الحدث فكر ونقد
اخترقت الأسماء المتغيرة في تاريخ مصر المعاصر أي بعد انهاء النظام الملكية، ولكن كانت هذه الأسماء متشابهة أيضاً فهي منذ بدأت بالانطلاق الى سدة الحكم او الرئاسة لمصر كانت ذات ثقافة أمنية صنعت من بعد الحرب الصهيونية مع العرب والتي سطر فيها جمال عبد الناصر بالقول ان القوات المسلحة هي الحامي وهي الأب والأم للشعب المصري ولا غيره سيغير الظلم الى العدل ولا الشتات الى الأمن وبالتالي كان لازماً عليها ان يكون الحكم عسكري بصورة مدنية كي يستمر في خدمته او امتصاصه لمصر.
اثبت التاريخ ان الجيش هو الحاكم وان الشعب قد تقبل ذلك كثقافة لا يمكن ان تزول، حتى لو كانت الازالة او المغير لهذه الثقافة هم تنظيمات متحدة تشكل غالبية الشعب المصري ولو كان انطلاقهم تاريخياً أقدم من ثقافة الضباط الأحرار، فهنا تلمع نجمة أخرى وهي الاستعمار الذي رغب بالثاني على الأول، فمصلحته أقوى وما تواتر مع ذلك من مصالح مستمرة لهم ونكبة مستمرة للشعب المصري، وللملاحظة فان الشعب المصري ابتلع هذه المصالح الكاذبة كأنها مصالحه.
بشكل أساسي ما هو دور كل من الجيش والاستعمار والشعب في عملية القضاء على حكم محمد مرسي كنظام سياسي حاكم لمصر، ومركزياً هل كانت الأدوار نابعة من رأي الشعب وحاجته الأساسية ام كانت فبركات من الجيش لإعادة حكم العسكر واقصاء النظام الإسلامي من الحكم السياسي ام ان الموضوع معاكس أي هل أفعال وترتيبات الاخوان المسلمين هي من أدت الى اشعال شرارة الاقصاء لهم، وبترتيب لاحق اتى الاستغلال للموقف من الجيش والاستعمار على تواترات مختلفة، فما يُراد الوصول اليه هو لماذا حدث الإقصاء لحكم محمد مرسي.
لكل منهم دور ولكن نظراً لكون الجيش نابع من نظام سياسي وليس الدولة على الحد الطبيعي، فانه قد افضى الى عدم القبول بغيره حتى لو كان باختيار الشعب المصري، وبالتالي ملاحقتاً لما هو موجود حالياً من تعاقدات خارجية ظهرت حقيقة تدخل الاستعمار او بمسمى آخر حالياً الدول الأجنبية، وبالتالي كان السبب الأولي هو رفض الجيش للنظام الإسلامي السياسية ورغبته في استمرار حكمه بأي طريقة كانت.
ارسم فكرة هرمية عن المؤدي للإقصاء السياسي لحكم محمد مرسي، بدأت خفياً بحاجة الدول الأجنبية عبر الجيش الذي أدلج جزء من الشعب ليس بالقليل 48.3%؛ ظهر الجيش بعد الخفاء او كما خيل للناس كأنه المنقذ وقام بالانقلاب لحماية الشعب. ولا بد من القول ان هذه العملية بدأت منذ تولي الاخوان الحكم في مصر والتي استهلت بثلاث مراحل وهي مرحلة الوصول للحكم وثم مرحلة الحكم نفسها وثم مرحلة الاقصاء.
الوصول لحقيقة الأمر من بعد التأكد ان الشك هو أساس البحث العلمي، والذي لم يكن مقنعا ولا واضحاً ان كان على حق شعبي ام لا نظراً لكثرة المراجع والمصادر عن الموضوع، فالمعرفة التي تم بها اقصاء وانهاء الحكم الخاص بمرسي على حقيقة مراسمه ان صح التعبير هي امر مخفي في وقتها وظاهرة في اوقاتنا الحالية، وبالتالي حكم محمد مرسي الذي اعتبر كحكم إسلامي معاصر لتعريف نظام الدولة العلمانية والمدنية العربية آنفاً هو معرفة واجبة في ظل تجارب الحكم الإسلامي.
