإسرائيلية وهي إحدى المؤسسات البحثية في الولايات المتحدة الأمريكية والمعنية بدراسة الشأن الإسرائيلي إلى انتقادات حادة بسبب تبنيها خطا تحريريا منسجما وداعما للرواية الإسرائيلية، حتى على حساب أساسيات البحث العلمي والمعايير الأكاديمية في كتابة وصياغة الأبحاث والدراسات.
وحذر عدد من المسؤولين السابقين في المؤسسة من أن يؤدي تبني المؤسسة لخط داعم للدعاية - البروباغندا الإسرائيلية أو الهاسبراه- إلى تقويض نزاهتها، وهو ما سيؤثر على مستقبلها وسمعتها كمؤسسة بحثية مهنية مستقلة.
وقال المسؤولون السابقون إن العدد الذي صدر عن المؤسسة، مؤخرا، كرّس نفسه للدفاع عن الصهيونية و"إسرائيل"، خاصة في الدراسة التي جاءت تحت عنوان "جريمة الكلمة"، ومن خلالها كان هناك محاولة للتأكيد على أن اللغة جزء من الصراع مع الفلسطينيين، وأن اللغة يتم تكييفها لصالح الفلسطينيين بشكل غير أخلاقي.
وأوضحوا أن هذه الدراسة تم تحريرها من قبل رئيس المؤسسة، الدكتور ديفيد روبنسون ديفيدز، أستاذ الدراسات التوراتية في كلية سميث في ماساتشوستس، ويتجاهل محتواها المعايير الأساسية للبحث الأكاديمي ويظهر "تحيزًا صارخًا" لصالح "إسرائيل"، واستندت إلى مراجع منحازة لـ"إسرائيل".
وعلى أثر هذه القضية، رفض المؤرخ اليهودي الأمريكي المشهور أرييه دوينوف الانضمام لمجلس إدارة المؤسسة رغم أنه أحد أهم الباحثين فيها وحصل على جوائز سابقة في مجالات البحث العلمي. وجاءت خطوته كاحتجاج صريح على الانحياز الكبير وغير المهني للدعاية الإسرائيلية.
ووفقا للمؤرخ دوينوف، فإنه بدأ يشعر بقلق كبير على المؤسسة وعلى علاقته معها، مشددا على أنه بدلا من الاستناد والعمل ضمن معايير بحثية حقيقية، فإن المؤسسة والدراسات الصادرة عنها بدأت تتعامل بطريقة مختلفة، داعيا القائمين عليها للاعتراف بخطئهم والتراجع عنه.
كما أعرب غيرشون شافير، رئيس برنامج حقوق الإنسان في جامعة كاليفورنيا في سان دييغو، عن استنكاره لما جاء في الدراسة الواردة في عدد المؤسسة. وفي رسالة بعث بها إلى زملائه، قال إن "محاولة قمع الأصوات الناقدة، هي صورة مصغرة للهجوم الأوسع ضد الأصوات والهيئات الحرة في إسرائيل".
ومؤسسة الدراسات الإسرائيلية أنشئت قبل عدة سنوات في الولايات المتحدة الأمريكية، ومعظم منتسبيها يأتون من مجالات أخرى، مثل التاريخ والعلوم السياسية وعلم الاجتماع، ولديها حوالي 500 عضو تتراوح أفكارهم بين التأييد للصهيونية والدعوة لمقاطعة "إسرائيل".