السبت  23 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

هيئة عليا لمواجهة صفقة القرن ما هي آلية عملها وموقف الفصائل منها؟

2019-04-26 07:24:33 AM
  هيئة عليا لمواجهة صفقة القرن ما هي آلية عملها وموقف الفصائل منها؟
صورة تجمع بين الرئيس الأمريكي ترامب وصهره كوشنير ورئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو

 

  الحدث - إبراهيم أبوصفية 

كشف عضو المكتب السياسي لحركة حماس صلاح البردويل، يوم أول أمس الثلاثاء، أنه سيتم الدعوة لتشكيل "الهيئة العليا لمواجهة صفقة القرن " بمشاركة ممثلين من قطاع غزة والضفة الغربية والداخل المحتل والشتات إضافة لـ قوى عربية.

وجاء ذلك الإعلان  خلال ندوة بعنوان "آليات مجابهة صفقة القرن" التي نظمها المكتب الإعلامي لحكومة حماس، وبين البردويل أن الحركة تعد الآن وبشكل حثيث وعبر نقشات مكثفة بمشاركة ممثلين عن كل التواجد الفلسطيني وممثلين عن دول عربية ومن أحرارا العالم، لتشكيل الهيئة العليا لمواجهة صفقة القرن". داعيا إلى  المقاومة السلمية الشعبية في جميع مناطق التماس مع الاحتلال الإسرائيلي خاصة في قطاع غزة والضفة الغربية، ومطالبا بإلغاء اتفاق أوسلو ووقف التنسيق الأمني مع الاحتلال.


وتعد "صفقة القرن" هي خطة تعمل عليها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، لتصفية القضية الفلسطينية، عبر إجبار الفلسطينيين على تقديم تنازلات، بما فيها وضع مدينة القدس، حيث من  المُقرَّر أن تُكشف  التفاصيل عن هذه الصفقة، بداية حزيران/ يونيو المُقبل، وفقًا لما صرح صهر الرئيس الأميركي ومستشاره، جاريد كوشنر.

وأشارت بعض التقارير والتسريبات عن طبيعة الخطة الأميركية حيث تتضمن مبدأ تبادل الأراضي وضم المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة، وسيطرة أمنية "إسرائيلية" على الضفة ومناطق الأغوار الشرقية، وإعطاء أجزاء من بلدة أبو ديس وأجزاء من "القدس الشرقية" لتكون عاصمة فلسطينية.

كما أن من حيث مبدأ الرفض، ترفض السلطة الفلسطينية وقيادتها هذه الصفقة كونها تنهي حلم الدولة ولم تلبي المطالب الفلسطينية وتقضي على مبدأ حل الدولتين، وكذلك رفضت الفصائل الفلسطينية كافة الصفقة لاعتبارها انحياز أمريكي واضح لـ"إسرائيل" ومخطط لتصفية القضية الفلسطينية. إضافة إلى الموقف العربي الذي شدد عليه وزراء الخارجية العرب في الاجتماع الاستثنائي في القاهرة،لبحث تطورات القضية الفلسطينية بعد ادعاء "إسرائيل" سيادتها على أجزاء أساسية من الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة بما فيها "القدس الشرقية" والجولان السوري. حيث أكدوا على حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته على حدود الـ4 من حزيران 1967. وكذلك رفض أي صفقة بخصوص فلسطين تخالف المرجعيات الدولية.

إلا أن مبدأ الرفض غير كافي في ظل صفقة تخطط لتصفية القضية الفلسطينية، مما ظهرت الكثير من المبادرات لسبل مواجهتها، وآخيرا مقترح تشكيل "الهيئة العليا لمواجهة صفقة القرن "، فماذا يتضمن هذا الاقتراح وما هي آليات المواجهة؟ وكذلك موقف الفصائل الفلسطينية من هذا المقترح، وما هي خطة كل فصيل وتطلعاته لمواجهة الصفقة؟.


فصائل منظمة التحرير تعقب على دعوة تشكيل الهيئة..

قال عضو المجلس الثوري لحركة فتح يحيى رباح، إن حركة فتح والقيادة الفلسطينية وكافة الفصائل يواصلون بالحد الأقصى لمواجهة صفقة القرن، مؤكدا على أنها ستسقط ويسقط معها الرئيس الأمريكي، مشيرا إلى أن هناك اجتماعا للمجلس المركزي لمنظمة التحرير من أجل تنفيذ قرارات قد اتخذها سابقا كتحديد العلاقة مع " إسرائيل" وسحب الاعتراف بها.
وأوضح رباح لـ" الحدث" أن سحب الاعتراف هو جزء من مواجهة صفقة القرن ومقاومتها.

وبين، أن حركة حماس تشعر باليأس منذ سنوات، وهي تحاول يائسة مع " إسرائيل" من أجل اعطائها شيئا في القطاع، وكذلك تبعث برسائل للأمريكيين على أنها على استعداد أن تكون معهم وتعترف بصفقة القرن.
وأشار إلى أن حركة حماس قد وصلت لدرجة يأس عالية ولا تعرف ماذا ستفعل؟، لذلك دعت لتشكيل هيئة عليا لمواجهة الصفقة، لافتا إلى أن المنظمة هي المرجعية الوحيدة للشعب الفلسطيني وأن هناك لجنة تنفيذية يترأسها الرئيس محمود عباس، لماذا لا تأتي إليها، خصوصا أنها معترف بها أمام العالم.
وأكد على هذه الدعوة هي الهروب من الواقع الذي يحيط بها، وهي أخرجت نفسها من الملف الفلسطيني، والأن تريد أن تثبت من خلال دعوتها أنها موجودة.