مصر ذات الحدود الجغرافية البريطانية والمقتطعة من الأرض العربية والتي يجدر بالذكر انها صنعت النمط العسكري للدول العربية شكلياً وداخلياً، تعاقب عليها رؤساء معاصرين ليسوا بالكثيرين ولكن في الأغلب متشابهين من خلفيات، فمنذ تنحيها عن السيطرة العثمانية تولت امرها الملكية حتى اطيحت بثورة الضباط الأحرار في 18 حزيران 1953 التي قادها العسكري محمد نجيب والذي أصبح الرئيس من بعد ذلك والذي احيل للعزل بعد سنة لرغبته بإعادة النيابة لما كانت وقد كان مجالاً يفتح امام حزب الوفد والاخوان المسلمين للسيطرة على النظام السياسي وبالتالي كان (الضباط الأحرار او قيادة الثورة) عازليه، وتولى بعده جمال عبد الناصر العسكري حتى انتخب بعد سنتين 1956 عبر الاستفتاء الشعبي او كما قيل واستمر 18 سنة بالرئاسة أي حتى 1970، وكان أنور السادات العسكري حتى قتل في 1981 على يد حركة الجهاد الإسلامي المعارضة لاتفاق السلام كامب ديفيد، وثم صوفي أبو طالب مؤقتا حتى انتخب محمد حسني مبارك العسكري بنفس العام حتى اطيح به في2011 وقد تسلم المجلس الأعلى للقوات المسلحة إدارة شؤون البلاد، وثم اول رئيس غير عسكري بل مدني هو محمد مرسي الإسلامي الإخواني بعد سنة في انتخابات قوية كان ضده فيها 48.3% من المصريين ان صح التعبير والذي عزل في 2013 بعد مظاهرات في 30 حزيران 2013 من قبل العسكري عبد الفتاح السيسي بعد فشله في تحقيق أهدافه للشعب، وهكذا تولى عبد الفتاح السيسي الحكم بعد مدة.[1]
الجماعة هي الأفراد المتجمعين لمصلحة مشتركة وبالتالي فالحركة الإسلامية تحاول تقديم الإسلام كقائد للمجتمع والمجدد له كنظام سياسي او في المجال السياسي عامة في المجتمع ولكن ليس شرطاً ان تكون الجماعة حركة بل العكس التي يمكن تسميتها بالتنظيم من بعد ذلك[2]، يوجد في مصر مجموعة من الحركات الإسلامية؛ وهنّ جماعة الاخوان المسلمين بقيادة حسن البنا، الجماعة السلفية بقيادة محمد بن عبدالوهاب المنادين بالخلافة كما هي وليس تدريجياً، جماعة التبليغ والدعوة بقيادة إبراهيم عزت الدعوية، الجماعة الإسلامية بقيادة الطالب منهم كرم الزهدي المستعملة للقوة التي قامت بأكثر من 18 عملية في سبيلها، جماعة الجهاد الإسلامي بقيادة طلاب منهم علوي مصطفى ومحمد عبد السلام فرج الداعيين لدولة الإسلام الكبرى ومثل الجماعة الإسلامية نفذت 8 في سبيل هدفها الجهادي، وجماعة المسلمين السرية بقيادة شكري احمد مصطفى وهي تكفيرية وقد هاجرت المجتمع وتقوم بدعوتها سراَ. مع الأخذ بالاعتبار وجود جمعيات وجماعات إسلامية غير حركية كالجمعية الشرعية وجمعية الشبان المسلمين وجمعية أنصار السنة المحمدية [3].
من الجدير بالذكر ان الاخوان المسلمين متوسعين في العالم العربي، فهم في معظم الدول العربية بشكل معلن او غير معلن، ولكن الحقيقة انهم غير متصلين على خلفية ومرشد موحد وتعاليم واضحة بل هي فكرة انتشرت وتنوعت شاكلتها حسب المجتمع المعاش فيه ففي فلسطين اختلفت عن الأردن وعن تونس وعن المغرب وعن مصر مثلاً، حتى انه يوجد خلافات فيما بينهم على مستوى الدول وكذلك على المستوى الداخلي بكل دولة ففي الأردن مثلا حصل الانقسام وفي مصر على طريق الحكم، ان الاختلاف فيما بينهم يعلوه عناوين متعددة مثل عدم التوافق مع حاجات المجتمع وطريقة الحكم السياسي والتفعيل الإصلاحي او المحافظ التقليدي وعدم وجود القيادة العامة وسياسة ترحيل الأزمات بالزمن.[4]
حركة الاخوان المسلمين في مصر رتبت أولوياتها في الابتداء بالفرد وثم البيت وثم الشعب وثم الحكومة وثم الأمة العربية وثم الأمة الخارجية وثم العالم ان تكون كل هذه إسلامية، وفي دراسة سريعة تاريخية لتعاملها مع الحكم كانت علاقتها طيبة مع النظام الملكي في بدايتها وحتى انها كانت مجابهة للحركات الأخرى كوفد ولكن بعد تزايد عدد منتسبيها وضعف القصر وفساده كثيراً وحدوث حرب فلسطين جندت مع محمد نجيب والضباط الأحرار ضد القصر[5]، وبعدها وقفت مع محمد نجيب ضد جمال عبد الناصر وعند توليه رفضت الحكومة فكان العداء شديداً كالقتل حتى تولى السادات الذي سمح بالمشاركة في الحياة السياسية الدعوية للإسلام كنظام فردي وبيتي وشعبي فقط مع الإبقاء على الاعتقالات في صفوفهم حتى اتى حسني مبارك الذي كانت مراحل معايشته سلمية وثم اعتقاليه وثم سماهم بالإرهابيين، وكان المرشدين للجماعة ترتيباً للأحداث المهمة ومع رؤساء مصر من حسن البنا المؤسس الى حسن الهضيبي مع جمال الى عمر التلمساني مع السادات وآخرين الى محمد بديع مع مرسي والسيسي الآن[6].
