الحدث الفلسطيني
أكدت الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، على ضرورة استعادة الوحدة الوطنية وإعادة تفعيل منظمة التحرير والاتفاق على برنامج وطني نضالي تمهيداً للوصول إلى ميثاق شرف وطني تتوافق عليه القوى والفصائل لمواجهة صفقة القرن.
جاء ذلك خلال لقاءاً تشاورياً عقدته حركة حماس بالفصائل الفلسطينية كافة في قطاع غزة مساء اليوم السبت، تحت عنوان "متحدون في مواجهة صفقة القرن"، بهدف التشاور وبحث وجهات النظر لمواجهة الخطر الذي تواجهه القضية الفلسطينية.
و "صفقة القرن" هي خطة أمريكية إسرائيلية لإنهاء القضية الفلسطينية بشكل كامل وبدأ تنفيذها منذ إعلان ترامب "القدس عاصمة لإسرائيل"، ثم محاربة وتجفيف المصادر المالية لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، إضافة إلى اعلان الجولان السوري المحتل أرضٍ إسرائيلية، وإعطاء "إسرائيل" الضوء الأخضر لفرض سيادتها على أجزاء كبيرة من الضفة المحتلة.
هنية: مستعدون للقاء الرئيس عباس في أي مكان
رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية أبدى، استعداد حركته للقاء وطني مباشر وسريع مع أعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح برئاسة محمود عباس سواء في قطاع غزة أو في القاهرة أو أي مكان.
وأكد هنية خلال كلمة له، أن حماس لا تضع الفيتو على أي لقاء مع حركة فتح طالما يكون هدف اللقاء تكريس الوحدة وانهاء الانقسام الفلسطيني، قائلاً: "لا نريد بديلاً لمنظمة التحرير والمصالحة والوحدة مطلب عاجل
وأوضح، أن حركته ترى بأن إعادة الوحدة تتطلب تشكيل حكومة وحدة وطنية سياسية من الفصائل كافة تُحضر إلى مهمتين أولاً: "التحضير لإجراء انتخابات شاملة رئاسية تشريعية ثم نتوافق على اجراء انتخابات المجلس الوطني في موعده، ثانياً: "العمل على توحيد مؤسسات السلطة الفلسطينية في الضفة وغزة.
وشدد هنية أن اللقاء الوطني الذي يجمع الفصائل الفلسطينية كافة اليوم يحمل الكثير من المعاني والرسائل الواضحة، مشدداً على أن خطورة المرحلة تستوجب منا فتح صفة جديدة وإزالة التباينات فيما بيننا.
الجهاد الإسلامي: صفقة القرن تهدد المنطقة العربية كلها
من جهته قال عضو المكتب السياسي في حركة الجهاد الإسلامي نافذ عزام، إن "صفقة القرن" تهدد المنطقة العربية بأكملها وليست القضية الفلسطينية فقط، مشيرًا إلى أن الاحتلال بمساعدة أمريكا لن يتوقف عن محاولته الجاهدة لإنهاء القضية الفلسطينية ومحاولات إخضاعها لصفقة القرن.
وأضاف عزام في كلمته خلال اللقاء الوطني، أن مجابهة صفقة القرن لا يمكن أن يتم بجهد شريحة أو فصيل واحد، مشدًدا على أنه يجب توحيد الموقف الداخلي للحفاظ على المقدسات الاسلامية ووفاءً للشهداء والجرحى.
وتابع: "يجب السعي بقوة لتشييد موقف عربي إسلامي لمواجهة صفقة القرن"، شاكرًا الموقف المصري الرافض بتمرير جزء من أراضيها لصالح صفقة القرن، مشددًا على أن المرحلة صعبة ومن الضروري تضافر كل الجهود".
ولفت عزام، إلى أن قطاع غزة لا يمكن أن يكون كيانًا مفصلًا عن فلسطين التاريخية، مباركًا موقف السلطة الفلسطينية الرافض لـ "صفقة القرن" ورفضها المشاركة في مؤتمر وارسو الذي يهدف لحرف البوصلة عن القضية الفلسطينية مطالبًا إياها باتخاذ خطوات عملية على أرض الواقع.
على الصعيد ذاته، أكد عزام، أن "صفقة القرن" تشكل خطرًا كبيرًا على الدول العربية والإسلامية في محاولة لتفتيف العرب وتشكيل محاور جديدة وتكريس الهيمنة الأمريكية، مناشدًا الدول العربية لمساندة الفلسطينيين في مواجهة "صفقة القرن".
وأشار إلى أنه يجب على الدول العربية اتخاذ مواقف وسياسيات جديدة للتصدي لـ"صفقة القرن"، مستنكرًا هرولة بعض الدول للتطبيع مع الاحتلال بكافة أشكاله، مستدركًا: " إسرائيل لا يمكن أن تكون صديقاً لأي دولة عربية التي تحاول توظيف الجميع لخدمة مشاريعها الصهيونية".
وشدًد على أن "إسرائيل" تدرك جيدًا أنها ستظل في خطر دائم ما دامت القضية الفلسطينية حية.
الجبهة الشعبية: مواجهة صفقة القرن تحتاج لعدة خطوات
من جهته أكدت مريم أبو دقة عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطيني، أن مواجهة صفقة القرن تستوجب العمل بشكل سريع لوقف التنسيق الأمني وتشكيل حكومة وحدة وطنية وتعفيل منظمة التحرير بالشكل الذي يتناسب مع المرحلة لتكون هي بيتنا الجامع.
وقالت أبو دقة: "لا نرى ضرورة لتعدد المنابر السياسية كتشكيل منظمة تختلف عن منظمة التحرير الفلسطينية لأن الضرر سيكون أكبر من نفعها، وعلينا ان نسعى جميعاً لإعادة تفعيل المنظمة.
وأضافت: "صفقة القرن ليست جديدة وهي استكمال لوعد بلفور، ونحن كفلسطينيين بداية تنفيذ الصفقة لذلك علينا جميعاً أن نكون على قدر المسؤولية لمواجهة الصفقة من خلال انهاء الانقسام فلا مستقبل لنا في ظل استمرار الانقسام.
الجبهة الديمقراطية: يجب تغيير سياسة أوسلو
من ناحيتها قال عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية صالح ناصر: "صفقة القرن لا يمكن مواجهتها بالكلام اللفظي، وعلينا أن نتخذ خطوات عملية تبدأ بإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية، وتحفيز الحركة الجماهيرية الضاغطة لإنهاء الانقسام، واعتماد سياسة وطنية بديلة عن سياسة أوسلو التي فرضت الوضع المأساوي للشعب الفلسطيني".
وأضاف في كلمة له: "علينا إعداد خطة استراتيجية بديلة تعتمد المزج بين المقاومة الميدانية والعمل السياسي، محذراً من الاضرار بمنظمة التحرير رغم كل الملاحظات على أداء المنظمة.
وطالب ناصر على ضرورة إعادة بناء المنظمة وتطويرها وتفعيلها بحيث تشمل الكل الفلسطيني.
المصدر: وكالات