الحدث- محمد غفري
في الوقت الذي انشغل فيه آلاف المصلين بأداء صلاة القيام في المسجد الأقصى المبارك، بعد تناولهم وجبة الإفطار؛ كانت هناك أنامل صغيرة انشغلت تسهر لتنظيف ساحات المسجد، لأنه بكل براءة القول "الأقصى لنا".
الطفل إبراهيم عباسي (14 عاماً) يحضر يومياً إلى المسجد الأقصى مشياً على الأقدام من حي راس العامود جنوب المسجد الأقصى في القدس المحتلة.
خلال أداء المصلين لصلاة "التراويح"، يتنقل إبراهيم بخفية وهدوء في ساحات المسجد الأقصى وبين أروقته ومصلياته، يصعد هذا الدرج، ويمر من تحت هذه البائكة، للعمل على تنظيف المسجد من بقايا الطعام والشراب.
يقول الطفل إبراهيم "أقوم بتنظيف الأوساخ والقناني، أجمعها داخل هذا الكيس، ومن ثم أرميها داخل حاويات القمامة".
وبالإجابة على سؤال مراسل "الحدث" حول الهدف من هذا العمل، رد إبراهيم أن "النظافة من الإيمان، ولأن المسجد الأقصى إلنا، وأنا أحب تنظيف الأقصى".
فقد إبراهيم والده قبل خمس سنوات، إلا أنه تربى مع والدته وبين إخوته التسعة على حب المسجد الأقصى وخدمته.
ما يقوم به إبراهيم شكل دافعا لبقية أصدقائه للعمل على تنظيف وخدمة المسجد الأقصى.
لا توجد معهم إي أدوات للتنظيف، وإنما فقط أكياس بلاستيكية سوداء يشتريها إبراهيم على حسابه من البقالة.
إبراهيم ابن القدس لا يعرف عن ورشة المنامة الاقتصادية التي دعت إليها الإدارة الأمريكية الشهر القادم وتعرف بمؤتمر "السلام من أجل الازدهار"، ولا يعرف عن "صفقة القرن"، أو ما يحضر في مطبخ السياسيين لتصفية القضية الفلسطينية وعلى رأسها ضم مدينة القدس المحتلة إلى دولة الاحتلال.
رداً على كل هذا يقول إبراهيم بالمختصر "أنا بفدي الأقصى بروحي".