سعى حسن البنا للتدخل العسكري في فلسطين وقد ادخل بعض من قادة الاخوان الى الجيش التطوعي في 1937 حتى بعد ذلك كانت الاجتماعات مع الضباط والاخوان كثيرة لإحداث ثورة على الاحتلال مع احتفاظ الضباط بأن استغلال الاخوان لهم للوصول للحكم وهذا ما ظل عند جمال عبد الناصر حتى بعد إدخاله في التنظيم السري العسكري الإخواني واعلانه القسم عليه، بقي الشك والخوف من الالتفاف للجماعة على السياسة ونسيان الوطنية والتحرير لفلسطين وبالتالي مختصراً حدثت الشروخ عندما حدث الانقلاب بعد اقتراحاتهم وتصرفات في امر الحكم وبالتالي آنفاً بعد خلافات ومحاولات للسيطرة على الثورة ورفضهم حل الاخوان أقصىَّ الإخوان من كل شيء واعتقل كثير منهم وحتى ان بعضهم قد قتل.[7]
بعد النظر في الوجه الجديد بعد الثورات العربية توقع تغيير الكثير ومن اهم ما قد توقع ما يهم الدول الأجنبية هو تغير العلاقات مع الاحتلال الصهيوني وتغيير العلاقات الخارجية مع ايران[8]. ان ايران دولة تفرعت في علقاتها مع روسيا والدول ذات تسمية ستان آخرها والتي خسرتها الولايات المتحدة وإسرائيل، مقابل روسيا التي يشعر العالم العربي بشكل عام بالإيجابية نحوها وايران[9]، وبالتالي كان التخوف كبيراً في الربيع العربي من صعود الاخوان المسلمين لحكم مصر كونها محركاً كإيران للمنطقة وبالتالي تبع الدول العربية من حولها لها وخسارتها مرة أخرى حيث قامت إسرائيل والدول الاوروبية بالدعوة لدعم مبارك في ما يحدث في الثورة بشكل صريح[10]، حيث كتب ان الانتخابات لوحدها لا تجلب الاستقرار لمصر من قبل أريك تراجر من معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى بل يجب الابتعاد عن تطبيقات مبارك في الحكومة والعلاقات الخارجية، وقال احيكام ديفيد من يديعوت احرونوت سوف يحدث الانقلاب العسكري لان الاخوان سرقوا ثورتهم للشعب، وبالطبع التأثير على الحكم الإسلامي السياسي في غزة المقاد من قبل الاخوانية المنطلق حماس[11] والتي حاولت مصر صنع مصالحة سياسية فيه كي تصعد فلسطين الى الأمم المتحدة كدولة متحدة ان أمكن وبالتالي قامت بضربها افريقيا عبر سد النهضة مع السودان في تلك الفترة مع ان مصر كانت نبع كبير من التغيير والتقدم على المستوى الافريقي.
من جهة أخرى عربياً وإقليميا قلت المساعدات لمصر عندما حصلت الثورة توترت العلاقات المصرية السعودية وهذا حدث بعد الثورة وذلك عداءً للإخوان المسلمين فقد كانت قبل ذلك العلاقات ممتازة بل في أفضلها[12]، وهذا عكس ما قدمته قطر لمصر عند حصول الثورة فقد امدتهم بالأموال والوعودات بالاستثمارات وكذلك الأمر مع تركيا التي دعمت حكومة مصر الجديدة معنوياً خصوصا بعد مقتل الأتراك في سفينة الحرية الذاهبة لغزة[13].