بدورها قالت عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية، مريم أبو دقة: إن دعوة تكمن في دعوة قيادة كافة الفصائل كلها لمناقشة كيف سنواجه صفقة القرن، وأن مطلوب من القوى أن تأتي وتطرح رؤيتها.
وأكدت أبو دقة لـ" الحدث" على أن الجبهة ستشارك ولن تقاطع؛ لأن صفقة القرن تمس الكل الفلسطيني، وستذهب الجبهة وتقول رؤيتها بخصوص مواجهة الصفقة، مشيرة إلى أن إنهاء الانقسام والوحدة الوطنية هي بداية طريق المواجهة.

وأضافت، أن المطلوب هي وثيقة شرف يوقع عليها ويلزم بها كل من يتبنى رؤية مواجهة الصفقة، والسماح له بالعمل سواء بالداخل والخارج لإسقاطها، مؤكدة على أن لا جسم بديل عن منظمة التحرير ولا موازي لها، وأن المنظمة هي الجامعة للكل الفلسطيني.

وفي ذات السياق، قال نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية، قيس أبو ليلى، إن الجبهة الديمقراطية تعتقد أن لا ضرورة لتشكيل هيئة خاصة لمواجهة صفقة القرن، وأن رفض الصفقة هو إجماع وطني فلسطيني.

وأوضح ابوليلى لـ" الحدث"، أن الفلسطينيين بحاجة إلى تفاهم الكل الفلسطيني وفتح حوار وطنيا شاملا يشارك فيه الجميع لعمل خطة لإحباط هذه الصفقة. مشيرا إلى ضرورة أن يكون هناك استراتيجة عمل مشتركة وخطوات ملموسة لإنهاء الانقسام وإعادة الوحدة الوطنية في إطار منظمة التحرير، وتفعيل مؤسساتها كونها الإطار الجامع للكل الفلسطيني وقادرة على مواجهة الصفقة.
وأشار إلى أن آليات المواجهة تكمن في توحيد الصف الفلسطيني في إطار المنظمة ووضع برنامج مشترك يستند لقرارات المجلس الوطني والمركزي التي اتخذت، لتحديد العلاقة مع الاحتلال.


موقف الجهاد الإسلامي من الهيئة!

قال الناطق الإعلامي باسم حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، مصعب البريم، إن الحركة لم تبلغ بشكل رسمي ولا من أي جهة لعقد اجتماع وتشكيل هيئة عليا لمواجهة صفقة القرن،  وأن الدعوة تمت إعلاميا فقط في إطار حشد القوى و الاصطفافات الوطنية لمواجهة الصفقة.

وأكد البريم لـ" الحدث" أن حركة الجهاد مع أي خطوة وطنية سواء على الصعيد الوطني أو العمق العربي والإسلامي، يمكنها أن تتحدى سياسات أمريكا والاحتلال " الإسرائيلي" في المنطقة، وتساهم في تعزيز صمود الشعب الفلسطيني.
وبين أن حركة الجهاد دعت أكثر من مرة  للانطلاق لمواجهة التحديات والمشاريع التصفوية، وأن الآليات تكمن في استعادة الوحدة الوطنية، ودعم صمود الشعب الفلسطيني، لافتا إلى أن المطلوب من العمق العربي والاسلامي دعم المقاومة الفلسطينية، حيث أنها الضامن لتحطيم هذه المؤامرات المشبوهة.

تعقيب حركة حماس على ردود الفصائل الفلسطينية

قال القيادي في حركة حماس، يحيى موسى، إن حركة حماس لم تدعوا لانشاء تنظيمات موازية أو أجسام بديلة لمنظمة التحرير، وإنما الهدف هو توحيد الجهد الفلسطيني في مواجهة الصفقة.
وأوضح موسى لـ"الحدث"، أن الذي يهم حركة حماس توحيد الجهود الجهود في مواجهة المخطط الأمريكي، ولا يهمها الشكل الذي نواجه في المشاريع التصفوية، مشيرا إلى أن على منظمة التحرير أن تقوم بدورها تجاه مواجهة الصفقة، وأن حركة حماس ستتعاون معها ومع أي جهد لإفشال المؤامرات الدولية.
وأشار موسى، إلى أن حركة حماس لا زالت تتحدث عن أفكار وتتحاور مع القوى الوطنية حتى إنضاج رؤية ووضع استراتيجيات وسبل لمواجهة الصفقة.

محلل سياسي - التجاذب السياسي والتعارض المصلحي قد يساهم في تمرير صفقة القرن


قال الكاتب والمحلل السياسي د. حسام الدجني،  إن فرص نجاح تشكيل الهيئة تبقى نسبية؛ بسبب حالة الاستقطاب بين حركتي فتح وحماس. مشيرا إلى أن الأحزاب التي ترى بأن حركة حماس من الممكن أن تحقق شيء من خلال هذه الهيئة ستنضم، كما حصل في الهيئة العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار،  أما التيرات القريبة من حركة فتح لن تقبل الانضمام.

وأوضح الدجني لـ" الحدث"، أن المفترض أن يكون هناك جسم موحد، ويدعو الرئيس أبو مازن الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير، وأن تكون جلسة المركزي القادمة تضم كل القوى الفلسطينية، وأن تتبنى منظمة التحرير مواجهة صفقة القرن.

وأكد على أن إذا لم تتبنى المنظمة مواجهة صفقة القرن، سنكون أمام جسمين بينهم تجاذب سياسي وتعارض مصلحي، وهذا قد يساعد في تمرير صفقة القرن لا اسقاطها.