أثارت صورة نشرتها قناة ناشونال جيوغرافيك أبو ظبي لزوج من حيوان "تيس الجبل النبي" عبر صفحتها على موقع الفيسبوك، موجة من السخط والانتقادات الواسعة لسياسة القناة التحريرية، والتي انحازت بشكل واضح في تعليقها على الصورة إلى الاحتلال الإسرائيلي.
وعلقت القناة على الصورة، أن زوج الحيوانات الظاهر في الصورة يتسلق أعالي الجبال في "صحراء جوديان بإسرائيل"، وهو ما يخالف الحقائق العلمية، وحتى القوانين والأعراف الدولية.
ناشونال جيوغرافيك التي تمتاز بشهرة عالمية تستمدها وفق تعريفها "من مصداقية المحتوى"، أطلقت في عام 2009 قناة ناشونال جيوغرافيك أبوظبي نتيجة التعاون بين شركة أبوظبي للإعلام الإماراتية، وقناة ناشونال جيوغرافيك العالمية.
يقول أستاذ الجغرافيا في جامعة النجاح الوطنية د. أحمد رأفت، إن كلمة "جوديان" تعني وفق التعريف العبري "يهودا"، وهي نفسها منطقة الخليل الفلسطينية.
وأكد رأفت لـ"الحدث"، أن هذه الصحراء التي تتحدث عنها ناشونال جيوغرافيك أبو ظبي على أنها أرض إسرائيلية، هي السفوح الشرقية لهضبة الخليل (برية الخليل)، المطلة على البحر الميت وغور الأردن.
وأشار رأفت، أن هذه المنطقة محتلة منذ العام 1967، وبالتالي هي أرض فلسطينية محتلة وفق القانون الدولي، وقرارات الأمم المتحدة.
أما عن تيس الجبل النبي أو الوعل النوبيّ أو البَدَن، فهو نوع من جنس الوعول التي تستوطن شبه الجزيرة العربية بشكل رئيسي، وهو يتواجد اليوم في المناطق الجبليّة العاليّة على طول جنوب الجزيرة العربيّة وصحراء النقب وشبه جزيرة سيناء والأردن ومنطقة النوبة في السودان.
لهذا الوعل تاريخٌ طويل في الحضارة الإنسانية والحضارة العربية على وجه الخصوص، إذ يظهر بالعديد من آثار وتراث الحضارات في الهلال الخصيب والجزيرة العربية، وتختلف أسماؤه حسب الإقليم واللهجة مع أن كل المصادر تذكره بلفظ الوعل كاسم جامع.
علاوة على ذلك، عقب مركز التعليم البيئي لـ"لحدث"، أن تيس الجبل أو الوعل يتواجد في أرض فلسطيني تاريخياً قبل قيام دولة الاحتلال الإسرائيلي عام 1948.
وأشار المركز، أن هذا الحيوان، ينتشر تاريخياً في صحراء برية القدس والخليل وحول البحر الميت وعند منطقة عين جدي، وفي صحراء النقب.
ووصف المركز الحيوان بأن له قرونا طويلة، ولحية تسمى لحية "التيس".
بعد مضي 14 ساعة على نشر القناة بنسختها العربية الممولة إماراتياً، لصورة الحيوانات وقد أخطأت بتعريفها على أنها تقع في "أرض إسرائيل"، والرد عليها آلاف المرات من قبل نشطاء فلسطينيين وعرب على أنها أرض فلسطينية محتلة، تراجعت القناة وقامت بحذف المنشور المجحف بحقوق الشعب الفلسطيني التاريخية. ولكن هل المطلوب منها فقط حذف المنشور عن الفيسبوك؟
يرى الناشط في حركة مقاطعة إسرائيل صلاح الخواجا، إن الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي هو صراع معرفة وثقافة وهوية في ظل هجمة التهويد التي تمارس ضدنا، وبالتالي فإن على الصحافة ومثل هذه المواقع الحذر في استخدام المصطلحات والتعريفات.
وأكد الخواجا في تصريح لـ"الحدث"، أن التراجع عن النشر وحذف الصورة هو أمر إيجابي، ولكن المطلوب أيضاً هو الاعتذار وإعادة التوضيح للجمهور أن هذه المنطقة هي منطقة فلسطينية.