ردَّ ليَ القميصَ حتى أرى
ما عادَ يغشى العينَ نورُ العابرينَ
وانطفأ السراجُ
هي الحقيقةُ نسردُها
ولا مصدقَ إذْ كثرَ الهُراءُ
واللغطُ زوبعةُ الرياحِ العاتياتِ
تشبُّ النارُ في هشيمِ فرقتِنا
تدقُ الطبولُ
على مشارفِ الآتي وقد أضبّ
لستُ عرافةً
ولا أدَّعي الغيبَ
كلٌّ ذاهلٌ إلا عن نفسهِ
هي الأنا الطاغيةُ
انعتوني بما شئتم
واسقطوا عليَّ
ما استعصى على الإداركِ
انا التي حملت
وزرَ الخطايا المعلناتِ
وما توارى
وما توالى
وما ستنجبُهُ السبايا
من الأفكارِ المدّنساتِ
خذوا عني مناسكَكُم
واستبيحوا ما أُحِلّ
وما أُجِلّ
وما لغيري قد أهلّ
وسيحوا بكل أرضٍ
لكل أرضٍ
على كل أرضٍ
أقيمو الصلاة لرب اصلبوه
تحللوا مني كما تفعلون الآن
واشربوا نخبَ
من أثخنوا فيّ الجراحَ
قد صبأتُم
من قبلُ ومن بعدُ
ولا جناحَ ما دمتم ما استحييتم
تلك الأيامُ تداولها الطبيعةُ
الماءُ ماءٌ
والترابُ ترابٌ
أنتم طينيَ المجبولُ
وأنا .. أنا الباقيةْ.