الحدث - أحمد أبو ليلى
على الرغم من مواقف السلطة الفلسطينية المعارضة لإطلاق صفقة القرن، وإعلانها عدم المشاركة في مؤتمر المنامة الاقتصادي؛ إلا أن أشرف الجعبري، الشخصية الفلسطينية المثيرة للجدل أعلن بالأمس أنه متحمس جداً للمشاركة في المؤتمر، وموجها موجة من الانتقادات للسلطة الفلسطينية على عدم المشاركة.
الجعبري الذي تم تداول اسمه فقط في الأشهر القليلة الماضية، على خلفية لقاءات تطبيعية مع المستوطنين، كانت له أيضاً، مواقف خارج الإجماع الوطني، تمثلت في عقد لقاءات مع السفير الأمريكي في القدس ديفيد فريدمان، في تجاهل لقرار السلطة الفلسطينية بمقاطعة أي لقاءات مع الجانب الأمريكي على خلفية انحيازها الكامل لدولة الاحتلال الإسرائيلي.
ولم تصدر بعد عن الولايات المتحدة قائمة رسمية بالمشاركين في مؤتمر 25-26 يونيو، الذي يسعى إلى استخدام التنمية الاقتصادية لجذب الفلسطينيين إلى طاولة المفاوضات، في حين قال مسؤولون أمريكيون إن المؤتمر سيجمع قيادات اقتصادية فريدة من نوعها، بمن فيهم فلسطينيين يعيشون خارج أراضي السلطة الفلسطينية.
وقال الجعبري: "لن يفي أي رئيس وزراء إسرائيلي بالمطالب الفلسطينية أو بالعكس، لذلك، لا يمكننا الاستمرار في انتظار الدولة. علينا أن نفكر في هذا المجال ككيان واحد، وليس كيانين وحقيقتين".
وتبلورت مؤخراً ملامح الشراكة بين الجعبري والمستوطنين في منطقة الخليل، عبر إنشاء ما يسمى "غرفة تجارة يهودا والسامرة" ، في إشارة إلى الضفة الغربية باسمها التوراتي، وبحسب الجعبري فإن هذه الغرفة المشتركة لا تملك أجندة سياسية.
ويضيف أنها تسعى إلى جمع الفلسطينيين والمستوطنين الإسرائيليين الذين يجمعهم الاستياء المشترك تجاه السلطة الفلسطينية وخيبة الأمل إزاء محادثات السلام الفاشلة، في حين تتمثل أهدافها في الرغبة في كسب المال وإطلاق مشاريع تجارية ناشئة مع علاقات شخصية غير متوقعة ويتفقون حول فوائد التجارة الحرة.
ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت، عن آفي زيمرمان، المؤسس المشارك للغرفة: "نتحدث عن العلاقات التجارية بين الشركات، والتي تتكشف على مستوى "ما دون السيادة" لتحقيق استقرار إقليمي أكبر".
من جهته اعتبر أحمد مجدلاني، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أن أي مشاركة فلسطينية على أي مستوى من المستويات هو تعامل مع الولايات المتحدة وإسرائيل، والمتعامل مع إسرائيل هو خائن، مؤكداً أن المنظمة هي الممثل الشرعي الوحيد للدولة الفلسطينية، والأخيرة لم تخوّل أحداً أن يتكلم بأسمها، وأوضح أن العلاقات الفلسطينية - الأميركية جمدت بالكامل منذ العام 2018، ولا يوجد أي اتصال معها على أي صعيد.
وفي رد الجعبري على موقف السلطة قال لأسوشيتد برس: "السلطة الفلسطينية هي المتعاون الوحيد الذي يعمل مع الحكومة الإسرائيلية منذ اتفاق أوسلو".
وهو يعتقد أن الفلسطينيين العاديين سوف يدعمون نهجه العملي للاستفادة من جغرافياتهم المشتركة مع إسرائيل مضيفاً "ما الذي استفدناه من سفك الدماء والانفصال؟ لا شيء". "نحن بحاجة إلى أن نعيد النظر في ما حدث".
وكان عدد من رجال الأعمال الفلسطينيين قد أصدروا مواقف أعلنوا فيها عدم مشاركتهم في مؤتمر المنامة معتبرين أن ذلك يشكل خروجاً عن الإجماع الوطني وعن إرادة الشعب الفلسطيني الذي أجمع على رفض هذه الصفقة والانخراط فيها أو التعاطي معها.
وكان رجل الأعمال الفلسطيني، بشار المصري، أكثر شخصية أثارت الدهشة برفضه قبول الدعوة الموجهة إليه.
وعن هذا الموقف يقول المفاوض الأميركي السابق مارتن إنديك "ربما توقع جاريد كوشنر وفريقه أن ترفض السلطة الفلسطينية المشاركة، ولكن أن يرفض رجال الأعمال الفلسطينيون الحضور سيمثل صدمة كبيرة لهم".
وسأل إنديك مستغربا "ما الحكمة من اختيار البحرين لعقد ورشة العمل تلك، خاصة أن البحرين دولة فقيرة بالمعايير الخليجية؟، وماذا لو لم يحضر أي من رجال الأعمال الفلسطينيين؟" مؤكدا أن غيابهم "سيمثل ضربة كبيرة لفرص نجاح المؤتمر".
ويرى مدير معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى روبرت ساتلوف -الذي استضاف وحاور كوشنر قبل أسبوعين- أن الخطة الاقتصادية التي لا يشارك فيها المصري سيكون من الصعب نجاحها.