الحدث ــ محمد بدر
قال الباحث الأمريكي جايك والاس، إنه تفاجأ بأن السلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس يتعاملون مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وإدارته بدونية وعدم احترام ولا يسعون لفتح علاقات معهم. مشيرا أن هذا الانطباع توّلد لديه خلال زيارته إلى رام الله في مطلع نيسان الجاري والتي التقى فيها بمسؤولين فلسطينيين.
وأوضح الباحث أنه كان يتوقع أن تنهال عليه عشرات الأسئلة حول صفقة القرن، لكنه دُهش من تجاهل المسؤولين الفلسطينيين لها وعدم اهتمامهم بما تحمل، وذلك على قاعدة أنهم فقدوا أي ثقة بإدارة ترامب، وبالتالي فإنهم ينتظرون تغييرا في المشهد السياسي الأمريكي في الانتخابات الأمريكية القادمة والمتوقع إجراؤها عام 2020.
وقال والاس إن القيادة الفلسطينية تعتقد أن ترامب مسيّر من قبل مجموعة من المستشارين المتواطئين مع اليمين الإسرائيلي، ولذلك فإنهم اعتادوا على رفض كل ما يصدر عنه وعن إدارته، مفضلين انتظار حدوث تغيير في السياسة الأمريكية بعد الانتخابات ومجيء إدارة أمريكية يمكن التعامل معها.
وأشار إلى أن القيادة الفلسطينية مصممة على الحفاظ على الاستقرار في الضفة الغربية والإبقاء على الاعتراف المتبادل بين منظمة التحرير الفلسطينية و"إسرائيل" وعدم التراجع عن فكرة حل الدولتين، موضحا بأن مسؤولين فلسطينيين بارزين أكدوا له على استمرار التنسيق الأمني مع "إسرائيل" وبقاء بعض القنوات الأمنية مع الولايات المتحدة الأمريكية.
وبيّن والاس أن الفلسطينيين يتوقعون موافقة مشروطة من قبل "إسرائيل" على "صفقة القرن" وبعض عبارات التأييد من بعض الدول العربية، لكن موقفهم نهائي في رفض الصفقة حتى لو قبلت بها هذه الأطراف. ومع إدراك فريق ترامب لهذه الحقيقة، إلا أنه مستمر في محاولة استقطاب أكبر قدر ممكن من العناصر الإقليمية والدولية لصالح الصفقة.
ويرى الباحث والاس أن الجهود الأمريكية في إطار صفقة القرن تؤكد على أن الولايات المتحدة غير مهتمة نهائيا بإطلاق عملية تفاوض بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وأنها حيدت تماما مبدأ حل الدولتين لصالح مبدأ الحكم الذاتي في حدود "دولة إسرائيل" الموسعة. وما يشير لقوة هذا الطرح كاحتمال، حديث السفير الأمريكي في "إسرائيل" ديفيد فريدمان حول إمكانية منح حكم ذاتي للفلسطينيين.
يشار إلى أن جايك والاس باحث أول غير مقيم في برنامج الشرق الأوسط في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، وتتركز أبحاثه على الشؤون الإسرائيلية الفلسطينية، وتونس، وقضايا مكافحة "الإرهاب".