الجمعة  22 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

شعبان نابلس... ليس كسواه في فلسطين

موسم صلة الرحم

2019-04-25 10:15:17 AM
شعبان نابلس... ليس كسواه في فلسطين
توزيع الحلوى في شعبونية نابلس

 

   الحدث الثقافي 

 كتبت إحدى سيدات نابلس على صفحتها على الفيس بوك في أول أيام شهر شعبان: "شعبان هالسنه وأنا مش بالبلاد ومش رح أكون بشعبونية أهلي ومش رح أسمع أغاني الجيران المشعبنين، ولا رح ألمح الرجال طالعين من الفران وحاملين صواني العزايم، وما رح أصدف سيارة توصيل الحلونجية للبيوت النابلسية المشعبنة... نابلس حلوة بأهلها ومواسمها الله ما يقطعها من عاده حلوة بين الأهل بتنجبر فيها الولايا وبينوصل فيها الرحم ».

كلمات لخصت فيها حال مدينة نابلس، شمال الضفة الغربية في هذا الشهر، والتي تتحول إلى خلية نحل ل« صلة الرحم، فيما يعرف ب »الشعبونية« والتي تميزت بها المدينة عمن سواها من مدن فلسطين.

ولأهالي المدينة فإن شهر شعبان هو شهر صلة الرحم وجمعة العائلات، فيما عرف بالشعبونية، والتي تتلخص بدعوة نساء العائلة المتزوجات إلى الولائم والإقامة في بيت كبير العائلة، حيث يدعو رب العائلة بناته المتزوجات وأسرهن، كما إن الدعوات تشمل الأخوات سواء كن متزوجات أو غير متزوجات وكذلك العمات والخالات.

ولا يوجد تاريخ محدد لعمر هذه العادة التي حافظ عليها أهالي مدينة نابلس ولا زالوا، ولكن المعروف أنها تمتد لمئات من السنوات التي خلت، كما يقول الكاتب مالك المصري، في كتابه »نابلسيات من بواكير الذكريات والوجوه والصور الشعبية: « إذا كان الرجال مطالبين في الأعياد بزيارة بناتهن وقريباتهن لتقديم العيدية النقدية لهن، فكان لا بد من وجود مناسبات تقوم فيها تلك النسوة بزيارة »بيت العيلة« بدعوة منهم، وكان من هذه المناسبات شهر شعبان لقضاء أيام »الشعبونية« .

ويقول المصري إن الهدف الرئيسي من هذه الشعبونية هو صلة الرحم في الرجة الأولى، وتجمع العائلة كلها في بيت واحد، إلا أن لها هدف آخر، فبنات العائلة تجتمع بالكامل ويكن محط أنظار الجميع فتكون مناسبة لخطبة بناتهن أو البحث عن عروس لأولادهن الشبان.

وارتبطت هذه العادة بأعداد أنواع معينة من الطعام، كالأكلات الشامية التي تميزت بها المدينة، والمحاشي والعكوب، التي تشتهر به المدينة، بالإضافة إلى »الفوارغ« والتي تقوم النساء بإعدادها بشكل جماعي.

ولهذه العادة أيضا حلويات خاصة، والتي ارتبطت بها أيضا وكانت مقتصرة على المدينة فقط في صنعها، كالحلاوة القرعية والتي دخلت المدينة من تركيا قبل مئات السنوات، ولا تزال المدينة تتفرد بصناعتها، وبقيت حكرا على عائلة واحدة فيها.

يقول حكمت عايش أحد أصحاب المحال التي تبيعها في البلدة القديمة، إن هذا النوع من الحلويات يقتصر وجوده على مدينة نابلس حيث تم إدخالها إلى المدينة كنوع من الحلويات التي تباع للعائلات التي تقييم » الشعبونية« .

ويتابع: » ارتبطت هذه الحلاوة بعادات المدينة الخاصة في شهر شعبان من كل عام حيث تشتهر وهي دعوة صلة الرحم في موائد كانت تقدم هذه الحلاوة على موائدها بشكل رئيسي.

ليس فقط الحلاوة، ففي هذه الولائم تقدم الكنافة، التي اشتهرت بها المدينة أيضا، والكلاز والزلابية، حيث تزدهر صناعة الحلويات خلال هذا الشهر على نحو يضاهي شهر رمضان وأكثر.

وإن كان الشعبونية في السابق كانت تمتد لثلاث أيام من إقامة صلة الرحم في بيت العائلة، تقتصر حاليا على دعوة الغداء وتقديم الحلويات، وقد تمتد ليوم واحد فقط، وخاصة للأسر متوسطة الحال و الفقيرة.

 المصدر:- وكالة فلسطين اليوم