الحدث.
عشيّة البارحة
أقبل الرجال إلى أبي لطلب يدي
سلّم عليهم واحداً واحداً
وحينما سألوا
أين الفتاة ؟
نفخت الريح بطن الستارة.
***
يهرب الإلهام مني
ويأتي فتى أحلامي على صهوة الشعر
قاصداً ابتزاز أفكاري.
ثم يهربان معا
الكتابة والفتى الذي أحب.
سيقتلهما أبي حالما ينتهي العرس
حتى لا يجلبا لنا العار .
***
من سيّدك ؟
سيّدي إمام جليل
يحفظ الكتاب المقدس
يرتدي بُردته
ويدخل بيوت النساء
صوته عذب كماء ينساب
تحت قدمي واعظة قالت:
كرري وراء شيخك يا ابنتي..
إني زوجتك نفسي
مرارا..
إني زوجتك نفسي
من شيخك ؟
شيخي شيخ جليل علمّني الشعر!
***
في دفة الرف الأخير
سلة تملؤها دعوات الأفراح.
وفي الليل يسهر الرجال في الخارج
فتخرج كريماتهم
من الكرتون.
تحلق الكريمات حول سريري
ويتراقصَن طوال الليل.
حتى يشق الضوء نافذتي
فيدعونني بإصرار كي احضر أعراسهن
ثم يهربن نحو الرف.
***
فجأة وجدتني أماً
تسهر على حمّى الأطفال
تشتري الخضار من سوق الجملة
تمرغ جسدها بزيت الخروع
وتوزع الحلوى كلما جفت سُرّة إحداهن.
أخواتي فأل شر علي .
أمي أم البنات
وأنا أم البنات
وهَمي لن يتوقف حتى الموت.
***
صباحا
سريعا أُبدل صورة "الواتس اب"
أتخلص من الأم والطفلة النائمة في اللوحة الشهيرة
حتى لا يغتنم الأصدقاء الفرصة
ويدققون في خطوط السنوات حول عينيها في الصورة.
ثم أقول في الحالة :
كنت أحلم حلما سيئا حتى مسحت على رأسي يد فتاي " "
***
وقبل أن تذهب مناماتي
وتلحقها طلقات النار
صباح الأحد.
أصيح بالعاملة التي تأتي مرتين بالأسبوع
قبل أن أطردها.
أغلقي النافذة وأيقظي أبي.