الحدث- الاناضول
تسابق الطالبة الغزية وسام حميد (15 عاما)، الزمن وهي تقلب صفحات كتابها المدرسي، وتقتنص منه أهم المعلومات، في محاولة لاغتنام كل دقيقة مازال فيها ضوء الشمس يعم المكان، فمع حلول ساعات المساء سيكسو الظلام الدامس غرفتها ويمنعها من إكمال دراستها في ظل أزمة الكهرباء الحادة التي يعاني منها قطاع غزة.
وتقول حميد، التي تخوض الامتحانات النهائية للنصف الأول من العام الدراسي الجاري (2014-2015)، إن انقطاع التيار الكهربائي بشكل شبه دائم يجبرها على مضاعفة جهود المذاكرة خلال ساعات النهار".
وبنبرة غضب أكملت وهي تشير إلى عدد من الكتب المدرسية على مكتبها الخشبي القديم: "إن المنهاج زخم، والدراسة تحتاج لأجواء من الراحة والهدوء، و4 أو 6 ساعات من وصل التيار لا تكفي لإنهاء مهامي".
وتتابع حميد، الطالبة في الصف الأول الثانوي: "لا بديل أمامنا خلال انقطاع الكهرباء، سوى ضوء الشموع الخافت، الذي يسبب الصداع، ويشتت التركيز".
ومنذ أكثر من أسبوعين، وبفعل توقف محطة توليد الكهرباء عن العمل، جراء نفاد السولار الصناعي اللازم لتشغيلها، أعلنت شركة توزيع الكهرباء عن زيادة عدد ساعات قطع التيار، ليصل إلى 20 ساعة يوميا، في وقت لا تتجاوز فيه ساعات الوصل (4 ساعات) في اليوم.
ويعاني قطاع غزة منذ 7 سنوات من أزمة كهرباء كبيرة، بدأت عقب قصف إسرائيل لمحطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع منتصف عام 2006.
ولأن ساعات وصل الكهرباء، الـ "4" ستكون، في منزل ميار جمال (15 عامًا)، بعد منتصف الليل، لهذا اليوم، فإنها تضطر للاستيقاظ عند ذلك الموعد".
وتشتكي جمال، بعد أن فركت كفيها معًا، بحثًا عن دفء سببته لسعات برد قارس، جراء المنخفض الجوي "هدى"، قائلة: "الجو شديد البرودة ليلاً، لكنني أضطر للاستيقاظ، لمذاكرة ما تبقى من دروسي، هذا يضاعف جهد وتعب الدراسة، إنه إرهاق مضاعف لنا".
وتتأثر المنطقة منذ الثلاثاء الماضي، بمنخفض جوي عميق، أطلقت عليه دوائر الأرصاد الجوية الأردنية والفلسطينية، وبعض الشخصيات العربية العاملة في مجال المناخ، اسم "هدى".
وبنبرة غضب وسخط يقول، الشاب الجامعي، يوسف سالم (22 عاما)، إن "أربع ساعات من وصل التيار الكهربائي لا تكفي، لشحن جهاز الانفيرتر (جهاز متصل ببطارية يتم شحنها خلال ساعات وصل التيار الكهربائي لتستخدم خلال انقطاع الكهرباء)، ما يعني أن نغرق في الظلام بمجرد غروب الشمس".
ولا تكفي ساعات النهار بالنسبة للطالب سالم، كي ينهي مذاكرة جميع دروسه، قائلا: "نهار فصل الشتاء قصير، ويحلّ الظلام باكرًا، هذا الضغط، يسبب لي آثار نفسية".
ومع استمرار انقطاع الكهرباء، يلجأ سكان قطاع غزة للبحث عن بدائل لإضاءة منازلهم، تمثل أبرزها في توصيل جهاز “الانفيرتر” (يو بي أس) ببطارية سيارة، ويتم توصيلها بأسلاك لتوليد الطاقة الكهربائية، حيث يؤخذ التيار المستمر من البطارية، ليتم تحويله إلى تيار متردد يكفي لإنارة المنزل، أو الاستعانة بـ”الليدات" الكهربائية.
واضطر عبد الرحمن الجمالي، (17عامًا) إلى تغير خطته الدراسية، عدة مرات، لتتوافق مع عودة التيار الكهربائي.
ويقول لوكالة "الأناضول": "لا نملك في منزلنا جهاز انفيرتر، والدي لا يعمل ولا يملك تكاليف تركيبه، والدراسة ليلاً لا تناسبني، وهذه الأمور تشتت تركيزنا".
ويضيف الجمّالي مستنكرًا: "حياتنا الدراسية مختصرة في 4 ساعات فقط، هل تكفي أي طالب لإنهاء دراسته كما هو مطلوب؟".
ويتمنى الجمالي، أن تشهد أزمة الكهرباء تحسنًا بشكل عاجل، وان تنتهي أزمة مازالت تراوح مكانها منذ سنوات".