الحدث مقالات- زياد البرغوثي
حال المقدسيين مثل الحمل خارج الرحم، يحتاج إلى عناية دقيقة من جميع الطواقم الطبية لإعادته إلى رحم الأمة، وإجهاض هذا الحمل سيؤدي إلى إصابة الجسد المقدس بالتلوث والعقم، ونزيف أبدي لا شفاء منه...
السلطة الفلسطينية لن تتمكن طواقمها من تقديم العلاجات والإسعافات، لقلة الكفاءات والإمكانيات، وسياراتها لن تستطيع الوصول إلى القدس بسبب الحواجز والإغلاقات...
والتحويلات إلى المستشفيات الأردنية صعبة، وإجراءاتها طويلة ومعقدة...
أطباؤهم منذ مدة طويلة لم يمارسوا المهنة عندنا، وخبرتهم عنا اقتصرت على نشرات طبية من مراكز بحثية ودراسات فقهية، إضافة إلى عدم قدرتهم على تشخيص حالة وخطورة هذا الحمل، وقدرة الرحم على تحمل التبعات والأعراض الجانبية...
مستشفيات الجامعة العربية لا تكفي لعلاج ضحايا الحروب الأهلية، وتفجيرات بيوت العبادة المسيحية والإسلامية، والقصف حسب المذاهب الدينية.. وعجزها عن رعاية اللاجئين المشردين على أطراف الحدود والبوابات الحديدية.. فكيف سيحمون أرض الرسالات السماوية؟
تكلفة العلاج في المستشفيات الإسرائيلية مرتفعة الثمن، لا تأمين صحي يغطي الحالة المقدسية في الليل أو النهار، ولا ثقة بطواقمها الطبية بعد أن أصبحت جميعها من المتطرفين المتدينين والمتعصبين، والمؤمنين بأنهم شعب الله المختار...
فهل سيُترك الحمل حتى يسقط ويدفن في ساحات المدينة المقدسة كما دُفن من قبله القديسون والصحابة؟
أم سَيُترك الجسد ينزف حتى تتعفن أحشاؤه ولا يبقى منه إلا بقايا رماد، ليذره الحاخامات على هيكلهم المزعوم في أرض الميعاد...
لا يا سادة..
إن سقط الحمل من الرحم المقدس لن ينفع الأمة ولن يحمي أجنتها كل السيوف والخيول والفحولة العربية، وسنبكي على أمة انقرضت وتركت خلفها القصائد والمعلقات والموشحات الأندلسية...
وصراع مفتوح على هلالٍ غاب عن سماء ليلة رمضانية...