الحدث- إبراهيم أبوصفية
فشل رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو من تشكيل ائتلاف الحكومة الإسرائيلية الجديدة؛ وذلك بسبب الخلاف مع وزير الدفاع السابق أفيغدور ليبرمان بشأن التجنيد الإلزامي الذي يريد الأخير تطبيقه بينما يرفض الأول مدعوما من الأحزاب الدينية.
وصوت أعضاء الكنيست الإسرائيلي فجر أمس الخميس، بأغلبية 74 صوتا مقابل 45 على قرار حل المجلس بما يمهد لإجراء انتخابات جديدة في منتصف سبتمبر/ أيلول الماضي، لتكون الحالة الأولى في تاريخ الاحتلال.
وينعكس فشل تشكيل الحكومة والذهاب إلى انتخابات إسرائيلية على مسار التفاهمات في قطاع غزة، إضافة إلى تأثيرها على عقد مؤتمر البحرين في أواخر شهر حزيران/ يونيو المقبل وكذلك خطوات صفقة القرن والإعلان عنها.
حيث أوصل نتنياهو رسالة في وقت سابق للوساطة المصرية، بانه لن يستطيع اتمام مراحل التفاهمات والتوقيع على أي هدنة قبل تشكيل الحكومة. لذلك تعود الأسئلة من جديد عن طبيعة المشهد القادم في قطاع غزة وخصوصا خلال الشهور الأربعة القادمة، وما هي ملامح التصعيد.
كان من المقرر أيضا، وحسب المسؤولين في الإدارة الأميركية بأن الكشف عن تفاصيل الخطة الأميركية لتسوية القضية الفلسطينية، والمعروفة إعلاميًا بصفقة القرن، بعد انتهاء شهر رمضان، وإتمام تشكيل الحكومة الإسرائيلية، الأمر الذي قد يؤثر على إعلان الصفقة.
جدير بالذكر، أن جاريد كوشنير مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قد وصل إلى تل أبيب، للبحث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عن إمكانية تأثير فشل نتنياهو تشكيل حكومته على المؤتمر الاقتصادي في البحرين وصفقة القرن بشكل عام.
ووفقا لما أوردته " القناة العبرية 13" فإن كوشنير أعرب عن قلق إدارة ترامب من الوضع داخل "إسرائيل" وفشل نتنياهو بتشكيل الحكومة و تأثير ذلك على طرح المبادرة الأمريكية صفقة القرن.
وقال الكاتب والمحلل السياسي حسام الدجني، إن فشل تشكيل الحكومة الإسرائيلية والذهاب إلى انتخابات جديدة، سيعطل الإعلان عن صفقة القرن، وأن خلال تلك الفترة المقبلة لا أحد يعلم ما ستؤول إليه الأمور وطبيعة البيئة في المنطقة، خصوصا كيف سيكون مستقبل العلاقة مع إيران وربما اندلاع حرب في الخليج، قد تغير وتنعكس على المجريات والأحداث بشكل كامل.
وأوضح الدجني لـ " الحدث" أن الصفقة ستؤجل لما بعد الانتخابات، لأن أي قرار بوزن استراتيجي يحتاج لحكومة قوية تستطيع تمريره، وصفقة القرن تعتبر قرار بوزن قرار استراتيجي.
وعلى صعيد التفاهمات مع قطاع غزة، أشار الدجني، أن خطوة الذهاب إلى الانتخابات ستعزز التفاهمات والعودة للدائرة الأولى، مضيفا أن نتنياهو يريد انتخابات في بيئة مستقرة وهو بحاجة إلى تهدئة في الجنوب لذلك سيحاول أن يدعم التفاهمات لكسب مزيد من الوقت.
وأشار إلى أن الهيئة العليا لمسيرات العودة، ستدرك أن نتنياهو يتلكأ ويماطل في تمرير التفاهمات بشكل كامل، لذلك لن تفوت الفرصة وستمارس الضغط عليه.