عندما وصل الاخوان للحكم السياسي في مصر كيفما وصلوا بتخبط من نواحي عديدة بعد فوز محمد مرسي في الانتخابات 30 حزيران 2012؛ فبالمفهوم الدولي حاولوا استبدال اساسيات مبارك بأساسياتهم في المؤسسات الحكومية مع انهم فشلوا في ذلك لعدم تمكنهم من دخول السلطة القضائية التي تمكنهم من الدخول للجيش وللعلم فان الأصل في الخلاف هو أمر تنافس بين الجيش والنظام السياسي في محاولة للسيطرة على خمس مراكز وهي تجنيد النخبة وصنع السياسات العامة والامساك بالأمن الداخلي والدفاع ومؤسسات القوات المسلحة[14]، كذلك كانت إشكالية ثقة فقد وعدوا بالمشاركة الكاملة ولكن كان الاقصاء هو المركزية وخصوصا بعد وعدهم بالمشاركة بمجلس الشعب بنسبة 35% فقط وعدم وفائهم بذلك في الحقيقة وكذلك العمل الخارجي مع تفرعات الاخوان سياسياً كحماس والتي ناقضت التعامل مع الدول الأجنبية كالولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية الرافضة لتوسيع الحراك الإسلامي السياسي بالإضافة لعدم وضوح التعاملات مع السودان حول المياه وكذلك الانتقال للشرعية الدستورية بدل الشرعية الثورية، اما بالمفهوم الاقتصادي كونهم ورثوا وضعاً اقتصادياً مدمراً الذي زاد بالعجز والدين الخارجي وانخفاض سعر الجنية 20%، امنياً كان انفلات واضح.[15]
سابق الانتخابات حقيقة ما كان يدور في جماعة الاخوان المسلمين عند تسلمهم السلطة؛ لم تستطع الحركة الانتقال من حكم الجماعة الى حكم الدولة، فقد انغلقت على القوى المدنية ونوقش بينهم التعلق السلفي حول الشرعية الخاصة بمرسي واعتباري الخليفة وغير ذلك من كيفية التعامل مع الأقطار الخارجية عربياً ام دولياً، دفعت الحركة الرأي السلفي وتعمدت اظهاره كي تجذب الحركات الإسلامية السلفية كالحازمون لتدعم نظامها وكذلك صراعها مع الممثل الديني الرسمي الأزهر الذي تم محاولة اقصائه ايضاً مقابل علماؤها من الاخوان، وكذلك التعامل مع المسيحيين من المرجع الديني التقليدي وليس بنظام مدني أدى لتوترات كبيرة وافصاح مجال واسع لكره الاخوان المسلمين. [16]
يجب العلم انه قد حدث 7709 اضراباً واحتجاج عمالي، 5821 تصادم ومظاهرات خلال العام الأول لحكم الاخوان[17]، وبالتالي كان الحراك الشعبي قد بدأ في الفعالية بمجرد وصول محمد مرسي الى الحكم السياسي بمصر وهذا يدل بشكل أساسي ان الرفض للحكم كان مستمر من بعد الانتخابات التي حصلت على 48.3% ضده وليس لأنه قد أخطأ تقديراً او غير ذلك، وما زاد الأمر هو الشيء الوحيد الذي التزم به الاخوان في حكمهم وهو حرية التعبير الإعلامية الذي زاد من النقد الهدام والذي انتشر بسرعة كبيرة بعد تفعيل كل المحطات المعارضة له لإسقاط حكمه ونقد وصول الاخوان للحكم والترويج لأفعالهم التي نوقشت آنفاً.
عند رصد المظاهرات وجد انها مع محمد مرسي وضد محمد مرسي بمختلف الفيديوهات الموجودة على اليوتيوب والمسجلة على القنوات الفضائية المصرية والعربية والعالمية الأجنبية، ما يقال في داخل هذه المظاهرات والحراكات مختص بأقسام عديدة ومختلفة الرأي والتفاصيل حتى فمنها عن الطريقة ومنها عن الدين ومنها عن الوقت ولكين ليس فيها نفاش عن الحاجة المفروضة ولا التسليم العام للمؤسسات المختلفة فهي رافضة للتعاون ومطالبة بإحلال الحكومة وطردها واستبدالها بالمنافس الذي خسر امام النظام الإسلامي السياسي الذي قاده محمد مرسي، أي احدى امرين. [18]
اثناء حكم محمد مرسي تم العمل على تعديل الدستور وبالطبع كانت هناك مراقبة كاملة من القضاء المصري والاعلام المصري المتابع للأحداث بعدما تم تأجيل العمل بالدستور الى الاستفتاء فيه كونه تغيير كامل وليس تعديلاً والذي تم الاتفاق عليه كذلك بعد الاستفتاء ولكن لا نغفل انه حدث بدون المناقشة على الخلافات فيه أي قبل الاستفتاء فيه[19]، فتم الإقرار به وتم الرد على ذلك من الشعب الرافضين لمخرجات بالمظاهرات وغيرها. ان عملية تحويل الدستور كانت قلقاً امريكياً كبيراً كونه بعدل على القوانين والتعديلات الدولية المقيدة لحرية اللجنة القضائية، وبالطبع فان كل هذا الأمر دفع الجيش الى الانقلاب على الحكم كونه أمر مرفوض قانونياً فهم قد عدلوا الدستور بعد انتهاء حسني مبارك على طرح إمكانية تسلم القوات المسلحة الحكم للدولة في حالة مدنية والذي نشر في 13 فبراير 2011[20].
