ارتفعت في الآونة الأخيرة عمليات قتل ومهاجمة أفعى فلسطين، بسبب عمليات التهويل وإشاعة الخوف في صفوف المواطنين من خطورتها ومدى انتشارها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما يخالف الحقائق الفعلية على الأرض.
وقدر نشطاء في مجال الحفاظ على البيئة أنه قتل خلال الشهر ونصف الماضي نحو 200 أفعى من أفعى فلسطين.
تعتبر أفعى فلسطين من بين أربعة أنواع من الأفاعي السامة المنتشرة في فلسطين، علماً أن لدينا 30 نوعا من الأفاعي المنتشرة في بلادنا.
وبالرغم من سميتها، إلا أن عماد الأطرش مدير جمعية الحياة البرية في فلسطين قال إن أفعى فلسطين تعتبر جزءا من التنوع الحيوي في فلسطين، وأن التنوع الحيوي ضروري جداً، لذلك يجب عدم قتلها وإنما الحفاظ عليها.
يبرر الأطرش في حوار مع "الحدث"، أهمية الحفاظ على أفعى فلسطين لأنها جزء من التنوع الحيوي وبالتالي هي جزء من السلسلة الغذائية الموجودة في الطبيعة، وجزء من التوازن الطبيعي، وأن أي خلل في هذا التوازن من حيث النقص أو الزيادة في النوع يؤدي إلى خلل في الطبيعية.
وأكد الأطرش أن الأفعى لها دور يبرر وجودها، فهي تتغذى على القوارض، والقوارض في حال عدم وجود أفاعٍ تنتشر بشكل كبير، وهنا تكمن الخطورة أن القوارض قريبة من الإنسان كثديات، وبالتالي تنقل للإنسان الأمراض والأوبئة والمظاهر غير الصحية.
عدا عن ذلك، هناك صراع على الموروث الثقافي مع الاحتلال الإسرائيلي، حيث وثقت إسرائيل أفعى فلسطين في سجلاتها وأطلقت عليها اسم "أفعى أرض إسرائيل".
وكانت سلطة الطبيعة الإسرائيلية قد أعلنت نهاية العام الماضي اعتمادها لأفعى فلسطين كرمز وطني من رموز التنوع الطبيعي البيئي الإسرائيلي.
وقامت سلطة الطبيعة الإسرائيلية بإعلان تغيير اسم هذه الأفعى التي عُرِفَت تاريخياً على المستوى العربي والعالمي بإسم أفعى فلسطين الى "أفعى أرض اسرائيل" بدلا من اسمها الحقيقي.
عماد الأطرش كخبير بيئي يقول إن أفعى فلسطين جبانة ولا تهاجم الإنسان، إلا في حالات خاصة عن الشعور بالخطر، والمثل العربي يقول "عند العقرب لا تقرب، وعند الحية افرش ونام".
وأكد الأطرش، أن حركة أفعى فلسطين ثقيلة وبطيئة، مشيراً إلى أنها من ذوات الدم البارد، وأن أغلب اللدغات منها تكون وقت الغروب أو في الليل أو عند ساعات الصباح الباكر، نتيجة لأن الأفعى تبحث في هذه الأوقات عن مصادر المياه والرطوبة.
كما أكد الأطرش على وجود ترياق الأفاعي في المستشفيات الحكومية الفلسطينية، وأن لدى المستشفيات خبرة واستعدادا للعلاج، وأصبح لديها تحضيرات لآلية التعامل مع حالات لدغ الأفاعي.
وأضاف أنه لا يوجد من توفي خلال السنوات العشر الماضية بسبب لدغة أفعى في فلسطين، وأن غالبية من لدغتهم الأفاعي هم من يقومون بالاستعراض واللعب بالأفعى.
لذلك دعا مدير جمعية الحياة البرية في فلسطين عماد الأطرش إلى ضرورة الحفاظ على أفعى فلسطين، مشيراً إلى وجود نص في قانون البيئة الفلسطيني سنة 2000 ينص أنه يمنع اقتناء أو قتل أو تخريب أعشاش أو أوكار الحيوانات أو الطيور أو الزواحف.
جدير بالذكر أنه عند حالة الإصابة بلدغة الأفعى من المتبع محاولة منع السم من الانتشار، وتهدئة المصاب، ونقله بأسرع وقت إلى العيادة من أجل أخذ الترياق المضاد للسم.