لم يُعرف عن نبيل عمرو أنه كاتب رواية تقليدية، إلا أنه في الكتب التي أصدرها، ذهب إلى الأسلوب الروائي في سرد الوقائع السياسية التي عاشها، فهو كما قال في لقاءات صحفية عديدة أجريت معه "لا أعرف الكتابة إلا عن أمور عشتها وكلها لا تحتمل الإسقاط والتخيل".
أصدرت دار الشروق للنشر والتوزيع مؤخرا، رواية سياسية لعمرو بعنوان "وزير إعلام الحرب"، عالج فيها المؤلف صدى حرب السادس من حزيران عام 1967، من خلال سلوك الناس وانفعالاتهم في قرية بطل الرواية التي هي رمز لكل القرى والمدن العربية واسمها "كفر عرب".
ما هي خلفيات الرواية ومن هو وزير إعلام الحرب؟ هل هو أنت!
أبدا ليس أنا، حين وقعت حرب حزيران 67 لم أكن في السن الذي يسمح لي بتقلد وزارة، كان عمري آنذاك أقل من عشرين سنة، وكنت طالبا في جامعة دمشق، أما أثناء الحرب فقد كنت في بلدتي دورا.
إذا من هو وزير إعلام الحرب؟
أفضّل أن يتعرف عليه القارئ من خلال الرواية.
لماذا كتبت عن حرب وقعت قبل أكثر من خمسين سنة؟
نحن بحاجة أحيانا وربما غالبا إلى قراءة أحداث مهمة وقعت في الماضي، ذلك بعد أن تنضج في وعينا ونتخلص من تأثير اللحظة الذي لا يكون موضوعيا بل انفعاليا، غير أن المحفز المباشر لكتابتي لهذه الرواية؛ كان الربيع العربي وما اكتشفته من صلة بين تلك الحرب وهذا الربيع، من حيث المقدمات والخلاصات.
هل لجأت إلى مصادر غير الذاكرة للكتابة حول هذا الحدث؟
سأحكي لك قصة شيقة حول تحضيراتي للكتابة النهائية، لقد تحاورت مع من بقي على قيد الحياة من الجيل الذي عاش أيام الحرب، فتطابقت ذكرياتنا، وبدا لي أن هذا الجيل يتمتع بذاكرة صافية ومتينة لم تسقط منها أي واقعة، كذلك استحضرت جميع الأغنيات التي سبقت الحرب ورافقتها خلال وقوعها واستمعت إليها وأنا مغمض العينين، فنقلتني بشكل سحري إلى تلك الأيام، وحين شرعت في الكتابة بدا لي أنني أعيش فترة الرابع من حزيران، وأكتب ما أرى وليس ما أتذكر.
حكاية صديق جمال عبد الناصر هل هي حقيقية أم متخيلة؟
حقيقية مائة بالمائة، وفي سياق علاقة عشاق عبد الناصر بقائد الحرب، رصدت دور الراديو والخطب والأغاني في تعميق العلاقة حد الولاء الأعمى.
هل في جعبتك ما يعد برواية أخرى أو روايات؟
لقد ندمت على أنني لم أغادر مستنقع السياسة إلى بحيرة الثقافة، وسأواصل فيما بقي لي من عمر، وأنا ابن السبعين، كتابة الرواية السياسية الواقعية وغير المتخيلة، فذاكرتي تختزن الكثير من الوقائع التي تستحق أن تكتب، فمنذ دخولي مجال العمل السياسي وكان ذلك في أوائل الستينات من القرن الماضي وحتى يومنا هذا وأنا أسبح في بحر السياسة وأنتمي لمعتنقي الواقعية والبراغماتية في التحليل والسلوك، سأحاول تسجيل بعض من التاريخ الفلسطيني بلغتي وأسلوبي وتحليلي الخاص للأحداث.