عندما يتكلم عن الجيش المصري فانه يوصف بالدولة العميقة، والمعروف ان الدولة العميقة تكون مردود النظام السياسي للدولة نفسها آنفاً، فما حدث ان الدولة العميقة قامت بالانقلاب على نظام مبارك او الوقوف مع الحراك الشعبي المسمى بالربيع العربي في 25 يناير، ولكن لا بد من المعروفة ان هذا المخطط كان بسبب الهشاشة لكبيرة للدولة الكبيرة او الظاهرة من هذه الدولة العميقة وما يثبت ذلك ترحيل محاكمة مبارك والتخلي عن القضايا ضده بعد مجموعة سنين مبرمجة لإنهاء صورته في الساحة المصرية، او بمسمى مستقبلي الدولة المضادة في الحالة الجديدة طبعا وهي بعدما أتى النظام الإسلامي الجديد أي نظام محمد مرسي، قامت بالتخطيط للانقلاب ضده وتجرأت على رفض التعامل معه وعدم إعطائه القوى القضائية الداخلية ويحجبون المعلومات عنه وبالتالي تم تعامل الجيش بالثورة المضادة كأنهم القائدين لها او هم القائدون لها فعلاً. [21]
ترجمت الفعاليات التي كانت تحدث في مصر على انها ظهور للثورة المضادة في ظل الحكم المصري، مثل ظهور البلطجية وإطلاق ببيانات رسمية تظهر وجود ثورة مضادة والنفج بين المسلمين والأقباط وتهديد الوحدة الوطنية والانفلات الأمني المقام من الجيش والتطبيب على أفعال البلطجة انها ثورة جديدة للشعب من انه قد ثبت من داخلها انها مأدجلة ومنظمة كي يتم السيطرة عليها. [22]
قال روبرت ستلوف من معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى بوجوب قيام الجيش بالانقلاب لعدم حدوث عمل اجرامي في الشعب الثائر على سياسة مرسي، وقيل من مايكل سند من نفس المؤسسة ان حكم مرسي سوف يقوم على المس في مصالح أمريكا في المنطقة وهي الهدوء والسلام الإسرائيلي مع المنطقة ويجب على الرئيس الحالي ان يكون مدني والابتعاد عن العساكر مع الحفاظ على السيطرة عليهم، وكتب في يديعوت احرونوت كتب ألون بن كاس ان إسرائيل افضل ترابطاً مع الجيش لأنه اصله أمريكي التدريب والنشأة البريطانية وبالطبع افضل من محمد مرسي الذي ابعد العلاقات عن إسرائيل، وقال افرام سنيه لن يقوم الحكم الديمقراطي لو كان إسلامي متطرف، وبالتالي يظهر الامر ان التعامل مع الانقلاب العسكري في مصر على حكم الاخوان المسلمين والنظام الإسلامي السياسي انه ضمان استقرار داخلي واقليمي ورعاية تصرفات السيسي والحث على حكم مدني منطلق من العسكر كما كان سابقاً [23]، اما في حالة مصر والسعودية فقط عادت العلاقات طيبة جداً وربما لهذا كانت القمة الإسلامية الامريكية بقيادة مصر والسعودية في حين انها كانت علاقة متعطلة في أوقات حكم الاخوان المسلمين لمصر[24].
انفتحت العلاقات الخارجية مع مصر عند انهاء حكم محمد مرسي، فقبل الثورات العربية كانت العلاقة مع الولايات المتحدة الأمريكية قوية ولكن بعد الثورات قلت حتى عادت مرة أخرى بقوة عند الحكومات العربية بشكل عام بعكس الشعب، وفي حالة مصر فانهم رفضوا النظام الإسلامي السياسي برئاسة محمد مرسي واستقبلوا النظام اللاحق له بقيادة السيسي[25]، ولقد ثبت ان الولايات المتحدة تسير حسب مصالحها مع العلاقة مع الدول العربية وخصوصاً بالنسبة لموقفها من الثورات العربية المعروفة بالربيع العربي في آنها وفي نهايتها ومرحلة ما بعدها كذلك[26].
بعد الاقصاء للإخوان المسلمين من الحكم استمرت أفكارهم السلفية في التقدم واختصت بشكل ما على التوجه الجهادي وذلك لإعادة الأمل مرة أخرى في الإمساك بالحكم فقد اعتمدوا على نظرية المؤامرة ووجوب إقامة الجهاد النهائي ضد هذا النظام لأنه لم يقبل التدرج المدني [27]، ولكنما ابقى عليهم هو الرغبة في العودة الى الحكم والتعليم من ما قد كان في السابق، بالإضافة اعتمدوا على العمل لتحسين منظورهم عبر الخطاب الأيديولوجي والسياسي كونه محافظ وذلك لإرضاء او حل إشكالية التأييد الاجتماعي غير السلفي[28]، اما الحكومة السياسية الجديدة فإنها تعامل الاخوان كإرهابيين وحتى ان ترامب يعتزم على دعوتهم بالإرهاب كمنظمة[29]، ولكن مستقبل الاخوان المسلمين ما بعد هذه المرحلة يحتمل الكثير من الاحتمالات ولكن المعروف انه لن يكون كالسابق.
