الحدث الإسرائيلي
نشرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية مقالا سياسياً للكاتب جاكي خوجي محلل الشؤون العربية والفلسطينية في إذاعة الجيش الإسرائيلي، أكد فيه الأخير إن من سيرفض خطة الرئيس الأمريكي ترامب والمعروفة إعلامية بـ "صفقة القرن" سيتلقى ضربات على رأسه، في إشارة إلى الرئيس محمود عباس.
وقال خوجي إنّه مع اقتراب إعلان خطّة السلام الأمريكيّة، التي أصبحت معروفةً إعلاميًا بـ”صفقة القرن”، فإن الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس دونالد ترامب، تتبِّع طريقةً جديدةً لإدارة عملية السلام، تقوم على أساس أنّه في حال عارض الصفقة أحد الطرفين، الفلسطينيّ أوْ الإسرائيليّ، فسيتلقّى ضرباتٍ على رأسه، ثم يتّم تدبر الأمور، على حدّ تعبيره.
وأضاف مُحلّل الشؤون العربيّة والفلسطينيّة في إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيليّ، في مقاله المنشور أمس الجمعة، أنّه وفقًا للتسريبات غير الرسميّة الخاصّة بالصفقة، فإنّها تشمل انتعاشًا اقتصاديًا بصورةٍ أساسيّةٍ قائمةٍ على تبرعاتٍ بمليارات الدولارات لترميم الاقتصاد الفلسطينيّ، وسلسلة مبادرات لتطوير التنمية في الضفة الغربية وقطاع غزة، كما أكّد، طبعًا نقلاً عن مصادره الخاصّة في تل أبيب.
وأشار الكاتب إلى أنّ صفقة القرن سوف تطلب بعض التنازلات السياسيّة الإسرائيليّة، لكنها لا تصل إلى الحدّ الذي يسعى إليه الفلسطينيون، فالقدس لن يتّم تقسيمها بين الفلسطينيين والإسرائيليين، والتجمعات الاستيطانيّة في الضفة الغربية لن يتّم إخلاؤها، وسيبقى كلّ ذلك حبرًا على ورقٍ، دون أنْ ينتقل إلى التطبيق من الناحية العمليّة، على حدّ تعبيره.
وأكد خوجي، على أنّ منظومة العلاقة بين رام الله وواشنطن كفيلة بإحباط هذه الصفقة بصورة مسبقة، ففي العاصمة الأمريكيّة ليسوا راضين عن السلطة الفلسطينية، ولا يرونها طرفًا أساسيًا في عملية السلام، ومع ذلك فهم ماضون في التحضير لإعلان صفقتهم الموعودة، ويُعبِّرون عن غضبهم من الفلسطينيين الذي يبدون رغبتهم بتعكير هذه التحركات السياسية الأمريكيّة، كما قال.
وأوضح أنّ الغضب الفلسطينيّ من الجهود السياسيّة الأمريكيّة يعود إلى جملة أسبابٍ، من بينها أنّ القدس ليست في صلب هذه الصفقة، ولأنّ البيت الأبيض جمّد المساعدات المالية للسلطة الفلسطينية في الضفّة الغربيّة المُحتلّة وقطاع غزة، ولأنّ الرئيس الأمريكيّ، دونالد ترامب، قام في أيّار (مايو) الماضي بنقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس، طبقًا لأقوال المُستشرِق الإسرائيليّ.
ولفت خوجي إلى أنّه رغم كلّ هذه الدوافع الفلسطينية، فلا زال الرئيس الأمريكيّ ترامب مُعجبًا بصفقته، وأطلق عليها وصف “صفقة القرن”، وقال ذات مرة إننّا حين اكتشفنا فجأةً أنّ القدس هي العقبة لتحقيق السلام، قررنا إزاحتها عن الطاولة، على حدّ قوله.
وأضاف أنّه منذ سنواتٍ طويلةٍ كان الأمريكيون يُناصِرون الموقف الإسرائيليّ، لكنّهم في الوقت ذاته تعاملوا مع الفلسطينيين، وأظهروا نوعًا من الوساطة بين الجانبين لاستمرار عملية السلام، أمّا في عهد ترامب فتمّ كسر كلّ الأواني، ومنذ عام ونصف ومقر المقاطعة في رام الله والبيت الأبيض في واشنطن يعيشان حالةً من القطيعة الكاملة، كما أنّ القاهرة والرياض وأبو ظبي لا تشهد تحمسًّا للمبادرة الأمريكية، على حدّ تعبير المُستشرِق الذي اعتمد على مصادره الرفيعة في تل أبيب.
وساق خوجي قائلاً في مقاله إنّه بإمكان الإسرائيليين القلقين من إمكانية وجود ضغوطٍ أمريكيّةٍ عليهم بشأن القدس ضمن “صفقة القرن” أنْ يُهدّئوا من روعهم، فواشنطن لن تفرض على تل أبيب اتفاقًا لا تريده رام الله، والفلسطينيون سوف يتهمون الأمريكيين بأنّهم عملوا مبعوثين للإسرائيليين، وتحوّلوا مع مرور الوقت إلى وسيطٍ معادٍ، كما أكّد المُستشرِق الإسرائيليّ.
وختم الكاتب مقاله بالقول: إنّ الإسرائيليين سوف يتهّمون الفلسطينيين بأنّهم دأبوا دائمًا على تضييع الفرص التاريخيّة لإحلال السلام، فرصة تتلوها فرصة، وسيُعلِن الأمريكيون أنّ رئيس السلطة الفلسطينيّة، محمود عبّاس (أبو مازن) هو عدوّ للسلام، ولن يتوصّلوا معه أبدًا إلى خطةٍ سياسيّةٍ أفضل من المعروضة حاليًا، كما قال المُستشرِق حوغي.