الحدث - إسراء أبو عيشة
استضاف منتدى الخبرات يوم أمس الأربعاء، الفنان الفلسطيني عادل ترتير "أبو العجب"، وذلك للعودة إلى الخلف والحديث عن العمل المسرحي خلال الخمسين عاما الماضية، في محاولة لاسترجاع وتوثيق مسيرة المسرح خلال الفترة الزمنية السابقة.
وقال الترتير لـ"الحدث"، "تأتي أهمية مثل هذه اللقاءات، لمحاولة بقاء المسرح في الذاكرة، ومحاولة أرشفة وتوثيق المعلومات حول تاريخ المسرح، ومحاولة تقييمها وأخذ العبر من خلال التجربة الطويلة، على أساس أن نبني ونراكم على هذه الخبرات للجيل القادم، حتى لا يبدأ من الصفر، وإنصاف الأشخاص الذين عملوا وقدموا على مدار سنوات عديدة لتطوير وبقاء المسرح".
وأشار الترتير، إلى أن المسرح في فلسطين عاش حالة من المد والجزر، أحيانا يعلو ويزدهر، وأحيانا لا يكون هناك أي أعمال، والسبب في ذلك هو قلة التمويل، فقد عانت الحركة المسرحية في فلسطين حالة من عدم التواصل في العمل وعدم الديمومة، هذه القصة أثرت في بقاء واستمرار المسرح.
ويؤكد الترتير، "في بداية ظهور المسرح كان شغف المسرحيين وحبهم لعملهم والتصاقهم في عملهم قويا جدا، وكان الحافز في عملنا هو مقدار نجاحنا ومدى قدرتنا على إيصال رسالة المسرح بصورة صحيحة، مما استدعى منا العمل بيد واحدة، وبحسّ جماعي، وكنا نؤمن بواجبنا ودورنا المهم في ايصال قضيتنا الوطنية وقضايا المجتمع المختلفة، فكان المسرح يعالج العديد من القضايا بأسلوب فني، فأهمية المسرح تأتي في خدمة الحياة العامة، والمسرح دائما يبحث عن التغيير، فهو يسلط الضوء على القضايا الهامة والحساسة الأمر الذي يسمح بالتعرف على الأخطاء والمشاكل التي تحتاج إلى تغيير، ومحاولة وضع الحلول لعلاجها".
وأضاف الترتير، أن التغييرات التي حدثت في الوقت الحاضر، سببها هو البحث عن التمويل، مبينا مدى خطورة أن يصبح المسرح رهينة للممول في طبيعة العروض والأفكار التي يتم عرضها، فقد يصبح المسرح عبارة عن رهينة في يد ممول لبث أجندته وتحديد المسار المسرحي، وأكد أن هذا ما كان يدفعهم للعمل بأيديهم والاعتماد على ذواتهم في التكاليف. مشيرا، انه لم يكن هناك جهة راعية حقيقية على مدى تاريخ المسرح، تعمل على تطويره، وتعطيه قوة لبقائه، الأمر الذي جعل همّ المسرحيين هو البحث عن ممول، فإذا لم يكن هناك تمويل لا يعملون، هذا الاتجاه في العمل جعل دور المسرح يتراجع كثيرا.
وأوضح الترتير، أن مطلبه هو أن يعمل المسرح بحرية ودون قيود، وأن ينمو بشكل طبيعي ويعتمد على جمهوره الداعم، سواء كان الدعم معنويا أو ماديا، والالتفاف حول التجربة المسرحية هي القوة التي نبحث عنها، بعيدا عن أي تدخلات خارجية.
يشار، أن المسرح كان في فترة السبعينات الأغنى والأقوى من أي وقت آخر في مواضيعه ووضعه بحسب الترتير، وتم تأسيس فرقة بلالين وصندوق العجب، وأضاف أن الفرقة التي كان موجودة في تلك الفترة أكثر احترافا وتفرغا للعمل المسرحي.
يذكر، أن عادل الترتير "أبو العجب" ولد عام 1951 في مدينة رام الله، تعود جذوره إلى مدينة اللد المحتلة، ويعتبر أحد أهم من عمل في الحركة المسرحية الفلسطينية وخاصة ما بعد النكسة، فقام بتأسيس فرقة بلالين عام1970، برفقة مجموعة من المسرحيين، وأكمل مشواره الفني بشكل فردي، فعمل على تشكيل نهج جديد في الحركة المسرحية الفلسطينية.