الإثنين  25 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

في رمضان.. اشتري زمناً في القدس

2019-05-09 01:51:43 PM
في رمضان.. اشتري زمناً في القدس
من أزقة البلدة القديمة في القدس (تصوير: عطا جبر)

 

الحدث- محمد غفري

اعتباراً من الأسبوع القادم، سوف تسمح سلطات الاحتلال الإسرائيلي لعشرات آلاف الفلسطينيين من الضفة الغربية بزيارة مدينة القدس المحتلة.

عرفٌ سنويٌّ، تسعى إسرائيل من خلاله لتجميل صورتها أمام العالم بحفنة من "التسهيلات" المزعومة، التي تقدم للفلسطينيين خلال شهر رمضان.

وضع تجار القدس

قبل رمضان تنام القدس باكراً، شوارع وأزقة البلدة القديمة تكاد تفتقد لحركة المواطنين النشطة، وهو ما أدى لتدهور الوضع الاقتصادي، وإغلاق مئات الفلسطينيين محالهم التجارية.

يقول الخبير الاقتصادي محمد قرش، إن مدينة القدس تعاني من الحصار، ومن إغلاق عسكري وأمني، ومن القمع والاقتحامات، ومن ملاحقة موظفي الأرنونا والضريبة، وكل هذا يؤثر على التجار، ويقود إلى تردي الوضع الاقتصادي.

أسواق القدس

ضرائب باهضة على التجار

على جانب باب العامود من الداخل، يراقب المقدسي أحمد دنديس المشهد البائس، وهو صاحب محل ملابس لا تتجاوز مساحته عشرة أمتار.

دنديس قال لـ"الحدث"، إن ما يقوم بدفعه للاحتلال على أصغر محل موجود في البلدة القديمة هو 3500 شيقل سنوياً مستحقات ضريبة الأرنونا (الخدمات)، ودفع ضريبة مبيعات بقيمة 18%، ودفع ضريبة الدخل، ودفع التأمين الوطني، ودفع مخالفات الوقوف غير القانوني للسيارات عندما يضطر لذلك بما لا يقل عن مخالفتين في الشهر بقيمة 1000 شيقل، وذلك بسبب قلة وجود مواقف للسيارات في الأحياء الفلسطينية.

علاوة على الضرائب الباهضة التي تجبيها سلطات الاحتلال من التجار، تقوم قوات الاحتلال بفرض إجراءات تعسفية ومضايقات تطال المواطنين الوافدين إلى البلدة القديمة، لإجراء تغييرات ديموغرافية بالمنطقة.

هذه الإجراءات بالفعل أدت إلى تراجع أعداد الوافدين إلى أسواق مدينة القدس التاريخية، وبطبيعة الحال تراجع أعداد المتسوقين، وزيادة الطين بلة على الوضع الاقتصادي المتردي في القدس.

في البلدة القديمة في القدس هناك أسواق تجارية أغلقت بالكامل مثل سوق الخواجات، وسوق اللحامين، وإغلاق جزء من سوق العطارين، بالإضافة إلى إغلاق العديد من المحلات التجارية عند باب السلسلة، وفي حارة الشرف، وفي شارع الواد أغلقت العديد من المحلات التجارية أيضاً.

أسواق القدس

الوضع في رمضان

أما خلال شهر رمضان، فنتعش أزقة وشوراع البلدة القديمة بالمصلين الوافدين إلى المسجد الأقصى، من أحياء مدينة القدس المحتلة، ومن مختلف مدن الضفة الغريية.

هنا يعلق قرش في حواره مع "الحدث"، أنه في رمضان ينتعش اقتصاد القدس، بسبب الحركة وتوافد الفلسطينيين إلى القدس، وهذه الأعداد تحرك الوضع الاقتصادي، وبشكل خاص خلال أيام الجمعة وعلى مدار الشهر.

لذلك يؤكد المحلل الاقتصادي محمد قرش على أهمية التسوق من تجار القدس والبلدة القديمة، حتى ينتعش وضعهم الاقتصادي.

ضمة نعنع

ولأجل تشجيع شراء السلع والمنتجات من تجار القدس والبلدة القديمة في رمضان، وما يقود ذلك إلى انعكاس إيجابي على الوضع الاقتصادي من شأنه أن يعزز من صمود المقدسيين، تنشط الحملات الشعبية التي تطالب بمقاطعة بضائع الاحتلال، والتعويض عن ذلك بالشراء من المقدسيين بغض النظر عن السعر.  

المدون رائد عليان كتب عبر صفحته على الفيسبوك تدوينة "ضمة نعنع"، والتي سرعان ما انتشرت على مختلف صفحات مواقع التواصل الاجتماعي.

يقول عليان بلهجة عامية أقرب إلى القارئ: "صار عندك فرصة في رمضان تزور القدس، وتمشي في أزقة البلده القديمة، اشتري من المحلات في القدس وما تفاصل، حتى لو السعر بزيادة شوي".

يضيف عليان "اشتري وما تفاصل، اشتري سجادة بخمسة شيكل وانت داخل على الأقصى، ولما تطلع رجعها لمن باعك اياها، ولما تروح كمان مرة اشتري كمان سجادة ورجعها".

وتابع "اشتري عصير للافطار، اشتري خبزاتك من القدس، اشتري حمص، اشتري ألعاب لأولادك من البسطات اللي على أبواب الأقصى، اشتري كعك القدس".

ويختم عليان "اشتري أي إشي، اشتري زمناً في القدس، لو حتى ضمة نعنع، يمكن ضمة النعنع تصنع زمناً في القدس".