قلبك الذي يملك ولا أملك، موطن رأسي الذي ما فتأت أبحثُ عنه / فيه عن إنتماء، لأقول ولدتُ من رحم قلب. سأقول: خرجتُ من زبد أصابعها بعد أن لقحّتها الحروف فأخصبت، وأجأها المخاض " أنا "، وضيعتّني. تركتني هناك طفلاً عند شجرة الميلاد وأسقطتني.
أتحسس صورتي في المرآة فأجدني ناقصاً كوناً، فكيف مرآتك الآن!
يا غريبة،،
ليس كمثلك شيء، بعدك شيء، حين أطلُ من وادي غربتي السحيق أراكِ، ممعنةً في الجمال، شاهقة الامتناع وأنا المطّل عليكِ من علياء منفاي ولا أصل.
يا غريبة،، كل يومٍ أرسم فيه وجهك على الجدار المقابل لحلمي وحين يُعيّ الحلم الوصول ألتفت لأراك هناك، وحيدة وغريبة كظلي الساقط عليكِ!
هل أخبرتكُ كيف كان اقترابي من الشيك الذي يفصلنا، كيف أتخيّر أولى ساعات النهار حيث ظلي أبعد ما يكون وأقترب، أقتربُ حد انصهاري بالشيك، حد انصهاري بكِ ليسقط عليّ ظلك وأحتمي داخل تداخلنا الحميم!
يا غريبة،،
تعالي نتفق الآن، أريدكُ " أّذناً " لقلبي، وجسر عبورٍ لهذا العالم " المنكود"، مشكاتي ونور " حقيقتي" حتى أقول: ليس كمثلكِ شيء، بعدكِ شيء، هيكلي الذي أقمتُ وأعلّق روحي على باب عينيك فاحفظيني.
أنا الغر الذي " بذل " حياته " للشارع / للناس " وكنتُ معكِ أصعدُ إلى علييّن. أقول: هؤلاء الذين " أسكنتهم " عظامي يستحقون الحب والخبز والضوء. كانت أحلامي بسيطة، أعرضها أن اسمع صوت تكسّر " قلبي " حين تتناثر ضحكتك فأثمل، أن آخذك إلى حيث " قمتنا العالية " وتمتد البلاد تحت ظل عيوننا وتنام ملء جفوننا.
يا غريبة،،
كيف صار الليل منفى، وافترستنا البلاد!!
يا غريبة،،
قد جئتُكِ سعياً على القدمين لأطوف حولك، أنا العاشق الذي طُعنتُ من الخلف حين اخترتِ منفاه ليكون قبره، ليصير قبرك. لم يمكث بي هواكِ، خالطه إثم الآخريات وما وقر في الروح من " ماءٍ" أجنبي. لم أكُ مخلصاً ليكون لي حبك " خالصاً ".
أتعرفين شهوة أن أكون " لغيرك "! شهوة " الإشراك " / النفي / بؤس إبليس / الضد / الإثنينة / إغراء " غيرك"!.
يا غريبة،،
لم أحتل على الحب، غير أنه احتلني واحتلك، أنت فردوسي الذي عانقتُ " برهةً " وطردتُ حين همستِ:
- أسجدْ لغيرك!
يا غريبة،،
أنا لعنة الشيطان حين ألبستُ هواكِ غيرك
يا غريبة،،
هل أخبرتك أنني أخفيكِ تحت طيات جلدي ولحمي حتى صرتِ عظامي التي أكسو، هيكلي الذي يساندني بوقوف وأخشى زحف التراب عليّ حتى لاأورث عظامك رمادي وتظلين شامخةً فيّ!
يا غريبة، حلمتُ أني آتيكِ صباحاً، بفنجانين من قهوةٍ فتفوح أردانك برائحة الهيل والشمس، على شباك غربتنا القديم، هناك حين كنتِ عصية الفقد، وكنتُ عاشقاً كذكر حمامٍ يتبختر في موسم حب.
يا غريبة،،،
ضعي ركوتنا على النار، وسآجيء
وكان أن رأي ظلها في المرايا، حيثما تسير سال الضوء، وكان يلملم ما تناثر:
صيّرتني في الوجدِ
صوفيٌّ
يبحث في معناك
عن معناه
وكأنني ذرة الماء
إذ جاءت اقتباساتٌ
وكأني لظلك
المرآه