وحول مؤتمر البحرين، قال الدجني، إن هذا المؤتمر ضمن معادلة السلام الاقتصادي، وهو سيمضي ولن يؤثر الذهاب إلى انتخابات جديدة على عقده، مشيرا إلى أن التأثير سيكون على مخرجا المؤتمر وتطبيقها، لأنها بحاجة إلى حكومة قوية تستطيع اتخاذ القرارات.
بدوره، قال الكاتب والمحلل السياسي، أحمد الشقاقي، إن تأجيل الانتخابات في " إسرائيل" يعود لحالة المشهد " الإسرائيلي" الداخلي وحالة المزاودة بين أقطاب اليمين وكذلك داخل اليمين على طبيعة تشكيل الحكومة. إضافة لطبيعة التركيبة الداخلية للمجتمع " الإسرائيلي" مؤكدا على أن لا خلاف بين نتنياهو وليبرمان تجاه ملفات حساسة تخص حالة الصراع مع الفلسطينيين.
وأوضح الشقاقي لـ " الحدث" أن الإدارة الأمريكية راهنت على نتنياهو بشكل كبير، خصوصا عندما كان بين قوسين أو أدنى من تشكيل الحكومة، إلا أن الأن ستعيد ترتيب أوراقها بسبب الذهاب إلى انتخابات جديدة وفشل نتنياهو.
وبين، أن حجم التوقعات من مخرجات مؤتمر البحرين ستنخفض، وستعود أمريكا من جديد للبحث عن مسارات جديدة للإعلان عن " صفقة القرن". مشيرا إلى أنها ستستمر في تنفيذها على أرض الواقع حتى قبل الإعلان ولكن ستسير بشكل أبطأ حتى يتم تمرير الحالة وترتيب الأوراق داخل " إسرائيل".
أما فيما يتعلق بالتفاهمات، أشار الشقاقي، أنها كانت جزء من حالة المزاودة أثناء العمل على تشكيل الحكومة، وهذا يثبت بأن قطاع غزة استطاع أن يفرض نفسه.
وأكد أن البرنامج السياسي لنتنياهو تجاه غزة قائم على التلكؤ والمماطلة، وهو يراوغ لكسب المزيد من الوقت، وهو يذهب للتصعيد حيال توافر الحالة الميدانية والسياسية المناسبة.
وفي ذات السياق، قال الإعلامي والمحلل السياسي جهاد البدوي، إن تأثير فشل تشكيل الحكومة والذهاب إلى انتخابات جديدة هو نسبي بالنسبة لملف " صفقة القرن"، موضحا أن هذه الصفقة ومؤتمر البحرين يحملان تناقضات كبيرة، فبعد أن
قلصت الإدارة الأمريكية المساعدات المالية للسلطة الفلسطينية والأونروا وللمستشفيات في القدس المحتلة، عادت لتعقد مؤتمرا دوليا وتطالب رجال الأعمال والدول العربية بمساعدة الفلسطينيين ماليا. إضافة إلى وجود خلل بنيوي في طرحها، وهي إعادة لما طرح سابقا بعنوان جديد.
وأشار البدوي لـ" الحدث" أن مؤتمر البحرين سيفشل سواء فشلت الحكومة " الإسرائيلية" أو شُكلت؛ بسبب الموقف الفلسطيني الرافض وهو الأهم، وهذا يكون مقدمة لإفشال " صفقة القرن".
وحول انعكاس فشل تشكيل الحكومة على التفاهمات، قال البدوي " هنا يكمن جزء حقيقي من الأزمة في تشكيل الحكومة " الإسرائيلية"، مبينا " حتى يرضى ليبرمان يجب الذهاب إلى حرب أو مواجهة طويلة الأمد سواء مع غزة أو في جبهة الشمال".
وأضاف إلى أنه من المتوقع أن يكون هناك تصعيد، ولكن بوجود نتنياهو سيحافظ على التفاهمات بشكل أكبر.