قامت الدولة العميقة بالانقلاب على نظام مبارك، وهذا امر ليس بالمنطق كون النظام الموجود بنفس ملحقات الدولة العميقة او ما يمثله الجيش في مصر، ولكن ظهر مع الوقت بعد تقليص المحاكمات وثم الاخلاء عن مبارك بشروط ظاهرة سبب قيامهم بهذا الأمر والذي لم يتم القيام به[30]، بعدما تم الانقلاب على النظام الإسلامي لمحمد مرسي الذي يتعرض اليوم الى المحاكمة بسببه والذي يتم طرح اسمه للإعدام في بعض المرات ثبت ان العملية التي تمت هي بالفعل انقلاب مضاد للثورة وكان الجيش هو المحرك الشامل لهذا الموضوع، وقد خرج الجيش معلناً لذلك في بيانه الكامل لأسباب الانقلاب والذي تشابه عن الفعاليات التي اطلق عليها بأنها بتخطيط من الجيش او الدولة المضادة او الثورة المضادة في هذه الفترة، وبالطبع كانت الحجة هي الشعب والخلافات الوطنية والاتهامات للإخوان المسلمين ومساعدة الحركات الإسلامية الاخوانية في العالم وغيرها مما تم ذكره سابقا[31]، وان المخطط قد ظهر على حقيقته في هذه الأيام من حاجة لفرض نظام سياسي مدني معسكر بقيادة عسكرية أولية ومدنية محولة ثانياً[32].
في مقابل التعديلات الدستورية التي حصلت في عهد محمد مرسي والتي كانت في محض كبير من التغطية على الأحداث والتي حاول الاخوان تداركها بنهم، كان التعديل الدستوري الأكبر هو تعديل عبد الفتاح السيسي حالياً والذي لم يحدث كما حدث أي انقلاب او تحرك الدولة العميقة لحل الإشكالية في التعديلات القانونية ولكن بالعكس تم دعم الأمر من العسكر[33].
تدخلت الدول الأجنبية في عدة مجالات قبيل اسقاط نظام محمد مرسي؛ تصريحات كثيرة وإظهار ترتيبات عديدة لصنع ثورة مضادة سريعة على حكومة محمد مرسي وذلك للرغبة الكبيرة في إنجاح مصالحهم والتي تتمركز في القوة الاقتصادية التي هددها مرسي واوقفها في أحيان أخرى، ثم قانونياً حيث انه قدم مصلحة نظامه الحاكم على القوانين الملتزم فيها فما كان لهم الا توقع الرفض لكثير من القوانين مستقبلاً لأجل مصلحة مصر فوق مصالحهم، بالإضافة الى خوفهم من المنطقة اقليمياً وان تتبع مصر امتدادها الإسلامي المتمثل في جماعاتها المنتشرة في الوطن العربي وفي ايران وتركيا والتي على نفس الظهير تكره الاحتلال الصهيوني وتريد الإطاحة بها بعد إقامة دولتها اسرائيل وهذا ما لا يريدونه كدول اجنبية ترغب بالحفاظ على مصالحها المتمثلة بدولة الاحتلال الصهيوني، ان كل هذا قد ظهر بعدما سقط النظام بأنهم أعادوا كل العلاقات مع مصر ولكن بالرغم من ذلك لم تستفد مصر من دعمهم بل غاصت أكثر وأكثر وتوجت على رأس الدول العربية التابعة للدول الأجنبية في هذه الأوقات.
في نهاية الأمر الرغبات والتمنيات لا يمكن عدها كأنها سبب في الإطاحة بالنظام السياسي الإسلامي، ولكن ما تم عده هو مواقفها الظاهر اما مظاهرها الخفية فإنها بالتأكيد كانت داعمة للثورة المضادة ضد النظام السياسي الإسلامي في مصر وقد أثبت ذلك، فيمكن ان أقول ان التدخل كان غير مباشر.
اما بالنسبة للشعب فانه في البداية ينقصم الى قسمين ان صح التعبير، من الشعب المصري 48.3% ممن انتخبوا ضد الحكم الإسلامي، وبالتالي كان السبب الأول لهم لمحاولة اسقاط النظام والذي لم ينتظروا فيه يوماً، فكانت المظاهرات منذ اليوم الأول من فشلهم في الحصول على ترأيس مرشحهم المقابل لمحمد مرسي.
