واحد وسبعون عاماً مرت ثقيلة على نكبة شعبنا الفلسطيني على أيدي العصابات الصهيونية وإنشاء كيان عنصري استيطاني إحلالي على أرض فلسطين وطن الشعب الفلسطيني التاريخي والطبيعي والقانوني.
احتلت العصابات الصهيونية فلسطين عام 1948، ودمرت دفعة واحدة نحو 450 قرية ومدينة وشردت أهلها في أربعة أركان الأرض بتواطؤ دولي قل نظيره في التاريخ الحديث، وما يزال شعب فلسطين يعاني من آثاره حتى اليوم حاملاً صليب نكبته بانتظار قيامته واستعادة حقوقه في أرض وطنه وبيته ومزارعه وبناء دولته المستقلة ليعيش فيها بكرامة وعزة أسوة بغيره من شعوب الأرض.
ما يجب التأكيد عليه في هذه المناسبة الأليمة، هو أن شعب فلسطين اليوم يبلغ تعداده أكثر من 13 مليون إنسان نصفهم تقريباً يعيش على أرض فلسطين التاريخية ويتعرض لأبشع أنواع التمييز العنصري، ولم تتوقف دولة الاحتلال منذ النكبة وحتى اليوم عن التنكيل بشعب فلسطين من قتل واعتقال وسرقة أرض وتهويد وتقطيع أوصال الجزء المتاح من الأرض الفلسطينية التي كان يؤمل أن تقام فوقها دولة فلسطين مستقلة عاصمتها القدس، وفق ما يسمى حل الدولتين المجحف بالحق الفلسطيني التاريخي في فلسطين ومع ذلك ترفض دولة الاحتلال وقياداتها المتطرفة أي تسوية تعترف بجزء من حقوق الشعب الفلسطيني.
الأمر الآخر الذي يجب التذكير به أيضاً، أن الشعب الفلسطيني في الشتات ويمثل نصف الشعب الفلسطيني، يتوق إلى العودة إلى وطنه والعيش في ظل دولة فلسطين مستقلة، رافضاً كل أشكال التوطين والوطن البديل.
والأمر الثالث الذي نذكر به أن لشخصيته الوطنية للشعب الفلسطيني تتعزز في ذاكرة الفلسطيني في مواجهة حملة الإلغاء والقوانين العنصرية التي تنتهجها دولة الاحتلال.
والأمر الرابع الذي يجب التذكير به، أن الشعب الفلسطيني وقيادته الذي يتعرض اليوم إلى مؤامرات صفقة القرن التي يروج لها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وهي عن بنات أفكار مستشارية الصهاينة ومرجعيتهم بنيامين نتنياهو أن الشعب الفلسطيني وقيادته هم من سيفشلون هذه المؤامرات التي يقال إنها تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية.
إن شعبنا يناضل منذ نحو قرن، من أجل حقوقه الوطنية لا يمكن إلغاؤها أو تجاوزها مهما تكالبت عليه قوى العنصرية والتطرف والاستعمار، ولا بد لهذا الشعب أن ينتصر ويصل إلى حقوقه الوطنية.
و الأمر الخامس الذي يجب أن نذكر به، أن نكبة شعب فلسطين ارتكبها وما زال يكمل فصول هذه النكبة شعب تعرض للإبادة والمحرقة على أيدي النازي الغربي وهو يبرر استيطانه لفلسطين وإنشاء كيانه العنصري وطرد شعب فلسطين من مدنه وقراه ومصادرة أرضه "بحقوق توراتية" لا تستند إلى منطق ولا إلى عقل وهو على قناعة في قرارة نفسه أنه مغتصب للحق الفلسطيني ومجحف بحقوق شعب فلسطين ويسلك سياسة عنصرية ضد أصحاب الأرض والوطن، وكأنه يتخلى عن كل قيمة إنسانية.
لقد بات العالم يدرك الظلم التاريخي الذي لحق بشعب فلسطين وهو يساند نضال هذا الشعب، ولا يمر شهر أو عام إلا وتصدر قرارات عن الشرعية الدولية تؤكد حقوق الشعب الفلسطيني الثابتة وغير القابلة للتصرف وترفض الاستيطان والاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية.
إن صمود شعبنا وتجذره في أرضه كفيل بإفشال كل المؤامرات التي تحاول إدانة الاحتلال وذيول نكبة فلسطين.