ولكن ما قد تغير في هذه الإحصائية، هو اما ان عدد المؤيدين لمحمد مرسي قد قلوا او ان الرافضين له قد زادوا بنفس الوتيرة، مع الأخذ بالاعتبار الطرق الاحتجاجية التي قاموا بها وهي على شكل البلطجة والتخريب والتدمير والحرق وغيره من زعزعة الأمن؛ في الغالب ان الزيادة لعدد الرافضين لمحمد مرسي هي السيناريو الذي حدث، وهذا بسبب الفشل للنظام السياسي في احتواء الشعب وعدم اظهار السلبيات بسرعة كبيرة، فان الاخوان المسلمين لم ينجحوا في الفصل ما بين كونهم تنظيماً وبين كونهم نظام سياسي مدني للدولة وكذلك فشلوا في صنع التحالفات الخارجية وكذلك وضع دستور جديد وليس العمل على التعديل شيئاً فشيئاً أدى لانفجار سريع من الثورة المضادة، ولو أردت أن اضع سبباً لذلك لقلت انه بسبب الضغط الكبير من الدول الرافضة للتنظيمات السياسية في المنطقة العربية أولا والعالمية ثانيا ولكن التدارك للأمر لم يكن ممكناً لشدة وقعه ولان الجيش كان ضدهم أي ان الإشكالية خارجية وداخلية عليهم.
الانطلاق الكبير والنهائي الذي أدى للإقصاء هو الجيش؛ ظهر بأن له أطماع كبرة في السيطرة على البلاد حيث انه لم يسلم أي من القوات المسلحة ولا القوات الأمنية للنظام السياسي ولم يتابع معها شيئاً بل بالإضافة قام بتغيير الدستور قبل إعطائه للنظام الجديد بحيث جعل مشاركته السياسية أمراً قانونياً في حال تطلب ذلك وبالتالي كان القرار سريعاً وتدخل وقام بالانقلاب وإعادة الأمور على ما كانت، وحرص على عدم الوقوع بنفس الإشكالية السابقة حيث حاصر جماعة الاخوان المسلمين واعتقل وقتل الكثير منهم وعرضهم كمنظمة إرهابية ومنعهم من المشاركة في الانتخابات حتى لا يصنعوا ثورة جديدة، وما يثبت ذلك ان اليوم يحدث مثلما حدث سابقاً ومن رئيس مدني معتبر جديد وهو عبدالفتاح السيسي ولكن لم يحاسبه ولم يقف ضده مع ان الاجرام كان في علوه والحرية الإعلامية توقفت والملاحقات لكل مؤيد وليس منتمي للإخوان او ضد نظامه وغيره الكثير.
أثبت ان ما قد افترضته كان هو الأقرب الى السيناريو بأن الجيش هو المحرك الأول للثورة المضادة والذي قد أبدع في تحريك الشعب المعارض للإخوان المسلمين وسياستهم، وثم اتى الدعم له من الدول الأجنبية عبر قطعهم للعلاقات وإعادة فتحها بعدما حصل الجيش على البلد مرة أخرى. ولكن ما اريد اضافته هو ان الاخوان المسلمين نعم تعرضوا لمؤامرة وخلع لحكمهم قبل تطبيقه بالشكل المعروف مدنياً ولكنهم قد فشلوا في استقطاب الشعب وفشلوا في تعريف طرق التعامل الداخلي والخارجي وبالتالي كان الانقلاب عليهم أمراً طبيعياً وعادياً امام الشعب المصري بشكل عام وحتى امام العالم والصورة العالمية لم تعطهم الكثير من الاهتمام لأنهم لم يقدروا على مجابهة الإشكاليات التي تراكمت عليهم.
المصادر والمراجع:
[1] - جريدة الحياة. من هم الرؤساء الذين تعاقبوا على حكم مصر. جريدة الكترونية. (مقال الكتروني: http://www.alhayat.com). 2014.
[2] - سليم، محمد. الحركات الاسلامية المعاصرة في مصر وموقفها من الديمقراطية الغربية. رسائل جامعية. (السودان: رسالة ماجستير؛ جامعة ام درمان الإسلامية). 2013. ص3-12.
[3] - مرجع سابق. الحركات الاسلامية المعاصرة في مصر وموقفها من الديمقراطية الغربية. 2013. ص.77-123.
[4] - العناني، خليل. دلالات الصراع داخل جماعة "الاخوان المسلمين". مجلة نوافذ. (السعودية: ع.43.44). 2010. ص143-146.
[5] - جابر، شاكر. سياسة الملك فاروق تجاه الاخوان المسلمين 1937-1952. مجلة آداب ذي قار. (العراق: مج.3، ع.9). 2013. ص218-226.
[6] - مرجع سابق. الحركات الاسلامية المعاصرة في مصر وموقفها من الديمقراطية الغربية. 2013. ص78-94.
[7] - علي، بهاء. عبد الناصر وجماعة الاخوان: قراءة في مذكرات خالد محي الدين. مجلة أدب ونقد. (مصر: ع.376). 2018. ص94-103.
[8] - راشد، سامح. شرق أوسط جديد قديم.. الخريطة الإقليمية في عصر الثورات. مجلة الشؤون العربية. (مصر: ع146). 2011. ص47.
[9] - المصري، محمد. اتجاهات الرأي العام العربي حول روسيا. مجلة سياسات عربية. (قطر: م14). 2015. ص115-122.
[10] - صديق، وليد. الأزمات الناتجة عن تغير الدور المصري عقب 25يناير وأثره على العلاقات الخارجية. المؤتمر السادس عشر (مصر: م.1). 2011. ص581-594.
[11] - شومان، توفيق. عزل الاخوان المسلمين في مصر: تساؤلات وانعكاسات. مركز الدراسات الاستراتيجية. (الأردن: ع.145). 2013. ص117-122.
[12] - جبريل، أمجد. الثورات العربية والعلاقات العربية البينية: الخلاف المصري- السعودي نموذجاً. مجلة الشؤون العربية. (مصر: ع150). 2012. ص184-198.
[13] - مرجع سابق. الأزمات الناتجة عن تغير الدور المصري عقب 25يناير وأثره على العلاقات الخارجية. 2011. ص581-594.
[14] - عبد ربه، احمد. العلاقات المدنية- العسكرية في مصر: محدداتها ومستقبلها. المؤتمر السنوي الأول- إدارة مستقبل مصر: رؤى لقضايا سياسية واقتصادية. (مصر: جامعة القاهرة، المؤتمر الأول). 2012. ص79-88.
[15] - شومان، محمد. صعود وانهيار حكم الاخوان المسلمين في مصر. مجلة الدراسات الفلسطينية. (فلسطين: ع.96). 2013. ص14-20.
[16] - شلاطة، احمد. الإسلاميون في السلطة: تجربة الاخوان المسلمين في مصر. مركز دراسات الوحدة العربية. (لبنان: مج.40، ع462). 2017. ص34-47.
[17] - مرجع سابق. صعود وانهيار حكم الاخوان المسلمين في مصر. 2013. ص18.
[18] - موقع اليوتيوب. مواضيع: الاحتجاجات كاملة ضد محمد مرسي او الاخوان او النظام الإسلامي السياسي. https://www.youtube.com.
[19] - عبد المجيد، وحيد. أزمة دستور 2012: توثيق وتحليل: شهادة من داخل الجمعية التأسيسية" الجزء الثاني. (مصر: مح.13، ع.52). 2013. ص.188-189.
[20] - بدر، اسراء. أثر الثورة على الدستور- مصر نموذجاً. حولية المنتدى. (العراق: مج.6، ع14). 2013. ص357-376.
[21] - قناة الجزيرة. ما مؤسسات الثورة المضادة في مصر. اون لاين: https://www.youtube.com . 2016
[22] - قناة الجزيرة. مصر الثورة- الثورة المضادة. اون لاين: https://www.youtube.com . 2011
[23] - مرجع سابق. عزل الاخوان المسلمين في مصر: تساؤلات وانعكاسات. 2013. ص117-122.
[24] - مرجع سابق. الثورات العربية والعلاقات العربية البينية: الخلاف المصري- السعودي نموذجاً. 2012. ص184-198.
[25] - المصري، محمد. اتجاهات الرأي العام العربي نحو الولايات المتحدة الأمريكية. مجلة سياسات عربية. (قطر: ع12). 2015. ص129-140.
[26] - الطائي، سناء. موقف الولايات المتحدة الأمريكية من الثورات العربية. مجلة دراسات إقليمية. (العراق: مج.9، ع.27). 2012. ص305-328.
[27] - مرجع سابق. الإسلاميون في السلطة: تجربة الاخوان المسلمين في مصر. 2017. ص34-47.
[28] - العناتي، خليل. جماعة الاخوان المسلمين في مرحلة ما بعد مرسي. مجلة السياسات العربية. (قطر: ع.4). 2013. ص17-23.
[29] - قناة الجزيرة. رد تركي على عزم واشنطون تصنيف "الاخوان" منظمة إرهابية. اون لاين: https://www.aljazeera.net. 2019.
[30] - فرنس 24. تبرئة مبارك.. مهزلة القرن. مقال اون لاين: https://www.france24.com. 2017.
[31] - بي بي سي. بيان الجيش المصري بعزل الرئيس محمد مرسي. اون لاين: https://www.youtube.com. 2013.
[32] - فرنس 24. مصر/ الأهرام: المجلس العسكري يوافق على استقالة السيسي وترشحه رئيسا. اون لاين: https://www.youtube.com. 2014.
[33] - حسن، عبد البصير. التعديلات الدستورية في مصر بين حملات تأييد مكثفة وشكوى المعارضة من التضييق. بي بي سي. (مصر: مقال الكتروني: http://www.bbc.com). 2019.